فيما يشبه لعبة غزل متبادلة بين الإيرانيين والاسرائيليين قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بإدانة الإبادة الجماعية لليهود إبان الحرب العالمية الثانية، فيما اهتم الإعلام الاسرائيلي ببقاء وزير الدفاع موشيه يعالون أثناء القاء الوزير كلمته في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، وباستماع ظريف لكلمة يعالون واعتبره ‘سابقة' بين الدولتين. وقال مراسل قناة ‘العربية' في تقريره من ميونيخ ان رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل ووزراء خليجيون غادروا قاعة الإجتماعات يوم الأحد اثناء كلمة ظريف. وتداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدار اليومين الماضيين خبر لقاء جمع الأمير تركي الفيصل بوزيرة العدل الإسرئيلية تسيبي ليفني خلال المؤتمر الذي إختتم أعماله مساء الأحد. وقالت ‘القناة العاشرة' الاسرائيلية، وصحيفتا ‘يديعوت أحرونوت'، و'معاريف'،'إن ‘عدم انسحاب يعالون، وظريف،'أثناء كلمة كل منهما،'يعد سابقة بكل المعايير'. من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة،'إن ‘السلوك الإسرائيلي تبعه حديث هادئ من قبل الوزير الإيراني عن اليهود،'والذي قال فيه،'إن ‘المحرقة النازية بحق اليهود مأساة وحشية ومشؤومة ينبغى ألا تتكرر أبداً'. ووفقاً لقرار حكومي إسرائيلي، فقد جرت العادة أن يقاطع الجانب الإسرائيلي أي خطاب لأي مسؤول إيراني، وهذا ما حدث خلال مقاطعة الوفد الإسرائيلي لخطاب ألقاه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، العام الماضي. تصريح ظريف حول المحرقة جاء في مقابلة مع محطة ‘فونيكس ′ التليفزيونية الألمانية سجلت الأحد في فندق ‘أدلون' بالقرب من بوابة براندنبورغ التاريخية والنصب التذكاري لمحرقة النازية، وقال فيه ان الابادة الجماعية لليهود ‘كانت مأساة قتل وحشية لا ينبغي تكرارها'، في محاولة من ظريف لطيّ صفحة تصريحات الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي الذي اثار غضب اسرائيل واليهود حول العالم بعد أن أنكر الهولوكوست علنيا أكثر من مرة. وقد سبق ذلك إرسال الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته في أيلول/سبتمبر الماضي رسالة تهنئة ‘لكافة اليهود”بمناسبة رأس السنة العبرية عبر موقع التواصل الاجتماعي ‘تويتر'. وأعرب ظريف، الذي تحدث من قبل في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن عن مستقبل برنامج بلاده النووي، عن استعداد إيران للتفاوض، موضحا أن بلاده تريد ‘إنهاء الدائرة المفرغة واستغلال كافة الوسائل لبناء الثقة'، وقال: ‘في النهاية أمن الآخرين يعتبر أمننا أيضا'. وفي المقابل أكد ظريف على حق بلاده في استخدام الطاقة النووية، موضحا أن الحلول لا يمكن الوصول لها إلا عن طريق التوافق ، وقال: ‘لن نقبل الخضوع لأوامر'. يذكر أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا اتفقت مع إيران في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على التفاوض حول ملفها النووي خلال النصف الأول من عام 2014. وأكد ظريف أن بلاده على استعداد لمناقشة الأسئلة المهمة ، وقال: ‘إنها فرصة تاريخية'. وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، يوكيا أمانو: ‘هناك تحرك إيجابي ومشجع ، لكن لا يزال هناك الكثير لفعله'.