سجّل فريق وست هام يونايتد قفزة نوعية الشهر الفائت خلال منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ ارتقى تسعة مراكز مبتعداً عن قاع الترتيب بعد أن جمع 13 نقطة في خمس مباريات (تعادل وأربع انتصارات متتالية) وضعته في المركز العاشر بعد المرحلة السابعة والعشرين. ولأن لكلّ نجاح أسراره، فقد اختصر نجم وست هام كيفن نولان كل الأسرار بتألق مطلق استحوذ معه على الإعجاب وخطف الأضواء بتسجيله خمسة أهداف بلمسات ساحرة أثارت التساؤلات مجدّداً حول غيابه الدائم عن منتخب الأسود الثلاثة. مواسم الوفاء أمضى ابن مدينة ليفربول المولود في 24 حزيران/يونيو 1982، سنوات طويلة بين أسوار ناديه الأول بولتون الذي بدأ مسيرته معه من فريق الشباب عام 1997، ثم انضمّ إلى الفريق الأول بعد عامين ليسجّل مسيرة تاريخية على مدار 11 عاماً، لعب خلالها 296 مباراة وسجّل 40 هدفاً. وحقّق نولان مع بولتون نجاحات ملفتة، إذ احتل "واندررز" أعلى مركز في تاريخهم ضمن "البريميرليغ" بالحلول في المركز السادس موسم 2004-2005، وكانوا ضمن الثمانية الأوائل في المسابقة بين موسمي 2003-2004 و2006-2007 أي خلال أربعة مواسم متتالية، وهو إنجاز لم تحققه سوى أربعة فرق آنذاك (مانشستر يونايتد وآرسنال وليفربول وتشيلسي)، كما وصل مع الفريق إلى نهائي كأس الرابطة عام 2004 وخسره أمام ميدلسبره، وشارك في الدوري الأوروبي للمرّة الأولى في تاريخه موسم 2005-2006، ثم حمل شارة قيادة الفريق موسم 2006-2007. من الظل إلى الأضواء ارتبطت مسيرة نولان الاحترافية مع الأندية الثلاثة التي لعب لها بمفارقة ملفتة و"أبٍ روحي" إن جاز التعبير، إذ إنه لعب بقمصانها في الدرجتين الأولى والممتازة، فلعب أول موسمين مع بولتون (1999-2000 و2000-2001) في "تشامبيون شيب" تلاها سبعة مواسم في "بريميرليغ"، ثم انتقل إلى نيوكاسل يونايتد في الانتقالات الشتوية موسم 2008-2009 وهبط معه إلى الدرجة الأولى التي عاد إليها سريعاً بعد أن نال لقب أفضل لاعب موسم 2009-2010 والذي شهد تسجيله لأول "هاتريك" في مسيرته خلال الفوز على كارديف سيتي (5-1)، وفي موسم 2010-2011 حاز شارة القيادة بعد اعتزال النجم نيكي بات وسجّل هدفه رقم 50 في "البريميرليغ" وللمفارقة كان في مرمى بولتون (1-1)، واستمرّ التاريخ في إعادة نفسه مع نولان بانضمامه إلى وست هام يونايتد صيف عام 2011، وكان هذا الأخير قد هبط إلى الدرجة الأولى، وحصل نولان على شارة القيادة منذ ظهوره الأول على ملعب "أبتون بارك"، ونجح كالعادة في الصعود مع فريقه الجديد موسم 2012-2013. مع ألارديس.. ارتبط اسم نولان دائماً بالمدرّب الشهير سام ألاردايس الذي كان عرّاب مواسم تألق بولتون في الألفية الجديدة حين قاده على مدار ثمانية أعوام (1999-2007)، وبعد أن افترق المدرب واللاعب لنحو ثلاثة مواسم، عاد "بيغ سام" للاستعانة بنولان مع تولّيه زمام الأمور في وست هام عام 2011، ليؤكّد أنه بمثابة أبٍ روحي للاعب، ومعتمداً عليه ركيزة أساسية في إعادة الفريق اللندني إلى الدرجة الممتازة. ورغم مرور العلاقة بين الطرفين بفترة من التوتر أدّت إلى تجريد صاحب الرقم 4 من شارة القيادة مؤقتاً إثر طرده مرّتين متتاليتين في مباراتي ليفربول وفولهام عام 2013، إلا أن نولان ظلّ رقماً أساسياً في تشكيلة "الهامرز"، وقد وصفه ألاردايس "بالمثالي" بعد تألقه في المباريات الأخيرة التي سجّل فيها 5 أهداف ساهمت في انتشال وست هام ولو مؤقتاً من مراكز الهبوط. وجاءت أهداف نولان الخمسة الأخيرة التي ارتفع معها رصيده إلى 7 هذا الموسم، في مرمى كلّ من سوانسي (2-0) وجاء الأول بتسديدة محكمة بالقدم اليسرى من مشارف منطقة الجزاء والثاني بضربة رأس وهو الهدف الأول المسجّل للفريق بهذه الطريقة في الموسم الجاري، ثم في مرمى أستون فيلا (2-0) ووقّع على الثنائية أيضاً، وكان الأول من لمسة رائعة بعقِب القدم من مسافة قريبة والثاني من تسديدة بالقدم اليمنى داخل الجزاء، وعاد ليسجّل ثالث الأهداف في الفوز على ساوثهامبتون (3-1) وجاء من ضربة مزدوجة رائعة من مسافة قريبة. خصام مع "الأسود الثلاثة".. يعدّ عاما 2006 و2012 الأكثر جدلاً حول انضمام كيفن نولان للمنتخب الإنكليزي الأول، الأمر الذي لم يتحقّق حتى الآن، ويعدّه كثيرون مجحفاً بحقّ لاعب "كلاسيكي" في الكرة الإنكليزية وصاحب فاعلية وتأثير في كل الفرق التي تقمّص ألوانها. وكانت الصحافة الإنكليزية رشّحت نولان للانضمام إلى "الأسود الثلاثة" مع المدرّب السويدي زفن غوران إريكسون في مونديال ألمانيا 2006، ثم مع المدرب الحالي روي هودجسون قبل يورو 2012، لكن التوقعات لم تتحوّل إلى واقع وهو ما دفع اللاعب إلى ما يشبه الاعتراف بفقدانه الأمل بارتداء قميص منتخب بلاده: "إنه أمر اعتيادي أن يتمّ تجاهلي من قبل مدرّبي المنتخب، لقد تسبّب ذلك بأذى كبير لي".
"نعم هذا الرجل مجدّداً!"..كان ذلك تعبيراً مختصراً من أحد المعلقين في مواجهة وست هام يونايتد وساوثهامبتون على هدف نولان الاستعراضي، ليؤكّد أن المخضرم صاحب ال 32 عاماً نجمٌ يسطع أكثر مع مرور السنين رغم أنه لم يظهر في فلك أندية كبيرة.