توج المنتخب الألماني بكأسه العالمية الرابعة عقب فوزه على الأرجنتين اليوم الأحد بهدف دون رد بعد التمديد في النهائي الذي أقيم على ملعب الماراكانا في ريو دي جنيرو بالبرازيل. وسجل ماريو غوتزه هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 113 بعد انتهاء المواجهة في وقتها الأصلي بالتعادل السلبي. وبات المنتخب الألماني أول منتخب أوروبي يحرز اللقب العالمي على أراضي أميركا الجنوبية كما أصبح سامي خضيرة عاشر لاعب يجمع في موسم واحد لقبي كأس العالم ودوري أبطال أوروبا. حديث الأرقام التقى منتخبا الأرجنتينوألمانيا في 20 مباراة في تاريخهما إذ حقق راقصو التانغو النصيب الأكبر من الانتصارات برصيد 9 انتصارات فيما رسم منتخب الماكينات 6 انتصارات وانتهت 5 مباريات بالتعادل. عند الحديث عن عبق تاريخ المواجهات سجلت خلال هذه الموقعة 56 هدفاً تقاسمها المنتخبان بالتساوي. احتضنت نهائيات كأس العالم 6 مواجهات بين العملاقين إذ كانت المواجهة الأولى في مونديال السويد 1958 فحسم الألمان المباراة بثلاثة أهداف لهدف وحيد. أما المباراة الثانية فكانت في مونديال إنكلترا 1966 وانتهت بالتعادل السلبي. كانت المواجهة الثالثة والرابعة في تاريخ مواجهات العملاقين بنكهة خاصة وطعم نهائي كأس العالم في مونديال المكسيك 1986، الأرجنتين تحقق اللقب على حساب ألمانيا (3-2)، وفي مونديال إيطاليا 1990، ألمانيا تحرز اللقب بهدف دون رد. وفي مونديال ألمانيا 2006 حققت الماكينات التأهل في مباراة ربع نهائي بركلات الترجيح 4-2 بعد أن انتهت المواجهة بالتعادل 1-1 وآخر مباراة رسمية كانت في المونديال الأفريقي إذ اكتسحت بلاد نهر الراين شباك الأرجنتين برباعية نظيفة. يذكر أن آخر مباراة جمعت المنتخبين كانت برسم ودي في 15 آب/أغسطس 2012 في مدينة فرانكفورت وحقق فيها أبناء الجنوب الأميركي انتصاراً مدوياً بنتيجة 3-1. الدخول في صلب السجال لم يعترف المنتخبان بفترة جس النبض وانطلق الألمان في شن الهجمات المنظمة التي يتقنها منتخب الماكينات بفضل امتلاكه لخط وسط ميدان الأروع في مونديال بلاد السامبا، كريستوف كرامر وجيفيني وطوني كروس، ففي الدقيقة الثالثة انطلقت رحلة السجال بين راقصي التانغو والماكينات الذين تحصلوا على مخالفة بعرقلة الخطير مولر وسدد كروس كرة قوية اصطدمت بالجدار ليشن بعدها المنتخب الأرجنتيني هجمة مرتدة قادها لاعب باريس سان جيرمان إيزيكال لافيتزي الذي مرر لغونزالو هيغوايين فحاول الأخير هز شباك نوير لكن تسديدته مرت برداً وسلاماً. اعتمد المنتخب الأرجنتيني على انتهاج طريقة الهجمات المرتدة في ظل احتكار الألمان للكرة ففي الدقيقة التاسعة اخترق ميسي مراقبة هوميلز لكن عرضيته لم تكن بالدقة المطلوبة. لام وهوفيديس.. وجهان لعملة مختلفة كان الكابتن فيليب لام مدار هجمات منتخب الماكينات فكانت كل الكرات الخطيرة تمر عبره والتحق به في نفس الجهة مولر ليشكلا قوة ضاربة وانتهج لام كثيراً طريقة إرسال العرضيات للبحث عن رأسيات كلوزه الذي يلعب مباراته الرابعة والعشرين في نهائيات كأس العالم ففي الدقيقة العاشرة لعن ميروسلاف الحظ بوصوله متأخراً بعد رفعة لام. بقدر ما كان لام العلامة المضيئة رفقة زملائه كان الظهير الأيسر بينيدكيت هوفيديس نقطة ضعف واضحة في الخط الخلفي للألمان واستغلت كتيبة سابيلا هذا المكان لإزعاج الحصن الألماني ففي الدقيقة العاشرة مر لافيتزي من هذه الجهة ومرر عرضية كانت في يد نوير وفي الدقيقة 30 أرسل لاعب سان جيرمان كرة رائعة من ناحية هوفيديس إلى هيغوايين الذي سجل هدفاً أبيض وعاد "ليو" في الدقيقة 40 ليستغل الضعف الصارخ في الجهة اليسري وانفرد بنوير الذي أبعد الكرة بصعوبة. كاد في الدقيقة 21 أن يحدث كروس رجة في دفاع ألمانيا بعد أن غابت عنه الفطنة في إحصاء مكان مهاجم نابولي ليرجع الكرة إلى حارس مرماه وكان بانتظارها هيغوايين الذي أساء التعامل مع الكرة وأضاع على فريقه فرصة افتتاح التسجيل. ضغط ألماني منذ دخول شورليه في التشكيلة الأساسية عقب إصابة كرامر تحسنت الفاعلية الهجومية لكتيبة لوف بعد أن أحكمت السيطرة على الكرة بنسبة 63 في المئة، ففي الدقيقة 37 سدد الوافد الجديد ولاعب تشيلسي الإنكليزي كرة قوية كان لها روميرو بالمرصاد وفي الدقيقة 43 سدد كروس كرة أخرى بدقة عالية وجدت حارس موناكو أما الكرة الأخيرة التي كادت أن تحمل معها الجديد على إثر ركنية نفذها أوزيل ارتقى لها هوفيديس لكن كرته اصطدمت بالعارضة وسط ذهول أرجنتيني لتنتهي معها حكاية الشوط الأول بالتعادل السلبي. هاجس الخوف سيطر هاجس الخوف من النتيجة على حيثيات وأطوار قصة الشوط الثاني الذي كانت بداياته لراقصي التانغو فتأثر بدخول كون أغويرو وخروج لافيتزي وكاد ميسي أن يسجل أولى أهداف المباراة في الدقيقة 47 بعد أن اخترق الدفاع الألماني لكن تسديدته كانت خارج الخشبات الثلاث لنوير. عاد الألمان في نسج الرفعات على رأس كلوزه الذي تلقى كرة رائعة من مولر لكن تسديدته كانت ضعيفة في يد روميرو. كانت أطوار الشوط الثاني تحت عنوان تألق الحارسين اللذين كانا ثابتين ففي الدقيقة 69 تصدى نوير لعرضية مدافع مانشستر سيتي الإنكليزي زاباليتا وفي الدقيقة 71 لم يحسن شورليه التعامل مع الكرة لتكون نهايتها في يد روميرو. كان الشوط الثاني بأداء شاحب وباهت بسبب الخوف الذي ضرب أذهان اللاعبين وكانت المعركة في وسط الميدان فأراد ميسي من محاولة فردية أن يحدث الفارق بعد أن توغل في حصون ألمانيا في الدقيقة 75 لكن تسديدته مرت دون عنوان. أضاع كروس كرة المواجهة في الدقيقة 82 بعد أن تلقى عرضية رائعة من أوزيل لكن تسديدته لم تكن بالدقة المطلوبة وحتى تسديدة الوافد الجديد غوتزه كانت ضعيفة في يد روميرو ليأمر حكم المواجهة، نيكولا ريزولي وهو الحكم الإيطالي الثالث الذي يقود مباراة نهائية في كأس العالم بعد سيرجيو جونيلا في 1978 وبييرلويجي كولينا في 2002، بالولوج إلى حصتين إضافيتين ليتواصل الصراع في موقعة الماراكانا. ويذكر أن هذا النهائي هو الثاني الذي لا يشهد أهدافاً في وقته الأصلي بعد نهائي جنوب أفريقيا 2010 بين إسبانيا وهولندا. الحصص الإضافية كانت بدايات الحصة الإضافية الأولى لمنتخب الماكينات ففي الدقيقة 91 أنقذ روميرو عرينه من تسديدة قوية كان مأتاها شورليه ورد الأرجنتين بالمثل في الدقيقة 97 بعد عرضية رائعة من روخو الذي أوصل الكرة للبديل بلاسيو لكن تعامل برعونة كبيرة مع الكرة وأضاع فرصة تسجيل أولى الأهداف. أبدع في مباراة النهائي لاعب برشلونة الإسباني خافيير ماسكيرانو الذي كان صمام الأمان في قلاع راقصي التانغو بإحباطه لجل هجمات الألمان وسبب قلقاً كبيراً لوسط ميدان الماكينات. لم تشهد الحصة الإضافية الثانية أداءاً كبيراً واكتفينا بمتابعة كرة ماريو غوتزه في مرمى روميرو بعد ترويض محكم في الدقيقة 113 وعرضية رائعة من شورليه. وبعد ذلك حاولت كتيبة سابيلا العودة وتعديل الكفة لكن الهدف الذي جاء في الدقيقة 113 أحبط الأرجنتنيين وفسح المجال أمام ألمانيا التي توجت بلقبها الرابع في مونديال تاريخي على أراضي بلاد راقصي السامبا.