تهم مصدر دبلوماسي جماعة الحوثي بتدخلها بشكل غير مباشر في قرارات سيادية و منازعتها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سلطاته. ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن مصدر دبلوماسي وصفته بالرفيع أن «جماعة الحوثي أصبحت تنازع الرئيس هادي سلطاته السيادية بشكل غير مباشر، بدليل أنه لم يتمكن حتى الآن تكليف أي شخص تشكيل الحكومة الجديدة منذ 21 من الشهر الماضي، إثر الاعتراض الحوثي على كل الأسماء المقترحة أو المرشحة لمنصب رئيس الحكومة». وذكر أنه «زاد من ضعف الرئيس هادي، النفوذ الحوثي الكبير الذي أصبح هو الفاعل والمؤثر والمسيّر لكل الأمور في الحياة الساسية والعامة في صنعاء، والتي تلاشت معه كل مظاهر النفوذ الأخرى، بما في ذلك نفوذ الدولة». وأضافت الصحيفة أن هذه غياب دور السلطة الشرعية برئاسة هادي وانتهت سلطات الحكومة مع استقالة رئيسها محمد سالم باسندوة، مع السقوط العسكري في أيدي الحوثيين والذي التهم الأخضر واليابس، وأصبح الفتية المسلحون البدو القادمون من أقاصي محافظة صعدة هم الساسة الفعليين على أرض الواقع. وقالت الصحيفة أن عملية سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في أيدي المسلحين الحوثيين منتصف الشهر الماضي خلفت حالة من الصدمة لكافة القوى السياسية التقليدية، بما فيها الأحزاب الكبيرة، وغيّرت كل موازين القوى السياسية بفعل الواقع الجديد الذي فرضته قوات جماعة الحوثي المسلحة وسيطرتها على مفاصل الدولة. وأصبحت العاصمة صنعاء تشهد غيابا كاملا لقوات الدولة ولأجهزتها الأمنية، حيث اصبح المسلحون الحوثيون هم المسيطرون على كل شيء بما فيه تنظيم حركة السير وضبط الأمن وحماية المنشآت الحكومية والعامة وهم الحاضر الوحيد. الأحزاب والقوى السياسية غائبة كذلك مع غياب الحكومة، فلم يعد لها وجود سوى في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث غابت حتى في وسائل الإعلام التي أسكتت مع دخول المسلحين الحوثيين للعاصمة صنعاء، والتي تحوثت بالكامل، رهبة أو رغبة، فيما اضطر الكثير من السياسيين والصحافيين البارزين الى ترك العاصمة صنعاء ومغادرتها الى أماكن آمنة بعيدا عنها. وبقدر ما غيّرت المظاهر الحوثية المسلحة وجه العاصمة صنعاء، تغيرت موازين القوى السياسية بالكامل، بما فيه قوى الدولة، حيث أصبح زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي هو الحاكم الفعلي لليمن، فيما احتفظ الرئيس عبدربه منصور هادي بمنصبه الرئاسي نظريا، دون القدرة على اتخاذ القرارات منفردا. ولم يعد غريبا أن ترى في شوارع صنعاء سيارة مدرعة حكومية أو عربة عسكرية رئاسية بالسلاح الثقيل يقودها مسلحون حوثيون أو يقفون بها في مداخل البنك المركزي، أو أي وزارة سيادية، كما يتحكمون بحركة المطار الجوي والمنافذ البرية للعاصمة صنعاء، فالدولة الفعلية هم جماعة الحوثي، والمسيطرون الفعليون هم المسلحون الحوثيون. غاب دور السلطة الشرعية برئاسة هادي وانتهت سلطات الحكومة مع استقالة رئيسها محمد سالم باسندوة، مع السقوط العسكري في أيدي الحوثيين والذي التهم الأخضر واليابس، وأصبح الفتية المسلحون البدو القادمون من أقاصي محافظة صعدة هم الساسة الفعليين على أرض الواقع.