أكثرُ من عامٍ مَرَّ على دخول قوات الغزو والاحتلال إلى المحافظات الجنوبية، وبينها قواتُ أغنى الدول في المنطقة والعالم، وطيلةَ هذه الفترة عمدت قواتُ الغزو والاحتلال إلى سرد الوعودِ العرقوبية الكاذبة لأبناء المحافظات الجنوبية خَاصَّةً وأبناء الشعب اليَمَني عامةً؛ ببسط الأمن والسلام وتوفير الحماية لليَمَنيين وتقديم الخدمات ذات النجوم الخمسة والسبعة، وربما خدمات ذات النجوم الخمس عشرة، والمتقاربة لعدد بلدان تحالف العُدْوَان الهمجي على اليَمَن، والتي ما يزالُ ناطقُها وكذّابها الشهيرُ يروّج وحتى اللحظة عبارةَ حماية الشعب اليَمَني وتقديم الأمن والخدمات له. لكن الواقعَ -وفق مراقبين- ومنذ نحو 14 شهراً من العُدْوَان الهمَجي على اليَمَن يقول العكس تماماً، فكلما تحدث ناطق تحالف العُدْوَان عن حماية اليَمَنيين نجدُ وتيرةَ قتل اليَمَنيين تزدادُ وغاراتِ طيران العُدْوَان تتزايد، حتى بلغت، وفق آخر الإحصاءات، نحو 160 ألفَ غارة شنتها طيران العُدْوَان على مختلف مناطق اليَمَن. حيثُ قصفت ودمرت كُلّ المنشآت الاقتصادية والإنتاجية، إبتداءً من مصنع الزبادي والألبان في الحديدة إلى مزارع الدجاج في سنحان صنعاء، مروراً بتدمير مصانع الأدوية وميناء الحديدة ومطارات صنعاء وصوامع الغلال ومخازن الغذاء وناقلات الحبوب، وعلاوة على قتل وجرح أكثر من 50 ألفَ مدني، وتدميرها لمئات الآلاف من المنازل والمدارس والمستشفيات والمؤسّسات الرياضية وغيرها.. كُلُّ هذا طبعاً من أجل حماية الشعب اليَمَني، هذا إلى جانب الحصار الشامل على اليَمَن منذ أكثر من عام والذي منع دخول الغذاء والدواء والمشتقات، فصار بفعله نحو 15 مليونَ يمني يواجهون خطَرَ المجاعة و7 ملايين آخرين بحاجةٍ ماسَّةٍ للخدمات الصحية مع انعدامِ الدواء وتوقُّف معظم مستشفيات البلاد؛ نتيجة الحصار والغارات. حتى أن سكانَ المدن الساحلية كالحديدةوعدن صاروا مهدَّدين بالموت؛ جراء ارتفاع درجات الحرارة في ظل انعدام الكهرباء التي تفتقر إلى المازوت الخاصّ بتشغيلها نتيجة الحصار والعُدْوَان. كلُّ هذه خدماتٌ قدمها تحالفُ العُدْوَان للشعب اليَمَني، إضافة إلى تعمده إذلالَ وإهانةَ اليَمَنيين في كُلّ بلدان العالم!!. وهذه وفق المراقبين صورة مصغّرة جداً لواقع الحال في محافظات اليَمَن الشمالية والشرقية، في ظل حماية دول تحالف العُدْوَان لأبناء الشعب اليَمَني، كما يزعم ناطق العُدْوَان عسيري!!. أمَّا المحافظاتُ الجنوبية التي ترزَحُ تحت وطأة الغزاة والمحتلين الجُدُد منذ أكثر من عام فالجميعُ ما يزالُ يتساءلُ عن ماذا قدَّمَ الغزاة والمحتلون لأبناء تلك المحافظات؟!.. وهو ما ستقدم الإجابة لهذا التساؤل السطور التالية:- يقول خبراء ومراقبون إن قوات الغزو والاحتلال لم تدخل المحافظات الجنوبية "عشان سواد عيون أهلها بل عشان سواد عيون (نفطها وغازها)"، وقد استطاعت قوات الغزو والاحتلال السيطرة على الموانئ التجارية وحقول النفط والغاز والمصفاة منذ وقتٍ مبكر عبر الدفع بالجماعات الإرهابية وتقديم الدعم الكبير لها، وهو الأمر الذي مكّنها من السيطرة على موانئ حضرموت التجارية وحقولها النفطية والغازية، وعملت على استغلالها لخدمة مصالها ومصالح دول الغزوة والاحتلال، وهذا هو الهدفُ الرئيسُ من دخول فقوات الغزو والاحتلال إلى المحافظات الجنوبية، وفق الكثير من الشواهد والدلائل الملموسة ومنها التالى: – سكانُ محافظة عدن يموتون من حرارة الجو فهل قدّمت لهم دول الغزو والاحتلال التيار الكهربائي؟!، حيث أكدت تقارير طبية وفاة أكثر من 15 حالة في محافظة عدن؛ نتيجة حرارة الجو حتى الآن.. كما أكدت التقارير أن أسعارَ المشتقات النفطية تضاعفت بشكل مهول، حيث وصل سعرُ ال20 اللتر من البنزين إلى نحو 20 ألف ريال!! في ظل حماية الاحتلال والغزاة لأبناء عدن وبقية الحافظات الجنوبية التي ترزَحُ تحت وطأة الاحتلال الناهب للثروات والجماعات الإرهابية الناهبة لأرواح الأبرياء منذ عام.. وهنا يقول المراقبون إن المحتلين والغزاة الجُدُدَ والجماعات الإرهابية _ داعش – والقاعدة – دعاة الانفصال) مثّلوا ثاني متناغم اتفقت أهدافهم في المحافظات الجنوبية، ففي حين قوات الغزو والاحتلال تعمَلُ على نهب ثروات المحافظات الجنوبية النفطية والغازية وتستغل الموانئ اليَمَنية لمصلحتها.. تعمل الجماعاتُ الإرهابيةُ على تصفية المواطنين بالسيارات المفخَّخة والأحزمة الناسفة ودراجات الموت وغيرها من وسائل وجرائم الإرهاب التي تهدفُ إلى خلقِ شعبٍ خانعٍ وخاضعٍ لحُكم المحتلين وعصابات الإجرام التي لا هَمَّ لها سوى نهب خيرات الشعوب والسيطرة على ثرواتها.