قدمت مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة نيكي هايلي، مشروع يترجم تهديداتها بمعاقبة الدول التي لا تدعم الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة بسبب وقوف هذه الدول ضد الولاياتالمتحدة والكيان الإسرائيلي في الجمعية العامة للامم المتحدة. حيث كشفت مجلة "فورين بوليسي"، أن هايلي تقدمت بالمشروع المزعوم يوم 21 كانون الأول 2017، مشيرة الى أن عدد هذه الدول يصل إلى 40 دولة من الدول الفقيرة في العالم الثالث. وبحسب المجلة الأمريكية، تأتي هذه الخطوة في إطار جعل "المساعدات الاميركية الخارجية مشروطة بدعم سياسي"، وذلك بعد قرار أميركي بخفض 110 ملايين دولار من الالتزامات المالية الأميركية التقليدية لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وانتقاماً من هذه الدول التي صوتت ضد قرار الولاياتالمتحدة يوم 6 كانون الأول الماضي بشأن الاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة ل"إسرائيل". وتقترح مذكرة هايلي "اشتراط المساعدات الأجنبية الأميركية بالتصويت إلى جانب الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة فيما يخص "إسرائيل" ومسائل الشرق الأوسط "ولكنه يبقي على المساعدات للعراق ومصر والدول الأخرى التي تصوت إلى جانب الفلسطينيين ولكنها مهمة في حسابات الولاياتالمتحدة الأمنية". وجاء في مذكرة الاقتراح "لم تصوت اي منها معنا بخصوص القدس، بالرغم من عدم وجود قاعدة ناخبين قوية فيها تلزم هذا التصويت"، وذلك حسب المذكرة المكونة من 53 صفحة. وتلمح المذكرة إلى أنه "يمكن إعفاء الدول ذات الأغلبية الإسلامية في الشرق الأوسط وغيره بخصوص هذا القرار تحديداً" في إشارة إلى العراق ومصر والأردن التي "تحتاجها الولاياتالمتحدة أمنياً". وكانت 128 دولة صوتت إلى جانب الفلسطينيين وضد الولاياتالمتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 1812 2017 ، فيما صوتت سبع دول إلى جانب الولاياتالمتحدة و"إسرائيل". ومنذ قراره الاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة ل"إسرائيل"، هدد كل من الرئيس ترامب وهايلي بقطع المساعدات عن دول صوتت لإدانة القرار الأميركي، وفي محاولة ابتزازية قبل التصويت، هدد كل من هايلي وترامب بوقف المساعدات، ولكن التهديد لم ينجح، حيث تم المصادقة على القرار بنسبة 128 الى 9 مع امتناع 35، ونذكر مؤخراً أن هايلي قالت أمام مؤتمر اللوبي الإسرائيلي (إيباك) يوم 5 آذار (مارس) الجاري "لن ننسى هذا التصويت، كما قلت حينها: في هذا التصويت، نحن نسجل الأسماء". فهنالك على ما يبدو شعورا بالنشوة والقدرة على تفعيل قرار معاقبة الذين يتحدون "إسرائيل" وواشنطن في الأممالمتحدة بعد إقالة وزير الخارجية الأميركي تيلرسون الذي عارض قطع المساعدات عن (أونروا)، وتعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه) مايك بومبيو الذي تنسجم مواقفه تماماً مع موقف هايلي بشأن معاقبة الفلسطينيين وكل الذين يقفون معهم في معاداة "إسرائيل" في الأممالمتحدة.