عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس 21 ديسمبر/ كانون الأول، جلسة طارئة بشأن القدس، صوتت خلالها 128 دولة ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وشهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة، اليوم، جلسة عاصفة للتصويت على مشروع القرار الذي استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) ضده في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا يوم الإثنين والخاص بمدينة القدس. وبينما هددت الولاياتالمتحدة بوقف تمويلها للأمم المتحدة إذا رفضت قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، اعتبر مندوب إسرائيل في الأممالمتحدة داني دانون، أن قرار الأممالمتحدة لا يقدم ولا يؤخر، وأن من يدعمونه دمى، وهذا القرار ليس أكثر من إلهاء، وسيذهب إلى مزبلة التاريخ.
وكشفت بيانات التصويت الذي تم عرضها خلال الجلسة الطارئة التي عقدت، اليوم الخميس 21 ديسمبر / كانون الأول، أن 128 عضوا وافقوا على القرار، بينما اعترضت 9 دول وامتنعت 35 دولة عن التصويت.
وجاء انعقاد الجلسة بناء على طلب دول عربية وإسلامية بشأن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ويطالب مشروع القرار بعدم جواز تغيير طابع مدينة القدس، ويدعو جميع الدول إلى الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف، عملا بقرار مجلس الأمن 478 (1980).
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقطع المساعدات عن أية دولة تصوت، اليوم الخميس، لصالح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يدين قراره بشأن القدس.
وتابعت قائلة في كلمتها أمام الجمعية العامة: "كيف يمكن أن تستمع إسرائيل إلى كلمات عدائية، وتبقى في هذه المنظمة".
وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة عندما تنفق بسخاء على الأممالمتحدة، نتوقع منها أن تنصاع بصورة ما إلى قراراتنا، وخاصة تلك المتعلقة بالقدس.
وقالت هيلي: "هذا القرار لا يغير أي شيء ولا ينفي أو يثبت ولا يضر بجهود السلام، وقرار ترامب يعكس إرادة الشعب وحقنا أن نختار المكان الأنسب لسفارتنا".
وأضافت قائلة "هناك نقطة أخرى، أن أمريكا ستظل الدولة التي تتذكر استهدافها في الجمعية العامة وهي دولة ذات سيادة، ونتذكر أننا أكبر دولة ممولة في الأممالمتحدة".
إسرائيل
قال مندوب إسرائيل لدى الأممالمتحدة، داني دانون، اليوم الخميس، إنه لا شيء سيبعد إسرائيل عن القدس.
هذه حقائق لا تريد المنظمة أن تسمعها، وهناك شيء آخر غير قابل للتجاهل، وهذا النفاق بين فلسطينوالأممالمتحدة، والحقيقة أن الأممالمتحدةوفلسطين يبعدون السلام بسنوات بسبب الهجمات على شعبنا".
قال ممثل فنزويلا الذي تحدث باسم حركة عدم الانحياز، إن المنظمة طلبت بالتعاون مع الدول العربية والإسلامية عقد هذه الجلسة للتعبير عن شعوب العالم الحر.
وأضاف: "مجلس الأمن غير قادر على ممارسة مسؤولياته، وقد شاهدنا هذا عندما استخدمت أمريكا حق النقض ضد مشروع قدمته مصر بشأن القدس".
وقال إن إسرائيل تحاول تغيير طابع وتركيبة القدس الجغرافية، مشيرا إلى استنكاره لما يحدث بالقدس بغض النظر عن المسؤول عنها، وأن تلك الاجراءات باطلة.
وتابع: "القدس جزء لا يتجزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، والدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز تعبر عن انزعاجها البالغ بعد قرار ترامب بشأن القدس ونقل سفارة بلاده للقدس".
باكستان
قال ممثل باكستان: "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل انتهاكا صارخا للقانون الدولي
وينتهك قرارات عديدة صادرة عن المنظمة الأممية، مضيفا: "نحن في مفرق تاريخي والتطورات الأخيرة يجب أن يكون لها ردود سريعة منا، ويجب أن نعيد الالتزام بالحقوق الفلسطينية".
وتابع: "استخدام "الفيتو" استراتيجية في غير محلها، والقرار الذي سنتخذه اليوم يقول للعام يقول أننا لن نشترك في أي عمل غير قانوني، مشيرة إلى أن دعم القدس كانت ركيزة سياسة باكستان، وسنظل ثابتين على مواقفنا رغم التهديدات التي تلقيناها مؤخرا.
وقالت: "نرفض القرار الذي اتخذته أمريكا بشأن القدس، مضيفة: "دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود 1967 تظل الضمانة الواحدة لسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وأي خطة أخرى لن تنجح ولن يتم قبولها.
إندونيسيا
وقال ممثل إندونيسا إن بلاده لا تقبل أي أنشطة تهين الأممالمتحدة، مشيرا إلى أنه محاولة لتغيير طبيعة الأراضي الفلسطينيةوالقدس ليس لها أي شرعية دولية.
وتابع: "الأمر يتعلق بنا اليوم كأمم محبة للسلام، والشعب الإندونيسي يتوقع من الأممالمتحدة، التي انتهكت قراراتها بفداحة، أن تقف موقفا صلبا ضد أي قرار مناقض للموقف الدولي".
وطالب برفض اعتراف أمريكابالقدس، مضيفا: "دعمنا للقدس لن يلين".
رغم الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، لن تتراجع عن موقفها الثابت تجاه القدس، ولن تتدخر دمشق جهدا من أجل استعادة جميع الأراضي المحتلة، وستدعم حق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: نطالب بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأممالمتحدة وتجدد مطالبة الأممالمتحدة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة بشأن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة غير معنية بالتوصل إلى حل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي، وأنها تهدد الدول وتتوعدها إذا وقفت إلى جانب الشرعية الدولية فيما يخص قرارها بشأن القدس.
قال ممثل بنغلاديش إن التطورات الأخيرة قد تؤدي إلى توتر جديد ربما ينتقل إلى مناطق أخرى في العال، مشيرا إلى أن الوضع القانون للقدس ثابت، وتؤكد بنغلاديش على موقفها بأن القدس الشرقية عاصمة فلسطين، مطالبا بأن تكون التسوية في الشرق الأوسط هدفها تحقيق السلام.
قال ممثل كوبا: "تضم كوبا صوتها إلى بيان فنزويلا نيابة عن دول عدم الانحياز، وإلى بيانات اليمن وتركيا"، مضيفا: "موقف بلادي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يرفض القرار ويعتبره انتهاك لميثاق الأممالمتحدة وانتهاك للقرارات الأممية ذات الصلة".
وأضاف: "القرار الأمريكي يسيء للأمم الإسلامية والعربية وسيكون له تداعيات خطيرة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وستعيق كل جهود استئناف مفاوضات السلام".
وتابع: "نطالب مجلس الأمن بالقيام بمهامه ومطالبة إسرائيل بإنهاء الاحتلال وإنهاء السياسات الاستعمارية واحترام القرارت الأممية".
قال ممثل إيران إن إسرائيل ارتكبت سلسلة جرائم ضد الفلسطينيين دون حساب، مشيرا إلى أن أمريكا كانت تدعم هذه الجرائم باستخدام حق النقض التي كان آخرها المرة رقم 43 قبل أيام، عندما اعترض على مشروع القرار الخاص برفض قرار ترامب بشأن القدس.
قال ممثل الصين: "ننادي المجتمع الدولي أن يقوم بجهوده لتحقيق السلام، مشيرا إلى أن حل الدولتين يقود إلى تسوية سياسية، ويجب على المجتمع الدولي أن يعتمد على قرارات الأممالمتحدة لحل المسائل الخاصة بالوضع النهائي للقدس".
وتابع: "الصين كانت من كبار داعمي عملية السلام في الشرق الأوسط وندعم حق الشعب الفلسطيني في دولة على حدود ما قبل 1967 وعاصمتها القدس وموقفنا لن يتغير".
وأضاف: "يجب تعزيز عملية سياسية على أساس حل الدولتين"
قال ممثل ماليزيا في الأممالمتحدة إن مجلس الأمن أخفق في تبني مشروع القرار المصري بشأن القدس، الاثنين الماضي، وقال إن ماليزيا ترفض قرار أمريكا بشأن القدس، مشيرا إلى أنه يؤثر على جهود السلام وخلق شعور بالاحباط لدى الدول الأعضاء بالأممالمتحدة.
وأضاف: "قرار أمريكا يعد انتهاكا لحق الشعب الفلسطيني ويتناقض مع قرارات الأممالمتحدة التي تؤسس لعملية السلام التي تجعل القدس ضمن الوضع النهائي للتفاوض على حل الدولتين".
وقال القدس في صميم القضية الفلسطينية، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل يعد موافقة على احتلال إسرائيل لفلسطين ويؤثر على جهود مكافحة الإرهاب.