من عجائب الزمان هذا أن يتحدث عن اليمنيين كائن لزج كالمدعو عادل الجبير، أن يحشر أنفه في كل شاردة وواردة في اليمن، مثله مثل المدعو الخلفان، ولولا وجود مرتزقة وعملاء يمنيين أباحوا الأرض والعرض وانبطحوا للسعودية والإمارات وغيرهما ما استطال ولا استطاع مثل هذه الكائنات الغريبة التدخل في الشئون اليمنية أو الحديث عنه من قريب أو من بعيد.. بعد قرابة الخمس سنوات من القتل والتدمير في اليمن والحصار المطبق على البلاد جوا وبرا وبحرا وآلاف الشهداء والجرحى جلهم نساء وأطفال وتصدير الآفات والأمراض، ينبري المدعو عادل الجبير متحدثا عن رسم سياسة مستقبل اليمن كما يريدها هو ومن يتحدث باسمهم، وهو بحديثه ذلك يؤسس لمرحلة قادمة من الوصاية والاستعباد لليمنيين متناسيا التضحيات التي قدمها اليمنيون من أجل الحرية والاستقلال بكلفة غالية لا يمكن معها الرجوع لزمن الارتهان، متناسيا ما كسبت يداه ما نطق به فمه عند قراءته لقرار الحرب العدوانية من واشنطن، في ليل 26 مارس 2015م، قُتل إثره عشرات الآلاف من اليمنيين دون ذنب أو جريرة ارتكبوها بحق مملكته، غير أنهم رفضوا حكم سفارة بلاده لليمن، رفضوا الظلم والجبروت وحكم العملاء الذين لم يمتلكوا حتى قرار دخولهم الحمام إلا باستئذان مموليهم، عملاء فاسدون سخروا ثروات البلاد لمصالحهم الشخصية غير مكترثين بأنات الفقراء والمساكين من إخوانهم الذين كانوا يعيشون الألم والوجع والفقر وفي جوف أرضهم من يغنيهم ويجعلهم أسياد العالم، لكن ذلك لم يرق للجبير أو من يتحدث باسمهم في مملكته المرتهنة للأمريكيين أصلا، حتى قاموا بشن العدوان على اليمن بعد أن تهاوت أصنامهم وخسف الله بعملاءهم وأدواتهم في البلاد، بثورة شعبية عارمة اقتلعت كل رؤوس الفساد والإفساد وأسست لمرحلة جديدة من العيش بحرية واستقلال، وانكسرت معها كل طموحات مملكة الشر بالاستئثار على اليمن ومقدراته.. حديث المدعو الجبير عن مستقبل اليمن ونظام الحكم فيه مسخرة وأيما مسخرة يجب أن يستنكرها حتى من يأكلون بقايا فتات القصر الملكي مَنْ يعيشون في فنادق الرياض من مرتزقة وعملاء اليمن، مَن كنا نعتبرهم يوما ما وطنيين ومخلصين للشعب والوطن، سياسيون حكموا اليمن لأكثر من نصف قرن من الزمن تحت عباءة المملكة السعودية ينفذون أوامرها ويسترقّون أبناء الشعب لخدمتهم، يجب على كل يمني حر أبي أن يستنكر مثل ذلك الحديث الخبيث وكأنه يتحدث عن القطيف أو الدمام لا عن شعب ذي سيادة ونظام مستقل لم تنغصه إلا جرائم السعودية ومجازرها وأدواتها.. وهنا لسنا في مناقشة هذه المكرمة التي أسداها المدعو عادل الجبير لليمنيين لأنها لا تعنينا كأبناء وطن مستقل، ولكننا نأسف على أولئك الأحذية والمرتزقة مَن أوصلونا إلى أن يتحدث عنا الغرباء ويرسموا سياسة البلاد والعباد، أما ما يعيننا وما يجب أن نكون عليه هو مواصلة الصمود والثبات الأسطوري الذي أرغم النظام السعودي وكل من يقف وراءه، ومرغ أنوفهم في وحل الهزيمة المخزية وأذل استكبار الجبير الذي أبرق به وأرعد عند إعلانه للحرب العدوانية على اليمن، بمشاركة أمريكية منذ اللحظة الأولى للعدوان على اليمن ومنذ ارتكاب أو مجزرة مروعة بحق النساء واطفال في منطقة بني حوات بالعاصمة صنعاء وما تلاها من مجازر وجرائم بحق اليمنيين في كافة المناطق، اليوم يتحدث الجبير باعترافه عن الفشل المروع عن تحقيق الأهداف التي شنوا العدوان الأمريكي السعودي على اليمن لأجلها، ما يزال اليمنيون في كامل قواهم وعزتهم وكرامتهم منذ الغارة الأولى لطيران العدوان، بل ازدادوا عزيمة وصلابة وإصرارا على مواصلة الدفاع عن كل شبر في هذا الوطن وتحقيق الغاية التي ضحوا من أجلها بآلاف الشهداء والجرحى من خيرة أبناءهم.. بعد كل ذلك يجب على المدعو عادل الجبير أن يبلع لسانه ويتوارى عن الأنظار من فضيحة ما قدم عليه هو ونظامه الإجرامي بعد قرابة الخمس سنوات من الحرب على اليمن بمختلف أنواع الأسلحة ومنها المحرمة وبخسارة قدرت بقرابة السبعمائة وخمسين مليار دولار كانت تكفى لإزالة الفقر عن كل المواطنين العرب وانتشال الغلابة والمعوزين من أرض الحرمين الذين يعيشون الكفاف والحاجة لأبسط مقومات الحياة كما في أكثر الوثائق والتحقيقات الصحفية عن وجود أكثر من أربعة ملايين تحت خط الفقر ومثلهم فقراء في وسط بلادهم، وهم يعيشون على أنهار من النفط تذهب كلها لبعض الأسرة المالكة أو إلى الأمريكيين مقابل فواتير الحراسة والحماية!! يجب أن يحظى أبناء نجد والحجاز بنظام أفضل من هذا وبعيش يمكنهم من الحياة بحرية واستقلال، كما يجب أن تقول كل الشعوب التي تعيش واقع الحرب والأزمات، كفى للنظام السعودي الذي نشر الخراب والجريمة والدمار في كل البلدان ولم يسلم منه أحد وسوق للتفجيرات والانتحاريين المأجورين حتى وسط بيوت الله، يجب أن يعمل العرب والمسلمين سويا لاجتثاث هذا النظام الخبيث الذي يعيث في الأرض الفساد وأوصل الأمة إلى هذا الهوان بعد ارتهانه للأمريكان وتدنيسه لأرض الحرمين بإدخال اليهود، وإنشاءه أماكن للهو والطرب دون حرمة للحرمين ولا خوف من الرحمن.. نؤكد للمدعو الجبير أنه لا يوجد في قاموس اليمنيين الذين قدموا التضحيات في سبيل عزتهم وكرامتهم، أي تراجع أو وهن أو ضعف لأن يقبلوا بمثل هذه التراهات التي يجب أن تسوقها في سوق آخر، اليمنيون شبوا عن الطوق وسئموا خزعبلاتكم لتركيع الأوطان واستعباد أبناءها لا مكان للعبيد بين الأحرار، ولم يعد في اليمن من يسبح باسم السعودية أو يهلل لها بعد أن فعلت به ما فعلت، لن يذكر اليمنيون نظام آل سعود إلا ببصمات إجرامه وعشرات المجازر بحق الأطفال والنساء وتلك الدماء التي أريقت تحت كل شجر وحجر، لن يذكركم إلا بما زرعتم من وجع وأنين وبكاء وحزن في كل بيت وعند كل أم فقدت أبناءها أو أطفال تيتموا من فقد أبويهم ورجال فقدوا أهاليهم من غاراتكم الإجرامية دون رحمة أو خوف، ولا نامت أعين العملاء..