نبهت روسيا الدول الخليجية في خطاب سري من نتائج وخيمة في حالة ما إذا أقدمت على تزويد المعارضة السورية بمضادات للطيران ، و حذرتها من مغبة تكرار سيناريو أفغانستان من تجنيد المتطرفين اذ يدور في الأوساط السياسية في موسكو تحذيرا وجهته وزارة الدفاع الروسية الى الدول الخليجية قطر والسعودية والامارات من مغبة تسليح المعارضة السورية بأسلحة حديثة ضد الطائرات الروسية . و قد يكون التوجيه قد حصل عبر خطابات وصلت الى الملحقين العسكريين في سفارات لدول الخليجية في موسكو . ونبهت موسكو الدول الثلاث من خطورة تفويت أسلحة متطورة الى المعارضة، فالرد سيكون قاسيا . وتتخوف موسكو من استغلال دول غربية الحملة العسكرية التي تشنها ضد الإرهابيين في الأراضي السورية وتزودهم عبر الدول الخليجية بأسلحة مضادة للطيران لاختبار مدى اعتراضها للطائرات المقاتلة الروسية . وكانت الدول الغربية قد جربت هذا التكتيك في حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي السابق ، وعانى منه الجيش الأحمر حينئذ . وتتخذ روسيا إجراءات ردعية واحتياطية في آن واحد ، فقد قررت فرض طوق بحري في السواحل السورية بدعم من سفن حربية صينية متواجدة في المنطقة ومنها حاملة للطائرات . والإجراء الثاني هو تكثيف دوريات جوية مع الحدود السورية-التركية ويتعدى الى خرق المجال الجوي التركي في رسالة واضحة لأنقرة بالإحجام عن تمرير أسلحة للمعارضة . وليس من باب الصدفة قيام الطائرات الجوية الروسية بخرق الأجواء التركية مرتين أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وعسكريا، عندما يتكرر ما يبدو أنه خطئ، يصحب خطابا سياسيا وعسكريا واضحا . وإذا كان سلاح الجو التركي لم يتسامح السنة الماضية مع طائرة سورية خرقت أجواءه عن طريق الخطئ، فهو يقف عاجزا أمام طائرات روسيا. وتدرك حكومة طيب رجب أردوغان أن كل محاولة فتح النار على طائرة روسية سيكون الرد بالمثل خاصة في ظل التفوق الجوي الروسي .