التزمت دول الخليج الحليفة لواشنطن الصمت اليوم الاثنين بعد تسريبات ويكيليكس التي أظهرت خوفها الكبير من إيران وتشجيعها المفترض لضربها، فيما رأى محللون ان التسريبات تخلق أزمة ثقة بين الخليجيين والأميركيين. ولم تعلق أي دولة خليجية رسميا حتى الآن على الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليس وتظهر خطابا مزدوجا لهذه الدول إزاء إيران. فدول الخليج ما انفكت تدعو علنا في السنوات الأخيرة إلى حل سلمي مع إيران والى تجنب الحرب، إلا إنها دفعت على ما يبدو في لقاءات مع مسئولين أميركيين باتجاه ضرب إيران، بحسب هذه الوثائق. ونشرت هذه الوثائق ايضا في عدة صحف عالمية. ولعل ابرز ما يتعلق بدول الخليج في هذه الوثائق، هو أن العاهل السعودي قد يكون دعا واشنطن إلى ضرب إيران لوقف برنامجها النووي، وكذلك فعل ضمنا ملك البحرين وولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان. وقال عبدالعزيز الصقر، مدير مركز الخليج للأبحاث الذي مقره دبي أن "نشر هذه الوثائق يحرج حلفاء الولاياتالمتحدة ويتسبب خصوصا بخيبة أمل" لدى هذه الدول. وأضاف المحلل السعودي أن "هذه المعلومات كان يفترض أن تكون محمية، وهذا سيدفع بهذه الدول للتساؤل إلى أي مدى يمكنها ان تثق بالولاياتالمتحدة من ألان فصاعدا". وبحسب الصقر، فان هذه الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس ستدفع دول الخليج الى "اخذ احتياطاتها في المستقبل" ضمن علاقاتها مع الولاياتالمتحدة. وأظهرت الوثائق السرية أن العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز كان الأكثر وضوحا في دعوته الولاياتالمتحدة إلى ضرب إيران. وأشارت إحدى الوثائق الدبلوماسية الأميركية أن سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير ذكر في نيسان/ابريل 2008 بان الملك عبدالله دعا الولاياتالمتحدة "مرارا الى ضرب إيران لوضع حد لبرنامجها النووي" وبحسب الوثيقة، فان الملك نصح الأميركيين ب"قطع رأس الافعى" (إيران) وشدد على انه ينظر إلى التعاون مع الأميركيين لكبح نفوذ طهران في العراق كأولوية إستراتيجية بالنسبة لحكومته. وردا على هذه التسريبات، قال مستشار حكومي سعودي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "كل ذلك سلبي جدا. ان ذلك ليس بالأمر الجيد لبناء الثقة". وبين الوثائق ال250 الفا التي نشرها موقع ويكيليكس، تفيد وثيقة بان العاهل البحريني حمد بن عيسى ال خليفة قال مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2009 للجنرال الاميركي ديفيد بيترايوس أن البرنامج النووي الايراني "يجب ان يتوقف" معتبرا ان "مخاطر السماح باستمرار (البرنامج) اكبر من مخاطر وقفه". إما ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، وهو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، فقال خلال لقاء مع وزير الخزانة الأميركي تيوثي غايتر في تموز/يوليو 2009 ان "حربا تقليدية مع إيران على المدى القريب أفضل بشكل واضح من التداعيات الطويلة المدى لحصول ايران على السلاح النووي". من جهته، قال مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي لوكالة فرانس برس "الثقة بين العرب (في الخليج) والولاياتالمتحدة ستصل الى ادنى مستوياتها". وبحسب قهوجي، فان التسريبات "ستخلق حاجزا كبيرا من انعدام الثقة بين الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة" ف"اذا الولاياتالمتحدة غير قادرة على ان تحمي وثائقها فان دول المنطقة سيكون لها موقف سلبي، فالاميركيين اثبتوا عجزهم عن حماية اللقاءات" التي تحصل بين الطرفين. ويرى قهوجي ان دول المنطقة "ستفرض من الآن فصاعدا شروطا عند عقد اي لقاء مع المسؤولين الاميركيين".