أكد مدير عام المتحدة للتأمين طارق عبدالواسع ان قطاع التأمين في اليمن ما يزال ضعيف ..معربا عن أمله في ان تساهم خدمة التأمين على السفر في رفع الوعي بأهمية التأمين خلال السنوات القادمة. مشيرا " إلى ان الشركات النفطية العاملة في اليمن تؤمن خارج اليمن وماتزال علاقاتها بشركات التأمين المحلية محدودة . وتطرق طارق عبدالواسع إلى العديد من القضايا والموضوعات المتعلقة بخدمة تامين السفر وغيرها نوجزها في الحوار التالي:- *أطلقتم مؤخرا خدمة تأمين السفر على ركاب الخطوط الجوية اليمنية ..هل لكم ان تعطونا فكره عن هذه الخدمة والمزايا التي يحصل عليها المستفيدين منها؟ ** بداية نشكركم على تناول هذا الموضوع وإتاحة الفرصة لنا للتعريف بالتأمين وأهميته والخدمات الجديدة التي نقدمها وستستفيد منها فئة كبيرة من المجتمع بإذن الله. حقيقة نحن بدأنا بتقديم خدمة تأمين السفر منذ نحو 6 سنوات، لكنها كانت على مستوى محدود ولمن يطلب هذه الخدمة فقط لغرض السفر للخارج نوفرها له ، وحاليا توسعت الفكرة وتطور ت وتبلورت وتوصلنا إلى اتفاق مع شركة الخطوط الجوية اليمنية للقيام بتغطية تأمين السفر لجميع عملائها حاملي تذاكر اليمنية عند سفرهم خارج مقر إقامتهم الدائمة، وأصبح الآن بإمكان أي شخص يرغب في السفر إلى أوروبا او إلى أي مكان في العالم الاستفادة من هذه الخدمة بمجرد حصوله على تذكرة السفر، وسفره عبر الخطوط الجوية اليمنية، كما أنها تغطي متطلبات الدول الأوربية في تأمين السفر للحصول على فيز للسفر والتي تشترط بعضها تامين السفر قبل الدخول لأراضيها. كما بالنسبة للمقيمين داخل اليمن ، وأيضا القادمين من أي دولة إلى اليمن يمكنهم الاستفادة من هذه الميزة على اعتبار أن بلد الإقامة الدائم لهم ليس اليمن. وللتوضيح أكثر أقول أن أي شخص سيسافر عبر طيران اليمنية إلى أي اتجاه في العالم سيكون مغطى تأمينياً طوال فترة صلاحية التذكرة، خلال 10 أيام لتذكرة الذهاب و92 يوما لتذكرة الذهاب والإياب. خدمة مجانية وبالطبع هذه الخدمة تقدم مجانا لجميع المسافرين عبر اليمنية ولا يتحمل المسافر أي مبالغ إضافية ، كما لا تضاف أية مبالغ إلى سعر التذكرة مقابل هذه الميزة. وهنا أود أن أشير إلى خدمة تأمين السفر تغطي كل من الحالات التالية: تأمين السفر و النقل والتسفير الطبي في حال الإصابة المفاجئة للشخص المصاب وتحمل النفقات الطبية والعلاجية والإقامة في المستشفى ،إضافة إلى إعادة الرفات وإعادة الشخص إلى الوطن في حال الطوارئ في أعقاب وفاة احد أفراد الأسرة المقربين وكذا إرسال الأدوية وغيرها من الخدمات التأمينية الأخرى والتعويض عن ضياع وتأخر الأمتعة والمنقولات الشخصية . 50 ألف دولار تأمين للمسافر * أذاً ، عند حصول أي طارئ للمسافر.. كيف يمكن له الاستفادة من هذه الخدمة؟ ** طلب هذه الخدمة والحصول عليها سهل جدا، فعند تعرض المسافر لأي عارض صحي لا قدر الله سواء مرض مفاجئ أو حادث أو غيرها ،أين ما كان في العالم ، ما عليه سوى الاتصال على هاتف مكتب شركة جلف أسست في البحرين والذي سيوضع على تذكرة السفر، ويبلغهم بما حصل له ومكان تواجده ،ومن ثم سيطلب منه رقم هاتفه ومكان تواجده للاتصال به حالا ومعرفة بقية التفاصيل عن مشكلته وماذا حصل له ، فمثلا اذا كانت مشاكل مرضية سيتم توجيهه بالذهاب إلى مستشفى معين وستتولى الشركة استكمال جميع الإجراءات والتكفل بكامل التكاليف ، باختصار سيكون عليه إجراء المكالمة الأولى فقط بالشركة ومن ثم ستتولي هي كافة الإجراءات. * كم يبلغ السقف المادي لهذه الخدمة والتي يمكن للمسافر الاستفادة فعليا منه؟ ** السقف المادي حدد بحسب متطلبات الدول الأوروبية بمبلغ 50 ألف دولار للشخص الواحد، وهو مبلغ كافي لمواجهة أي طارئ للمسافر. * ماهي العوائد التي ستحصل عليها المتحدة للتأمين في هذه الخدمة طالما وهي مجانية من اليمنية، و ماهي استفادة طيران اليمنية منها؟ ** العائد المادي الذي تحصل عليه المتحدة للتأمين مقابل تقديم هذه الخدمة زهيد جداً، واعتقد أن هذا السبب وراء قرار طيران اليمنية عدم إضافة أي مبلغ إلى رسوم تذكرة السفر واحتسابه قيمة مضافة للتذكرة. أما عن استفادة الخطوط الجوية اليمنية من هذه الخدمة فتتمثل في تقديم ميزة جديدة لعملائها والذين سيفضلون السفر عبر اليمنية للاستفادة من هذه الخدمة (تأمين مجاني) بدلاً من السفر عبر شركة أخرى لاتقدم هذه الخدمة الضرورية. * هل تتعقد ان هناك إمكانية لنجاح فكرة تأمين السفر الداخلي؟ ** فكرة تأمين السفر الداخلي راودتنا سابقا وتغطية ركاب الرحلات الداخلية لطيران اليمنية لكن الفكرة لم تتبلور ولا تزال تحت الدراسة. * نوهت في وقت سابق ان تأمين السفر سيعزز ثقافة الوعي التأميني في اليمن ،وسينعكس على المجتمع .. نرجو تفسير هذا الجانب؟ ** كما قلت أن هذه الخدمة ستفيد المواطن اليمني بشكل عام فمثلا عند سفر أي شخص خارج اليمن عبر الخطوط الجوية اليمنية وقدر الله و حصل له طارئ سواء مرض او حادث او غيره ،بشرط ان لايكون مرض مزمن، فسيتم تغطيته تأمينا وتحمل تكاليف علاجه بالكامل , وبالتالي فهذه الفكرة ستتوسع أكثر لدى المواطن اليمني وعندما يلمس أهمية التأمين سيبدأ بالتفكير الجدي بالتأمين على نفسه وأسرته وطبيعي ان يقوم بزيارة لإحدى شركات التأمين لطلب تغطية هذا الموضوع، ومن هنا تبدأ الثقافة التأمينية بالتطور والتوسع أكثر في المجتمع ، وللعلم فمفهوم التأمين أصبح أساسي جدا في الدول الأوروبية وأصبح التأمين لدى المواطن الأوروبي شيء ضروري في حياته ولابد للشخص أن يؤمن على نفسه وعلى أسرته بدون أي استثناء. قصور في تنفيذ القوانين *كيف تقيم الواقع التأميني في اليمن؟ ** حقيقة مازال الوعي التأميني في اليمن ضعيف جداً ونحن نأمل أن نساهم في خدمة التأمين على السفر في زيادة الوعي في أوساط المجتمع بأهمية التأمين, ونحن لانتوقع أن نلمس النتائج و يكون مردود هذه الخدمة سريع خلال سنة أو سنتين، لكن ربما يكون الحال أفضل وأكثر توسعا خلال الست السنوات القادمة، و خلال هذه الفترة سيتعرف المواطنين على أهمية التأمين بطريقة أو بأخرى وخاصة عندما يسمع من أقربائه أو أصدقاءه أنه استفاد من هذه خدمة التأمين على السفر. * وماذا عن الجانب التشريعي في هذا القطاع؟ ** للأسف مايزال الجانب التشريعي المتعلق بقطاع التأمين ضعيف ، وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ القوانين ، يوجد لدينا الكثير من القوانين التأمينية لكن للأسف غير مفعله، ومع ذلك فهناك قوانين جيدة موجودة ومنها إلزامية التأمين ،والتأمين على السيارات والشركات الأجنبية وغيرها ،لكن هناك قصور في التنفيذ ، كما ان هناك مجالات بحاجة إلى قوانين فمثلاً لا يوجد في اليمن قانون يفرض التأمين الهندسي ونحن قد نظمنا ندوة التأمين الهندسي التي تناولت هذا الموضوع وأكدت على أهمية إيجاد تشريع قانوني يلزم المقاول بالتأمين على المشروع . تحسين جودة الخدمة * أعلنتم قبل أكثر من عام عن إطلاق التأمين الإسلامي او التكافلي.. ماهي فكرة هذا النوع من التأمين؟ ** نحن في المتحدة للتأمين بدأنا بدراسة فكرة التأمين التكافلي منذ حوالي عامين كخيار أخر بجانب التامين التقليدي ووجدنا أن السوق اليمني يفتقد إلى التأمين التكافلي (الإسلامي) ولاتوجد سوى شركة واحدة حالياً متخصصة في هذا النوع وقررنا الدخول في هذا المجال من منطلق تحسين جودة الخدمة المقدمة بحكم خبرتنا في سوق التأمين اليمني وخلق منافسة بين الشركات لتقديم هذا النوع من التأمين لأن شركة واحدة لا تكفي ولنضع عدة خيارات للعملاء حتى لايكونوا مضطرين للتأمين في شركة معينة ،وحاليا هناك شركات أخرى بدأت بتقديم خدمات التأمين التكافلي ، لكن مع الأسف ما يزال الإقبال على هذا النوع من التأمين ضعيف وعدد العملاء المؤمنين محدود إلى حد ما ،بحكم بعض الشائعات التي تتحدث عن عدم مشروعية التأمين، لكن عندما تحرينا وطرقنا الباب وتحدثنا عن التأمين التكافلي لاحظنا أن الوعي ضعيف جداً وأن المشكلة ليست فيما يقال عن التحريم بل هي مشكلة عدم المعرفة الجيدة لأهمية التامين والقناعة بأهمية. علاقة محدودة * كيف تقيم علاقة الشركات النفطية بشركات التأمين؟ ** حقيقة علاقة الشركات النفطية العاملة في اليمن مع شركات التأمين المحلية ماتزال محدودة ،وهذا الموضوع طرحناه خلال لقائنا العام الماضي مع معالي وزير النفط أمير العيدورس الذي تفاعل معنا وتفهم الموضوع من كل جوانبه،وشدد على ضرورة قيام الشركات النفطية العاملة في اليمن بالتامين لدى شركات محلية، والذي قام بمخاطبة تلك الشركات ونحن نثمن كثيراً تلك الجهود، وقد بدأت بعض الشركات النفطية بطلب قوائم لعروض الأسعار، ونعتبر هذا بمثابة اللبنة الأولى وخطوة ممتازة وايجابية. *هذا يعني ان الشركات النفطية تؤمن خارج اليمن؟ ** بالطبع الشركات النفطية تؤمن خارج اليمن،وكما نعلم جميعا فان قيمة أقساط التأمين النفطي كبيرة ولو استطعنا ان نجتذبها لداخل اليمن عن طريق التأمين لدى شركات محلية فسيكون لهذا مردود كبير من أهمهما توفير فرص عمل كبيرة في شركات التأمين ، بالإضافة إلى عائدات الضرائب من أقساط التأمين التي ستذهب لخزينة الدولة. *لو نختتم حوارنا بالحديث عن حجم التعويضات التي دفعتها المتحدة منذ إنشائها؟ ** قيمة مبالغ التعويضات التي دفعتها الشركة لعملائها بلغ أكثر من 24 مليار ريال أي ما يعادل 120 مليون دولار وهي عبارة عن مبالغ دفعناها لتغطية حرائق وحوادث سيارات ووفاه وغيرها من التغطيات التأمينية، ومؤخرا دفعنا أكثر من مليون دولار و75 مليون ريال كتأمين لطاقم طائرة الايرباص التابعة للخطوط الجوية اليمنية والتي سقطت قبالة جزر القمر منتصف العام الماضي.