أعلن التليفزيون التونسى عن اعتقال 33 من أفراد عائلة الرئيس الهارب زين العابدين بن علىّ وزوجته ليلى الطرابلسى بتهمة ارتكاب "جرائم ضد تونس"، جاء ذلك فى الوقت الذى وعد فيه الرئيس التونسى بالإنابة فؤاد المبزع "بالقطيعة التامة مع الماضى". وذكر التليفزيون الوطنى فى تونس مساء الأربعاء 19 – 1 – 2011 أن السلطات التونسية "اعتقلت 33 من أفراد عائلة الرئيس المخلوع بن علىّ وزوجته، ومصادرة مصوغات ذهبية ومجوهرات ثمينة كانت بحوزتهم". وبث التليفزيون التونسى لقطات عرض فيها صورا لمصوغات ذهبية ومجوهرات وقطع من الحلى والساعات النادرة والثمينة، قيل إنها من "ممتلكات الشعب المسروقة". وقال التليفزيون "إن المجوهرات والقطع الثمينة، التى تم العثور عليها لأفراد عائلة بن علىّ وزوجته ليلى، صودرت من خزائن عائلة الرئيس الهارب وأقاربه وأصهاره". وأضاف "عثر أيضا على أسلحة، ووثائق مزورة، وحقائب مملوءة بأشياء ثمينة، وعدد من الفيزا كارت، وهواتف محمولة". ونقل التليفزيون الوطنى التونسى عن مصدر رسمى بيانا مفاده "أنه سيتم التحقيق مع المعتقلين تمهيدا لتقديهم للعدالة"، واعتذر المصدر عن عدم نشر صور المعتقلين أو أسمائهم لحين ثبوت التهم الموجهة بحقهم. وذكر التليفزيون أن الجهات القضائية فى تونس حريصة على استرجاع حق الشعب والدولة، مشيرا إلى أنه سيتم نشر قائمة نهائية بعدد القطع والمجوهرات المصادرة. وفى وقت سابق، أعلنت السلطات التونسية اعتقال المدير العام السابق للأمن الرئاسى التونسى، على السرياطى، وعدد من مساعديه بتهمة "التآمر على أمن الدولة الداخلى، وإثارة الهرج فى تونس بالقتل والسلب". كما أعلن عن اعتقال وزير الداخلية التونسى السابق، رفيق بلحاج، وقيس بن على ابن شقيق الرئيس بن علىّ الهارب. وفر الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن علىّ من البلاد وزوجته إلى السعودية، الجمعة 14-1-2011، تحت ضغط مظاهرات جماهيرية عنيفة استمرت أسابيع؛ احتجاجا على تفشى البطالة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والحكم المطلق الذى اتسم به نظامه. وفى أول كلمة يلقيها بعد إعلان رئاسته لتونس بالإنابة، تعهد فؤاد المبزع –الذى كان يرأس مجلس النواب فى النظام السابق- ب "القطيعة التامة مع الماضى" وب"تحقيق آمال ثورة الحرية والكرامة" التى أنهت نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علىّ. وقال فؤاد المبزع -الذى يتولى رئاسة تونس بالإنابة منذ السبت الماضى- خلال كلمه متلفزة وجهها إلى الشعب التونسى الأربعاء 19-1-2011 "سأحرص شخصيا على أن تفى الحكومة بكل تعهداتها للشعب؛ لتحقيق آمال ثورة الحرية والكرامة، وأولها القطيعة التامة مع الماضى، ثم الإعلان عن العفو التشريعى العام". وأضاف المبزع "أتعهد لديكم أن أبذل قصارى جهدى وكل صلاحياتى؛ لتتجاوز بلادنا بسلام هذه المرحلة الصعبة، ولتحقق آمال الثورة التونسية". وكانت سويسرا قد أعلنت الأربعاء تجميد أرصدة بن علىّ فى مصارفها، كما أبدت فرنسا فى وقت سابق استعدادها للتجاوب مع السلطات التونسية من أجل بحث مصير الأملاك العقارية التى يملكها بن علىّ وعائلته والمحيطون به على الأراضى الفرنسية. وقدرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن ثروة بن علىّ وعائلته تناهز 5 مليارات يورو، تتنوع ما بين ممتلكاته الموجودة فى تونس، وحسابات بنكية فى سويسرا، وفنادق فى البرازيل والأرجنتين، وأملاك عقارية فى فرنسا، منها عمارة فى باريس تقدر بحوالى 37 مليون يورو، وقالت مصادر تونسية إن بن علىّ جمع معظمها من الاستحواذ على أملاك وأموال الغير. وترددت أنباء تفيد بأن زوجة الرئيس المخلوع، ليلى الطرابلسى، فرت من تونس بعد استيلائها على 1.5 طن من سبائك الذهب، أى ما يوازى 45 مليون يورو، وهو ما نفاه البنك المركزى التونسى، الذى قال إن احتياطى الذهب لدى البنك التونسى لم يلمس فى الأيام الأخيرة. وأيدت ألمانيا تجميد جميع حسابات الرئيس التونسى المخلوع بن علىّ فى الاتحاد الأوروبى إذا اقتضت الضرورة ذلك.
