واحدة من أهم المشاكل الوطنية ذات المنحى الاقتصادي للجمهورية اليمنية في الوقت الراهن تعتبر المشكلة الاسكانية، نظرا لتزايد عدد السكان المستمر، حيث تكمن المشكلة في التالي: عدم وجود القاعدة التكنولوجية لمواد البناء الصناعية المتطورة، قلة الوسائل التكنولوجية الحديثة في مجال البناء والتشييد، شحة الكادر المؤهل ولاسيما في مجال استخدامات التربة كمادة بناء محلية، غياب البحث العلمي الجاد، وعدم وجود قاعدة علمية في الجوانب النظرية والعملية والتي تتطلب ضرورة البحث العلمي المتكامل في ايجاد حلول لتلك المشاكل الاسكانية في الجمهورية اليمنية، مع الاخذ بعين الاعتبار الظروف المناخية، وتوفر المواد الخام المحلية والعادات والتقاليدالراسخةفي المجتمع. منذ مئات السنين والطين يعتبر بدون منافس مادة البناء الاكثر انتشارا، كونه يتميزبمواصفات هامة بين المواد الخام الأخرى المستخدمة في انتاج مواد البناء للجدران، فهو صحي و بيئي، رخيص الكلفة، موفر للطاقة. وعلى اساس هذه المادة بنيت الكثير من المدن اليمنية المأهولة بالسكان الى يومنا هذا. ففي المناخ الحار يعتبر الطوب الطيني المثبت بالنباتات الزراعية أكثر المواد تناسبا مع البيئة والمناخ لما تتميز به من خصائص العزل الحراري، وحتى في اكثر المناطق حرارة تعطي هذه المادة التكيف اللازم، المتناسب مع جسم الانسان، ومن مساوئ الطوب غير المحروق، تأثره بالمياه عند هطول الامطار، فلذا من الضروري تلبيس الجدران الطينية وعمل المعالجات اللازمة ليتم عزل الطوب عن تأثيرات المياه في داخل المبنى وعلى سطحه الخارجه. ولانلمس اليوم الأهمال الكبير الذي يطال مادة الطين فحسب بل تتسع معها دائرة استخدام مواد البناء الحديثة في كل عام، تلك المواد التي لاتراعي قواعد البناء المحلية المتوارثة، وكذا توفر المواد المحلية الطبيعية في الموقع، ولا الظروف المناخية والبيئية للمواد المستخدمة، ناهيك عن عدم التكيف مع العادات والتقاليد الراسخة منذ قرون، وتشويه المدن التاريخية القديمة، باستخدام مواد لاتنسجم مع المواد البنائية الأصلية. د.ثابت سالم العزب أستاذ البناء المشارك_جامعة عدن