يا أبناء الجنوب: لا تتراجعوا عن قرار بالنضال اتخذتموه ، أو عهداً بالتصالح تعاهدتموه .. ولا تنقضوا ميثاقاً أوثقتموه ، أو يميناً أقسمتموه .. ولا تتنازلوا عن هدف حددتموه ، أو إنجازً حققتموه .. فإن ذلك بداية الخسران والخذلان . يا أبناء الجنوب : لا تفكروا في المسميات ، جمهورية اليمن الديمقراطية أو الجنوب العربي .. ولا تنظروا إلى الوصف ، فك إرتباط أو تحرير واستقلال .. ولا تحتاروا في الكيفية ، نضال سلمي أو كفاح مسلح .. ولا تختلفوا كثيراً ، إقامة فعاليةً جماهيرية أو عصيان مدني .. فكل ذلك يؤدي إلى إستعادة الدولة وهو الهدف لكم جميعاً . يا أبناء الجنوب : لا تتسامحوا مع من باعكم غير آبه ، أو خانكم غير آثم .. ولا تساوموا في دم شهيد سقط ، أو جريح نزف .. ولا تأبهوا لألم وقع بكم ، أو وجع أصابكم .. فإن ذلك بداية الفشل والسقوط . يا أبناء الجنوب : لا تنتظروا شيئاً ، من مساندة عربية ، أو دعم دولي .. ولا تركنوا إلى خطاب عربي هنا ، أو تصريح دولي هناك .. ولا تتعشموا خيراً ، في نخوة عروبية عربية ، أو صحوة ضمير عالمي .. فالضمير والنخوة عند هؤلاء مات ، عندما قدموا المصلحة على الأخلاق . يا أبناء الجنوب : لا تنتظروا شيئاً من حوار شارك فيه القتلة واللصوص .. ولا تعتقدوا ان من نهب دولتنا وثروتنا بإسم الدين سيعيد لنا حقوقنا .. ولا تتأملوا خيراً من مؤتمر جنوبي هنا ، أو لقاء جنوبي هناك ، ما لم يتحدوا .. ففاقد الشيء لا يُعطيه . يا أبناء الجنوب : لا تتوقعوا خيراً من جنوبي ذهب إلى صنعاء ليكون أداة مساعدة في ظُلم إخوانه .. ولا تستنجدوا بمن طمس الله على قلوبهم , الجنوبيين في الإصلاح ، والجنوبيين في الإشتراكي .. ولا تنتظروا قول الحق من إعلاميٍ باع قلمه وخان ميثاق شرف المهنة .. فهؤلاء أعمت المادة قلوبهم قبل أعينهم .. ولا رجاء فيهم أو أمل منهم يُرتجى . يا أبناء الجنوب : لا تفتحوا للعدو بينكم في دسيسة أو وقيعة .. ولا تظهروا له عيبكم من خلاف أو مقاطعة .. فإنكم عندئذ كمن يُساعد عدوه على نفسه . يا أبناء الجنوب : لا تبحثوا في ماضٍ لن يعود ، أو إرث قديم .. ولا تسترجعوا الذكريات الأليمة ، أو الآلام السابقة .. ولا تستحضروا في خيالكم مساوئ حقبة اندثرت ، أو حكم لن يعود .. فإن في ذلك حجر عثرة في طريق التصالح , وإثارة للمخاوف في النفوس . يا أبناء الجنوب : وحدوا صفوفكم , وأجمعوا كلمتكم ، وأمضوا في طريقكم .. فلا نصر لكم إن تفرقتم ، وتشتتتم ، وناصب كلاً واحداً منكم رفيقه في النضال العداء ! والله على ما أقول شهيد . نُشر هذا المقال في "عدن الغد" بتاريخ 22 – يوليو – 2013م