وقفة مسلحة في البيضاء وفاء للشهداء وإعلانا للبراءة من الخونة والعملاء    وسائل التخفي الإخوانية.. تنظيم بلا ملامح ولا هوية    الوزير البكري يشيد بنجاح البطولة التأسيسية الأولى للدارتس    الرئيس الزُبيدي يُعزّي في وفاة القاضي خالد محسن الحوشبي    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يلتقي المفوضية الجنوبية المستقلة لمكافحة الفساد بالعاصمة عدن    الحملة الأمنية بالصبيحة تضبط سيارة محمّلة بآلاف الحبوب المخدّرة بعد مطاردة مسلّحة    جغرافية الحنين    تكتل الأحزاب يدين حملة الاختطافات الحوثية ويدعو لتحرك عاجل لإيقافها وحماية المدنيين    مكتب المبعوث الاممي يكشف عن نقاشات مسقط التي اجراها غروند برغ وشريم حول اليمن    الأرصاد ينبه المزارعين والقادمين من المحافظات الدافئة    "الأغذية العالمي" يعلن استئناف العمل في نقاط التوزيع التابعة له في غزة    وفاة 3 فتيات شقيقات غرقا أثناء جلب المياه غربي تعز    مقتل شاب وجرح 3 آخرين في اشتباك مسلح بعمران    إيران تسعى لتحويل سواحل الجنوب العربي إلى واجهة بحرية لنفوذها المتراجع في اليمن    الإمارات تنهب أحجار الشعاب المرجانية النادرة في سواحل سقطرى    النفط يتراجع ترقباً لمحادثات التجارة بين واشنطن وبكين    عمالقة البريميرليغ وجها لوجه في ربع نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    راجح القدمي: ما يحدث في اختيارات الإعلاميين المرافقين لبعثات المنتخبات "أمر مؤسف"    المصائب تتوالى.. كريستال بالاس يطرد ليفربول من كأس الرابطة    مقتل 119 شخصا في أكبر عملية ضد تجار المخدرات في البرازيل    الرئيسان الأميركي والصيني يسعيان لاتفاق ينهي الحرب التجارية    إعصار ميليسا يخلف عشرات القتلى ودمارا غير مسبوق في الكاريبي    أمن أبين يعلن القبض على أفراد نقطة تقطعت لمصري    حضرموت.. ستنتصر بأهلها ولأهلها وللجنوب معا    بريطانيا رفضت استقبال علي سالم البيض خشية قيادته المعارضة من أراضيها(وثيقة)    ضبط 397 جهاز اتصالات وإلكترونيات مهربة في ذمار    هل أخطأنا في الوجهة؟ (2)..متى أصبح ال "تيك توك" منبراً والمتنبي "مُتحفاً"؟    تصريح لميسي يثير ذعر الأرجنتينيين قبل مونديال 2026    عدن.. البنك المركزي يحذر من التصرف بممتلكات وعقارات البنوك في صنعاء    إصلاح حضرموت يؤيد ميثاق قبائل حضرموت والمهرة ويثمّن موقفهم الوطني    أحمد سيف.. الذاكرة التي لا تغيب وصوت الدولة المدنية    قراءة في نص "غصة ندم وجودية" ل"أحمد سيف حاشد"    اكتشاف اثري في ذمار ..!    بمشاركة اليمن.. اتحاد كأس الخليج يحدد الثلاثاء المقبل موعدا لقرعة بطولة المنتخبات الأولمبية    لقاءات الرياض.. محاولات إنعاش في واقع يزداد اختناقاً    إسرائيل تنتهك اتفاق غزة بقصف مكثف يقتل 91 فلسطينيا بينهم 35 طفلا    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يبحث مع وزير الخدمة المدنية أوضاع الوظائف والتسويات بمحافظة لحج    الأجهزة الأمنية تطيح بمتهم متخصص في نشل جوالات النساء بمديرية المنصورة    فضيحة.. الاحهزة الامنية بتعز ترفض تامين محطة عصيفرة للكهرباء    مدير المواصفات يطلع على جناح الهيئة في معرض منتجات اليمن    منفذ الوديعة.. والإيرادات المفقودة    أستاذ قانون دولي: أساتذة الجامعة في الجنوب براتب "جائع"    تعز.. توجيهات بتفعيل إلزامية التعليم الأساسي ومعاقبة أولياء الأمور المخالفين    غزة: 983 حالة وفاة بسبب منع السفر للعلاج خارج القطاع    خبير يكشف عن عرض آثار يمنية بينهما تمثال نادر في مزاد أمريكي الشهر المقبل    فضيحة جديدة لمعمر الإرياني: 12 مليون دولار لموقع إلكتروني!    منظمة أمريكية: يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية تفشي الكوليرا في اليمن    كأس المانيا: ضربات الترجيح تمنح بوروسيا دورتموند بطاقة التأهل على حساب اينتراخت فرانكفورت    رئيس هيئة الاستثمار يطلع على سير عمل مصنع شفاكو للصناعات الدوائية    الأسعار بين غياب الرقابة وطمع التجار    ثاني حادثة خلال أقل من شهر.. وفاة امرأة نتيجة خطأ طبي في محافظة إب    وداعا أبا اهشم    مرض الفشل الكلوي (25)    عن ظاهرة الكذب الجماعي في وسائل التواصل الاجتماعي    الأوقاف تحدد 30 رجب أخر موعد للتسجيل في موسم الحج للعام 1447ه    فلاحين بسطاء في سجون الحقد الأعمى    الآن حصحص الحق    أبشرك يا سالم .. الحال ماهو بسالم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن هفوة صابر الرباعي
نشر في يافع نيوز يوم 25 - 08 - 2016


ماجد عبدالهادي
في وسعك أن تصدّق، أو لا تصدّق، زعم الفنان التونسي، صابر الرباعي، أنه لم يكن يعلم بهوية الضابط الإسرائيلي الذي طلب منه التقاط صورةٍ تذكاريةٍ إلى جانبه، ثم نشرها على موقع "تويتر"، فأثارت ما أثارت من الجدل بين أهل تونس، كما بين كثير من العرب، حول التطبيع مع دولة الاحتلال.
ويمكنك أن توافق، أيضاً، أو لا توافق، على قول الفنانين والأدباء العرب الذين يزورون الضفة الغربية بأنهم يبتغون التواصل مع الشعب الفلسطيني، لأنهم يعتقدون أن "زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجَان"، على حد ما قال الرباعي لاحقاً لتبرير موقفه.
وتستطيع أن تقتنع كذلك، أو لا تقتنع، بالمنطق القائل إن للفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال الإسرائيلي حق انتزاع لحظات فرح إنساني، كهذه التي قد يوفرها، أحياناً، حفل غنائي يقيمه فنان عربي، مثل الرباعي، على أرض مدينةٍ من مدنهم المطوقة بحواجز الموت.
لكن، ما يصعب على أحد أن يصدّقه، أو يوافق عليه، أو يقتنع به، هو أن تصير القيادة الفلسطينية أشبه بمتعهد حفلاتٍ غنائية، فتنهمك في العمل على استقدام مطربٍ ليغني على مسارح إحدى المناطق الواقعة تحت سلطة الاحتلال، بكل ما تستدعيه "هذه العملية" من تنسيقٍ مع المحتلين، ثم بكل ما قد يترتب عليها لاحقاً من شبهات تعريب التطبيع التي تجسّدت، أخيراً، بالمعنى الفعلي، لا الرمزي فحسب، في صورة تجمع فناناً تونسياً بضابط إسرائيلي.
ليأت الرباعي، أو سواه من الفنانين والأدباء العرب، إلى فلسطين، إن استطاع المرور عبر معابر الاحتلال الإسرائيلي، من دون أن يقع في رجس التطبيع، ولتقم شركاتٌ فنية، ومتعهدو حفلاتٍ، بتنظيم رحلته، ونشاطاته، عبر التنسيق مع مؤسسات السلطة، على غرار ما يحدث في كل بلدان العالم، وليستقبله وزير الثقافة، إذا كان يرى فيه فناناً أو أديباً مرموقاً، وجاء تضامناً مع فلسطين.
أما أن يحظى "أمير الطرب العربي"، ومع كل التقدير له فناناً ذا شعبية واسعة، باستقبال في مكتب الرئاسة الفلسطينية، لا يحظى بمثله عادة لدى أيٍّ الرؤساء والأمراء والملوك، فهو أمر يكرّس شراكتها، بل شراكة الرئيس محمود عباس شخصياً، في المسؤولية التضامنية والفعلية عن مشهد التطبيع الذي تُوّجت به الزيارة.
صحيح أن لفلسطين هنا خصوصيتها التي تستدعي تخليَ الرئيس عن الشكليات البروتوكولية، لحساب المصلحة الوطنية، كلما اقتضى الأمر، غير أن ما حدث قبل (وبعد) الاستقبال الرئاسي الذي حضره وزير الثقافة، إيهاب بسيسو، ورجل الأعمال بشار المصري، خلا للأسف من أية التفاتةٍ تشير إلى أن المضيفين كانوا مهتمين حقاً بحماية ضيفهم من هفوة التطبيع العفوية التي اقترفها، أو باستثمار زيارته لخدمة شعارات دعم صمود الشعب الفلسطيني التي ما انفكّت تتردّد عند كل جدلٍ تثيره زيارة فنانٍ أو مثقف عربي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلا فلماذا لم ينبهه مرافقوه الفلسطينيون، أو حتى يحذّروه من الضابط الإسرائيلي حين همّ بالتقاط الصورة معه، وماذا كان في برنامج الربّاعي أصلاً سوى الغناء على مسرح فخم، لمن يستطيعون شراء تذاكر الدخول الباهظة الثمن نسبياً؟
ليس مطلوباً من الربّاعي، طبعاً، ولا من أي فنان أو مثقف آخر، أن يذهب ليشارك الشبان الفلسطينيين قذف حواجز الاحتلال بالحجارة على مداخل القدس، ليثبت أنه يدعم صمود الشعب الفلسطيني. يكفي منه أن يفعل ما فعل، حين ارتدى الكوفية الفلسطينية، وغنّى لفلسطين أغنية "الظلم مهما يطول.."، وإن كنت أتمنى شخصياً لو أني رأيته، في مواقف ذات دلالةٍ رمزية، كأن يصدح بمقطعٍ من هذه الأغنية، عند جدار الفصل العنصري، أو في منزل أحد الشهداء. وذاك، في رأيي، لم يكن تقصيراً منه، وإنما هي بعض أخطاء السلطة التي استضافته، من دون أي متطلباتٍ ترتبط بدورها الوطني المفترض، وتصرّفت كأنها متعهد حفلات، حتى لا أقول مقاول تطبيع.
العربي الجديد
Share this on WhatsApp
No related posts.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.