وجه العميد صالح عبيد أحمد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأسبق كلمة لجماهير شعبنا الجنوبي بمناسبة الذكرى السابعة ليوم التصالح والتسامح حيا فيها الحشود العملاقة حينما قرر الجنوبيون فيه الخروج من دياجير المآسي والفرقة إلى رحابة الوفاق والتآخي والمحبة ونبذ كل ثقافات الإقصاء والتشظي ليعيدوا العافية والتلاحم إلى النسيج الوطني الجنوبي كما أكد على ضرورة وحدة قيادات الجنوب في الداخل وعواصم الشتات وأينما وجدوا ، وضرورة نبذ كافة الخلافات والتباينات جانباً وان نتمثل جميعاً مقتضيات الضرورات المرحلية الهامة وما تتطلبه من وحدة صلبه في المواقف ومن قدرات فائقه للتعامل مع الأوضاع السياسية ، وان نتنازل عن المواقع الشخصية كليةً لصالح العمل الجماعي الناضج ونقف سويةً من اجل تنفيذ كل ما تمليه علينا الجماهير في الجنوب فيما يلي نص الكلمة كاملة : بسم الله الرحمن الرحيم يا جماهير شعب الجنوب المناضل أيها الشباب الأحرار يا كل الشرفاء في كل شبر من ارض الجنوب السلام عليكم ورحمة الله اسمحوا لي أن أحييكم أيتها الحشود العملاقة تحية إجلال وإكبار وولاء لكم وللوطن ، في هذا اليوم الذي أصبح يحمل أسمى معاني التصالح والتسامح والترابط المصيري بين أبناء الجنوب قاطبة ، أحييكم في يومٍ قرر الجنوبيون فيه الخروج من دياجير المآسي والفرقة إلى رحابة الوفاق والتآخي والمحبة ونبذ كل ثقافات الإقصاء والتشظي ليعيدوا العافية والتلاحم إلى النسيج الوطني الجنوبي . أنكم بهذا تقدمون نموذج تاريخي إنساني للداخل والخارج ، نموذج التصالح الحقيقي الذي جرَفَ إلى الأبد كل تلك الشوائب العالقة في جسد الجنوبيين من مخلفات الصراعات السياسية ، وحولتم ذكرى المآسي إلى يوم تلاحم عملاق تسيرون كتف بكتف نحو تحقيق مصيركم في مسير ثابت الخطى ، وتقطعون الطريق على كل من يحاول التلويح بذلك الماضي كفزاعة كلما نشدتم أملاً ونسجتم حلما ، وأنهيتم إلى الأبد سلسلة التداعيات المؤلمة التي أرّقت شعب الجنوب ردحا من الزمن وأثخنته جراحاً وأمعنت فيه إحباطا ووهنا وضعف . يا أبناء الجنوب الصامدون الصابرون أرجو أن تسمحوا لي في هذا اليوم الذي ينطوي على خصوصية كبيره أن أؤكد على ضرورة وحدة قيادات الجنوب في الداخل وعواصم الشتات وأينما وجدوا ، وضرورة نبذ كافة الخلافات والتباينات جانباً وان نتمثل جميعاً مقتضيات الضرورات المرحلية إلهامه وما تتطلبه من وحدة صلبه في المواقف ومن قدرات فائقه للتعامل مع الأوضاع السياسية ، وان نتنازل عن المواقع الشخصية كليةً لصالح العمل الجماعي الناضج ونقف سويةً من اجل تنفيذ كل ما تمليه علينا الجماهير في الجنوب ، وان نفهم جميعا بان شعب الجنوب هو قائد التحولات اليوم وغد وانه الوقود الحيوي الهائل لهذا المسير وهو الحاضر والمستقبل ، وهو من سيحدد ويقرر مصيره ، ولهذا فان معالم الطريق أصبحت اكثر وضوح ولم تعد بحاجه لتبيان او اجتهادات مختلفه . ان علينا جميعاً ان نوحد جهودنا ونتحلى بأخلاقيات النضال الصعب ونجسده في توافقنا وجمعنا وأدائنا وخطابنا وقدرتنا على التعامل الخلاق مع اختلافاتنا والتحديات الماثلة أمام شعب الجنوب ، لانها مسئولية تاريخية عظيمه ومهمة استثنائيه ، وعلينا ان ننال شرف التضحيات والعمل لنرد لشعبنا ابتسامته وفرحته المسلوبتين ونجسد فيه رمزية وطنيه لا تسعى للحكم والسلطان وإنما لخدمة أهداف الجنوب . يا أبناء الجنوب الأحرار لقد اجتزتم خطوات هامه في مسيرة نضالكم الشاق فأصبحت قضية الجنوب اليوم قضية رئيسه وهامه تحظى باهتمام داخلي وخارجي غير مسبوق وترسخت في الأذهان تطلعاتكم وإصراركم وتضحياتكم من اجل غد جنوبي مشرق تنتهي عنده كل آلام الماضي وتبدأ منه حياة جديدة مستقرة آمنه تسودها القيم الإنسانية والحضارية . ومن اجل ذلك أننا ندعوكم جميعاً إلى مواصلة النضال بثبات وقوه لاستعادة كافة الحقوق المسلوبة والمنهوبة واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة ، وعليكم أن تثبتوا للعالم في كل مره التفوق الأخلاقي في نضالكم السلمي وخطابكم السياسي وعلاقاتكم النضالية وتماسك نسيجكم الاجتماعي وحصانتكم ضد كل أنواع الفرقة ، فلقد أثبتم منذ بداية الحراك السلمي أنكم قادرون بكفاءة عاليه أن تواجهون الصعاب وكل الممارسات والحيل المفروضة عليكم وقدمتم تضحيات هائلة ، وصنع جيلكم معجزات كبيره ، وافتتح بدمائه أرقى ثورات العصر سلميةً وأكثرها صبر وصلابة أمام قوة غاشمة استخدمت وتستخدم كل أساليب القهر الوحشي والقتل البارد لإذلال شعب تواق لحريته ولم تتوانى عن استخدام كافة الوسائل اللا أخلاقية لإجهاض ثورة الجنوب السلمية . ولهذا فانه يجب علينا جميعا أن نواجه الصعاب ونحن على مشارف النصر الأكيد بإذن الله ، أن نواجه الصعاب بالتوحد والتماسك دون أن ينزلق ايٌ منا بشكل منفرد إلى أي مسألة لا تحظى بإجماع شعبي أو محاولة القفز على أهداف الحراك الجنوبي أو محاولة الانفراد بتمثيله في أي عملية سياسيه داخليه أو خارجية ، ربما تستنقص من أهداف ثورة الجنوب وتثير شقاقات سياسية على مستويات عده وتضر بقضية الجنوب وتقوّض من صلابة الموقف . وعلى تلك الخلفية فإني أؤكد لكم يا أبناء وطننا الأبي أن الحوار الجنوبي – الجنوبي اصبح اليوم ضرورة قصوى وفاءا لأهدافكم ولدماء الشهداء التي ارتوت الأرض منها ، حوار على قاعدة تحقيق كل أهدافكم دون استثناء ، حوار من اجل مواجهة الداخل والخارج بعمل سياسي ناضج وجريء ، ومن اجل أحداث تقدم كبير للقضية الجنوبية داخليا وإقليميا ودوليا ، وان نثبت للعالم ان الجنوب لم يعد يحمل أي بذرة للشقاق وانه قادر ان يقيم دولته ويدير شئونه ويبني مستقبل الأجيال ويتمثل كل القيم الحضارية الحديثة وكل عوامل النمو والاستقرار ، حوار يوجه رسالة واضحة للعالم أن الجنوب سيكون دولة سلام وأمن وعامل توازن كبير في المنطقة ولن يكون جزءاً من أي صراعات داخلية أو إقليميه فقد عرف قيمة الأمن والسلام والاستقرار . أن علينا أن نستجلي الرؤى الناضجة حول أهمية الجنوب وتموضعه الإستراتيجي ونقول للعالم أن دولة الجنوب وحدها قادرة ان تؤمّن كل المصالح الحيوية العادلة لبلدان العالم وتدافع عن امن مداخلها ومخارجها وممراتها ، وأنها شرط رئيس لنهاية ظاهرة الإرهاب الخطيرة التي تم استخدامها ولا يزال كورقة ضاغطة في محاولة إبعاد الجنوب عن أحلامه . وأخيرا فأني أدعو وأؤكد على ضرورة التلاحم والوفاق والتوافق بين كل القيادات والقوى والتكوينات النخبوية الجنوبية من اجل انتصار قضيتنا العادلة انتصارا كاملا بأبعاده السياسية الاجتماعية الاقتصادية الإنسانية ولكي يستعيد الجنوب تاريخه الحقيقي ومساره الطبيعي بين شعوب ودول العالم . أني أستلهم دعوتي هذه من وحدتكم وتوحدكم في هذه الحشود الطوفانية الهائلة في هذا اليوم الذي سمت فيه معاني الوفاء للوطن والمستقبل فوق كل الجراح ، وهو تعبير تجسدونه عام بعد عام وتتجسد فيه قناعتكم ووعيكم بضرورة ترسيخ ثقافة التصالح من خلال تزايد الحشود في الذكرى السنوية حتى بلغت هذا اليوم مستوى مذهل وغير مسبوق في التاريخ . عاش نضال شعب الجنوب من اجل الحرية واستعادة ألدوله عاش الحراك الجنوبي ، ثورة الجنوب السلمية الخلود لشهداء الجنوب والوفاء لكل المناضلين الأحرار والسلام عليكم العميد / صالح عبيد احمد 13 يناير 2013