مع غروب شمس نهار الاثنين 18 مارس عادت الحياة لتدب من جديد في شرايين مدينة المكلا بعد عصيان مدني شامل أستمر لثلاث أيام متتالية . حيث عادت الحركة إلى طبيعتها بشكل ملحوظ في شوارع المدينة الرابضة على أجمل شواطئ بحر العرب والتي كانت طوال أيام العصيان المدني أشبه بمدينة أشباح ، ولتعود المحلات التجارية والمقاهي الشعبية التي تتميز بها المدنية إلى فتح أبوابها من جديد لتستقبل زوارها وروادها من الشباب وكبار السن . إنها المكلا مدينة الأحرار والثوار الذين كانوا وخلال الأيام الثلاثة الماضية سباقين إلى نصرة ثورتهم الشعبية المباركة حالهم كحال جميع أبناء حضرموت الذين كانوا ولا يزالون في مقدمة صفوف النضال والكفاح ، حيث أنه وبالإضافة إلى دعمهم وتأييدهم لدعوة العصيان المدني الذي دعا إليها الحراك السلمي الجنوبي ، أحتشد يوم أمس الآلاف من أبناء المدينة رفضاً للحوار الوطني وتأييداً لدعوة الاستقلال الوطني الناجز لجنوب اليمن وإغلاق ملف جمهورية عام 90. ورغم سلمية مظاهر العصيان المدني الذي شهدتها جميع مدن حضرموت إلا أن هذا الأمر لم يكن شفيعاً لها من بطش قوات الأمن والجيش التي أبت إلا أن تسفك بعض الدماء الحضرمية الطاهرة ، حيث أستشهد صباح اليوم بمدينة تريم بوادي حضرموت الشاب " رامي محفوظ البر " برصاصة أطلقها جنود الأمن استقرت بقلبه ، كما سقط شابين آخرين جريحين بنفس النيران ، فيما تم أعتقل 4 ناشطين اخرين في صفوف الحراك الجنوبي . وليس هذا فقط فقد قام أحد القناصة باعتلاء مبنى فرع البنك المركزي بالمكلا وقيامه بإطلاق رصاصتين على أحد الشباب ويدعى " سالم محمد باقروان " أثناء مروره بدراجته النارية في الشارع العام أمام البنك ، فكانت الرصاصة الأولى من نصيب الدراجة التي سقطت نتيجة لها ، فيما كانت الرصاصة الثانية من نصيب " سالم " حيث تلقها برجله فور أن نهض بعد سقوطه من على الدراجة. ولم تكن حضرموت البارحة أحسن حالاً من اليوم فقد قامت قوات الأمن يوم أمس بإطلاق الرصاص الحي بطريقة عشوائية وهستيرية على المباني المنازل المطلة على الشارع العام ، وكذلك مسجد عمر بالمكلا الأمر الذي أدى لسقوط خمسة جرحى بينهم سيدة مسنة وعضو في المجلس المحلي للمدينة. "هنا حضرموت"