نعم أبي لايرحم فعندما اكون في الخامسة عشر من عمري ويزُج بي في أحضان تلكَ المعارك التي لاذنب لي فيها فهوَ لايرحم. عندما يُملي على نفسة وعلي شعارات زائفة ويصور لي أنني صنديد وسيكون لي شأن ويجعل صديقي عدوي ووطني مجرد شتات يجب لملمتة من أُناس خُيّلَ لي أنهم يريدون سرقة وطني وهم في الحقيقة العكس فهوَ لايرحم. عندما يُلبسني الزي العسكري الذي مقاسة أكبر مني تعلوة نجمات مُزيفة لابريقَ لها ويقول أنني الأفضل بينَ أصدقائي فهوَ لايرحم، حين أحمل بُندقية ثقيلة على كاهلي لا أعي كيفَ استخدمها وكل ذلك من أجل المال الذي لايشبعني ولا يغنيني من جوع فهوَ لايرحم. أبي لما سرقتَ من أمي عمري وجعلتها تبكي كيفَ لقلبك الذي كنت أظنه رحيماََ بي ان تجعلني أسير في طريق الخطأ لماذا ياأبي لم تأخذ بيدي وتُرشدني إلى الصواب. كيف هانَ عليك هذا الوطن وهُنتَ أنا، وطني ياأبي فيه لصوص يسرقونه وتريد مني أن أُشاركهم النهب ظننتُك ستقول لي عندما أكبر سأقطع يدكَ إن تطاولت على خيرات وطنك وسأجعلكَ أبكم إن نطقتَ حرفاََ واحداََ تُشككَ به أحد عن وطنك، جعلتني أعمى ياأبي أعمى وأنا أرى الحقيقة التي تحاول تزييفها أبصرت ياأبي كل شيء فأنت الأب الذي خلع مني رداء الشجاعة والبسني رداء الخوف فكيف تُريد مني أن أقف في وجة أبناء وطني وأطلق عليهم رصاصة واحده يداي ترتجف ودمي الذي أختلط بدمهم سيكون فاسد وسيُبصقون على جُثتي حين يُردونني قتيلاََ إن كانَ ياأبي في قلبك مثقال ذرة من الرحمة فرْحم ضعف أمي التي تبكيني كلما ذهبت في ليلٍ دامس دونَ وداع. أيها القراء كان ذالك هو حوار لشاب لم يتجاوز السادسة عشر من عمره وقع ضحية الجشع وضحية العقول المُحكمة بالجهل والتخلف الكثير من الآباء يُجندون أولادهم من أجل المال ليقتلوا اخوتهم،الكثير يُلقون بهم في متاهات الهلاك، الكثير يُسيرونهم وفق مطامعهم وجشعهم كل ذلِك من أجل المال الذي يذهب هباءََ منثوراََ لأنه سُحت. من له إبناََ التحق في جيوش الخونة لقتال من ليسَ له حق في قتالهم فليتعجل في إرجاعة إلى احضانه فوالله أن هؤلاء الشباب دماءهم في أعناق كل أب تجردَ من الإنسانية والرجولة وجعلَ إبنه يسير مع قطاع من الغنم التي لاراع لها وستأكلها الذئاب لامُحال. ثق أن رفع سلاحة في وجة من يحمونَ الوطن لن يكونَ البديل رصاصة رحمة وسيُعيدونه إليك ميتاََ، لذلك لاتجعلة قتيلاََ أو اسيراََ يُردد (أبي لايرحم) ريم العولقي.