صدر عن شركة ‘رياض الريس للكتب والنشر' بيروت كتاب جديد لرئيس تحرير صحيفة ‘الحياة' الصحافي غسان شربل بعنوان: ‘في خيمة القذافي رفاق العقيد يكشفون خبايا عهده'. يكشف هذا الكتاب عن خيمة القذافي البدوي. عقدة لازمته في اسفاره ونصبها امام قصور الرؤساء وفي المؤتمرات. الرجل الذي يعشق الاثارة والضجيج والذي لا يحب توقيع الاوراق. رجل الاوامر بالهاتف الذي يرسل المتفجرات في كل اتجاه في ليبيا والخارج جوا وبرا وبحرا. خمسة من رفاق ثورة القذافي الذين رافقوه وعملوا معه طوال عقود في السياسة والمال والامن والعلاقات الخارجية، يكشفون في لقاءات منفصلة للصحافي غسان شربل خفايا هذا العهد واسراره. في هذا الكتاب، كعادته، يستنطق غسان شربل محادثه فيبوح له هذا بالكثير: عبد السلام جلود. دخل المعتقل السنوسي قبل عقد من الثورة والتقى القذافي وتشاركا بطانية واحدة. ثم صار ‘الرجل الثاني' بعد القائد الاوحد، وبهذه الصفة جال حول العالم والتقى شو ان لاي وبريجنيف وعبد الناصر وصدام حسين وآخرين. لكن هذا الرجل كان اول المنشقين عن معمر والخارجين من خيمته. كيف بدأت الرفقة وكيف انتهى جلود الى شبه اقامة جبرية؟ التفاصيل كثيرة، منها محاولات تسليح ليبيا بالنووي وتزويد ايران بالصواريخ لضرب عراق صدام حسين، وعلاقات القذافي مع الخميني، واختفاء موسى الصدر، وطبعا استفراد القذافي في الحكم وازاحة ‘الرفاق'. اما عبد المنعم الهوني، العضو الآخر في مجلس قيادة الثورة، فشغل في النصف الاول من السبعينيات مناصب ليبية حساسة: مدير للاستخبارات ووزيرا للداخلية والخارجية. ومنذ منتصف السبعينيات بات الهوني معارضا ومطاردا. استعاده النظام قبل سقوطه لكنه خادع القذافي وخدعه وكان ممن ساهموا في اطاحته. في حواره مع المؤلف، يفرج الهوني عن تحفظه فيحكي رجل امن ليبيا في السبعينيات كيف كان يحكم القذافي بقبضة من حديد. في 27 شباط/فبراير عام 2012 التفت العالم الى عبد الرحمن شلقم مندوب ليبيا الدائم لدى الاممالمتحدة حين غسل الرجل يديه من نظام القذافي امام اعضاء مجلس الامن وعلى الشاشات. في لقائه الصحافي مع غسان شربل، يحكي عن حياة القذافي الشخصية وكرهه للسادات وتحالفه مع مبارك ومرتباته الشهرية لبن علي. وكذلك عن تصفيات شخصيات ليبية واجنبية واختفاء الامام موسى الصدر. الدكتور علي عبد السلام التريكي ايضا، يروي للمؤلف حكايات اربعة عقود في شؤون دبلوماسية الجماهيرية وشجونها. كان كغيره من المسؤولين ممثل القذافي الخاص وليس ممثل ليبيا. اما نوري المسماري مدير المراسم العامة برتبة وزير لدى القذافي ثم رجل الاعمال واول المنشقين في العام 2010، فجهز له القذافي حوضا من النار ودفع لاصطياده خمسين مليون دولار. يروي المسماري لغسان شربل تفاصيل مذهلة عن جريمة اخفاء الامام موسى الصدر ومشاركة القذافي فيها. وعن اسلوب العقيد الغريب في التعامل مع الدول وزعمائها. وعن الرجل السادي الذي لا يتردد في اغتصاب الزائرات والتحرش بزوجات رؤساء ووزيرات ومن هؤلاء زائرتان يكتفي المؤلف بالتلميح اليهما. الكتاب يقع في 420 صفحة من القطع الوسط