القاهرة- أ ش أ "القائد التاريخي نكبة تاريخية"، هذا ما يؤكده الكاتب اللبناني غسان شربل في مقدمة كتابه "في خيمة القذافي... رفاق العقيد يكشفون خبايا عهده"، الصادر حديثا عن دار رياض الريس للكتب والنشر، والذي يعتبر من أبرز الكتب التي تعرضها الدار بجناحها في معرض القاهرة الدولي للكتاب. في هذا الكتاب الذي يضم 389 صفحة، بالإضافة إلى ملحق للصور وفهرسين للأعلام والأماكن، شهادات خمسة مسؤولين ليبيين سابقين حصل، عليها شربل عبر مقابلات مطولة معهم حول خبايا القذافي ونظام حكمه الدموي الذي دام لأكثر من أربعة عقود شهدت خلالها ليبيا ديكتاتورية يندر أن يكون لها مثيل في أي بلد في العالم في العصر الحديث. القذافي، بحسب ما يرى شربل، بعد تأمل حصاد مقابلاته مع كل من عبد السلام جلود وعبد المنعم الهوني وعبد الرحمن شلقم ونوري المسماري وعلي عبد السلام التريكي، هو شخص "أدرك باكرا مقدار عطش العالم إلى الذهب الأسود فأطلق العنان لجموحه"، وهو أن مصابا بمتعة إذلال الآخرين"، وهو "مقامر فظ لا حدود لحقده.. كان يستعذب اللعب بالمصائر". ويضيف شربل: "لم يكن هاجس هذا الكتاب حاضرا لدى إجراء الحوارات مع اللاعبين الخمسة، لكن بقاء الملف الليبي مفتوحا شجعني على جمعها علها تساعد في كشف جوانب جديدة من شخصية هذا المستبد الذي أقام طويلا". ويقول شربل، في مقدمة كتابه "في خيمة القذافي" إن الزعيم الليبي الراحل "كان مستبدا وقاتلا كبيرا، لكن ذلك لا يبرر أبدا الطريقة التي استخدمت في قتله، كان من مصلحة ليبيا والمنطقة توفير محاكمة عادلة له وتركه يروي قصته وما ارتكبه في الداخل والخارج". ويرى غشربل أن "أخطر ما يمكن أن يحدث هو أن يتخلص بلد من استبداد رجل ليسقط تحت استبداد جماعة أو فكرة"، مشيرا إلى أن النتائج الأولى ل"الربيع العربي" تكشف أن "المرحلة الانتقالية ستكون طويلة ومؤلمة ومكلفة وإن اختلفت حدتها باختلاف المسارح وظروفها". وفي مقدمة الكتاب يلاحظ شربل أن "هناك قوى جديدة تخرج من صناديق الاقتراع.. تيارات إسلامية لم يسبق أن امتحنت في موقع القرار.. ستجد هذه القوى نفسها أمام أسئلة جديدة وتحديات جديدة تتعلق بتداول السلطة والاقتصاد والموقف من الأقليات وحقوق المرأة والحريات الشخصية.. ستجد هذه القوى نفسها ترتطم بعالم لا يمكن إعادته إلى قرون مضت ولا يمكن معالجة مشكلاته بوصفات قديمة".