في حقيقة الأمر أقف متحيرا عاجزاً عن التعبير بالكلام ، أتذكر الماضي اللئيم والبغيض ،للجيش اليمني وما كان يمر به من معاناة أليمة أفتقد فيها حتى أبسط حقوقه ، لقد ضل الجيش اليمني يعاني من المرارات ويتكبد الحروب والصراعات ، التي كان النظام السابق سبباً فيها طوال فترة الحكم الماضية. ولم يكتفي بعد فقد حاول بكل جنون ،إقحام الجيش اليمني في ما بينه في حروب وصراعات دامية لا تحمد عقباها ،إلا أن عناية الله في الشعب وحكمة اليمنيين من قادة عسكريين ،ونخب سياسية كبيرة ،ذات العقل الراجح والمتزن، تجلت في إفشال مخططات العائلة ،مستجيبة لنداء الشعب الذي خرج يطالب بثورة شعبية سلمية ، يطالب بالحرية والكرامة التي ضلت مسلوبة طوال حكم الأسرة. وبمراجعة للأحداث التي شهدتها البلاد خلال الثورة ،ما حصل في جمعة الكرامة ،والتي سفكت فيها دماء اليمنيين الأبرياء الذين خرجوا يطالبون بالحرية والكرامة ،ليس إلا لأنهم رفضوا الظلم والاستبداد ، فخرجوا عن دائرة صمتهم التي زادت عن حدتها ،ولم يعد بمقدور الشعب تحمل تلك المعانات المريرة التي ضلت طوال ثلاثة وثلاثين عاماً جاثمة على صدور اليمنيين . في هذه اللحظات نتذكر الموقف المشرف للجيش الهمام المناصر للثورة ،المؤيد لمطالب الشعب ،الذي حدد موقفة ، من تلك المجازر التي ارتكبها النظام العائلي ، فكان إعلان الفرقة الأولى مدرع انضمامها إلى ثورة الشباب السلمية ،وغيرها من المواقع العسكرية بما فيهم الحرس والأمن المنظمين للثورة ،بمثابة الحاجز الأمني لشباب الثورة ، والسياج المنيع لحماية الثوار من بطش الفجار. فبكم نقول لكم :"أنتم يا جنود الشعب، ويا حماة الديار التأريخ سيشهد لكم ، كما شهد لأجدادكم العظماء ، الزبيري والثلايا وغيرهم ،وسيكتب بأحرف من ذهب أنكم سطرتم أجمل البطولات ،وأشرف المواقف في تأريخ اليمن الجديد، يمن الحرية والكرامة ،يمن العدالة والبناء بعزيمتكم وشجاعتكم انتصرت الثورة وانتصر الحق وأهلة . أنتم يا حماه الثورة ويا براكين الغضب في وقت الشدائد والمحن ،لقد أديتم واجبكم الوطني والديني في الدفاع عن المظلومين والمساكين من الضعفاء ولقد أبليتم بلا حسنا ، في الدفاع عن الوطن والثورة فأحسنتم ظن الآخرين بكم . لقد أوصلتم صوت الحرية للعالم ،وعزم الإباء والتحدي ،ضد كل ظالم مستبد، وضد كل شله همجية تريد تمزيق الوطن، ونهب خيراته وثرواته على حساب أن تبقى أسرة ملكية تحكم البلاد في زمن الجمهورية والحرية. ليكن في ذهن الجميع ،وليسمع العالم ،وليدون التاريخ أن إرادتكم المستمدة من إرادة هذا الشعب حتماً ستنتصر...حتماً ستنتصر . فإرادة الشعوب باقية والأشخاص راحلون لا محالة مهما طال حكمهم ، وزاد ظلمهم وشكا الناس منهم ، إلا أن نهايتهم مرتهنة بالزوال، قلناها من قبل ونقولها اليوم لنؤكد على ذلك ، من خلال ما توصلنا إليه اليوم من حكومة ورئيس جديد ،ونظام فاسد ومتخلف رمى به الشعب إلى مزبلة التأريخ ، وهاهو اليوم يمضي بيمن جديد لا مجال فيه للمساومة ،يمن يتسع الجميع ،ويتعاون الجميع في بناءه في ضل حكم رشيد، ودولة نظام وقانون يسودها الأمن والأمان والعدل والمساواة. في ختام المقال لابد أن أبعث بهذه الرسالة إلى أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية ،رسالة شكر وعرفان رسالة تقدير واحترام من رفعوا رؤوسنا وأيدوا ثورتنا ،وحموا شبابنا ،وتمسكوا بسلمية ثورتنا ، فلكم منا التحية ولكم منا السلام.