لم يستبعد قيام ثورات على الأحزاب وقياداتها ما لم تشرك القواعد الشبابية في اتخاذ القرارات وأكد أن الأحزاب ساهمت في تمديد حكم علي صالح ودعها لمراجعة مسيرتها وقال أن المشترك شريك قوي في الثورة ولا خوف عليه من التفكك وترجم البيان الذي رفض فيه التنظيم الوحدوي للقرارات الرئاسية مؤكداً وقوف التنظيم مع الرئيس عبد ربه منصور والذي قال أنه أقرب إليهم وكان من مؤسسي حركة 13 يوليو التصحيحية . في حوار صريح مع الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري الأستاذ محمد الرداعي فند فيه علاقة قيادة التنظيم بشباب الثورة وأوضح بعض المواقف الغامضة وأبد استعدادهم في التنظيم للرحيل وإفساح المجال للشباب لتسلم القيادة وتحدث عن الكثير من المستجدات والتي سلطنا عليها الضوء في أطار سلسلة حوارات مع قيادات الأحزاب السياسية حول" حوارات شبابية على أسوار الأحزاب السياسية". أنصار الثورة /حوارات شبابية (1) / معاذ راجح ما هي قراءتك للتغيرات التي طغت على الخارطة السياسية العربية ؟ في ظل ربيع الثورات ؟ أولاً الخريطة على المستوى العربي أعتقد انه تم تحرير الشعب العربي من أنظمة الاستبداد وبدأ في معرفة قيمة نفس المواطن ، وهذه الثورات وإن كان الباعث لها البوعزيزي فستجد في اليمن أن مستوى دخل الفرد لا يصل إلى النصف من مستوى دخل الفرد في تونس ، وليس الوضع الاقتصادي فقط وإنما هناك أوضاع أخرى تتمثل في الاستبداد وتفرد الحكام بالقرارات التي يتخذونها في إطار المصلحة العربية وابتعادهم عن قضايا وهموم شعوبهم، ولذلك بدأت الاحتقانات الداخلية والتي جاء البوعزيزي ليفجرها في تونس ثم بدأت تتفجر في كل الأقطار العربية . وللحقيقة أنها أخذت جزء من الساحات العربية ولم تأخذ الأجزاء التي فيها دول أكثر دكتاتورية ولتي لا تعطي نفس للحرية مثل دول الخليج والمغرب العربي ورغم أن الاحتقان فيها موجة وخصوصاً ما يتعلق بقضية الصراع العربي الصهيوني ، الثروات العربية وتحقيق طموحات الشعوب العربية في إنهاء التقسيم الموجود والحواجز بين الأقطار العربية ولهذا المخاوف فيها شيئين ، فتونس يمكن أنه تحقق فيها أفضل من ما تحقق في مصر ، اليمن هي ربما الأكثر وأفضل تجربة إذا ما استشعرت الأطراف السياسية مع الشباب إلى مدى العامل الخارجي والذي يلعب في نزع طموحات الشعوب العربية لتحقيق مصالحها بشكل كامل وهي ليست بعيدة عن التأثير أو عن الوجود الغربي والمصالح الغربية الرأس مالية والاستعمارية ودور العامل العربي ممثل بالقوى الرجعية مثل الممالك التي تلعب دور فلا يمكن أن تكون قطر الدولة الصغيرة والتي أصبح لها تأثير ابعد مما هو موجود ولا يمكن أن يكون للسعودية دور والتي تظل في حماية أمريكا والدول الأوربية والتي ترى أن الوطن العربي يجب أن يبقى تحت سيطرتها من أجل مصالحهما . بالنسبة لليمن فنحن نعاني من شقين الأول أن لدينا دول إقليمية ويمكن دول الخليج التي رفضت من فترة أن تكون جزء من تجمع دول الخليج والتي ترى اليمن بساحتها الخلفية والشق الثاني وهي الدول التي ترى في مضيق باب المندب والبحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي وأن اليمن بوابة للكثير من مصالحها وخاصة ممر نقل النفط ،ولذلك نجد عامل حضور هذه الدول ومحاولة فرض أجندتها أكثر من أي دولة أخرى ، يضاف أن وجود مؤسسات في مصر وتونس ساعدت في تحقيقهم ،أما نحن فليس لدينا مؤسسات لا جيش ولا سلطة تشريعية والتي تتحرك بالري موت. واليمن يمكن أن تواصل الآن ثورتها ومطلوب أن يكون لهذه الثورة والتي دخلت في جزء من التسوية ، وأعتقد أن النظام السابق كان لا يريد أن يفارق السلطة ،حتى و أنه كان على استعداد لتفجيرها عسكرياً وما الدبابات والمعسكرات التي تحيط بصنعاء وتركت حماية الحدود غير محمية رغم أنها كانت أفضل حدود محمية في السبعينات والثمانينات .
ما تأثير الربيع العربي على الأحزاب السياسية في اليمنية؟ أعتقد أنه نفس التأثير فإذا ما ثارت هذه الشعوب على الأنظمة ، ستثور على آلية النظام داخل هذه الأحزاب فإذا لم يكن هو شريك يتحمل مسئولية بحقوق وواجبات في أطار هذا الحزب وإذا لم يكن شريك في اتخاذ القرار في تحديد السياسات فإن مصير هذه الأحزاب هي الثورة على الحزب نفسه أو على قيادة الحزب ، واعتقد في مرة من المرات أنا ذكرت للأخوة في قيادة الأحزاب في اجتماع عند تشكيل المجلس الوطني أنه لا تتخيلوا أن علي عبدالله صالح قامت عليه وحده الثورة فستقوم عليكم ثورة كقيادات أحزاب ما لم تعطوا أولاً الجانب الديمقراطي والمشاركة وأن لا تنحصر على الأمين العام أو الأمانة العامة في أي قضية تخص الوطن يجب أن تناقش في أطار هذه المستويات ليبدوا أراءهم وأن تكون هناك ديمقراطية حقيقية ، ونحن جيدين في التنظيم نمارسها من القاعدة إلى القمة ، وقد بدأنا التغيير قبل الأحزاب في 2004 في المؤتمر العاشر . ينظر للأحزاب السياسية المعروفة على الساحة أنها شريك النظام السابق والوجه الأخر للنظام العائلي الذي حكم اليمن 33سنة فقد أكسبتموه شرعية شبة ديمقراطية وغطاء سياسي ساهم بشكل أو بأخر في استمراره ، هل توافقني في هذا ؟ أوافقك الرأي ، أوافقك في أن كل الأحزاب أسهمت في تمديد حكم علي صالح ، فعندما طلع إلى السلطة وبالتفاف بعد اشتراكه في قتل الشهيد إبراهيم الحمدي ، فبعد الغشمي طلب من الشيخ عبدالله مدة ستة أشهر فقط لتصبح بعد ذلك 34 سنة وذلك لدخول هذه الأحزاب في شراكة معه ، ومن المؤسف حتى أخواننا في الحزب الاشتراكي والذي كان يمثل دولة وكان يرى الشمال انه الوحدة تكون المنقذ بالقانون الذي كان فيها جاءوا ليسلموا السلطة دون معالجة أو شراكة حقيقة ووضع أسس لبناء دولة إنما تمت إلى تقاسم ،فالتف عليهم مباشره وهو قد التف على دول العالم ، فالسعودية التي أوجدته أنقلب عليها في 83ورجع مع أمريكا ثم عاد بعد 94 للسعودية ورسم الحدود . فاعتقد أن الأحزاب شريكة وأنا قلت من أنه يجب أن تقف هذه الأحزاب وقفة نقدية أمام تجربتها الماضية وهذا لا أقوله في فترة علي صالح فقط ،لأن كل التاريخ اليمني انتكاساته بسبب ضيق الأفق السياسي لدى القوى السياسية .
يتهمكم الشباب كأحزاب سياسية بسرقة ثورتهم و وتسييس أهدافها ، ما قولك؟ أنا لا أتفق معهم في هذا المبرر وانه فيه سرقة للثورة ، لكن أتفق معهم في شيئ أن الشباب أخذوا الثورة كما هي في مصر ولم يستوعبوا الواقع اليمني وأنا كنت مع هؤلاء الشباب من أول يوم نزلوا فيه الساحة ، ومش لأني أمين عام ، وإنما كنت أقول لهم واحد من الثوار ، لأني كنت أشعر بحجم ما يحدث ولأنه علي صالح لن يتردد في أن يصفي الثورة تماماً وأذكر لما كنا في تاريخ 11/3في أول هجوم رسمي على الساحة واقتحمت المدرعات والمصفحات الخيام فقلنا لهم لاحظوا هذا النظام الذي تواجهون والذي يمثل مؤسسة عسكرية وفي مصر وتونس أخذ الجيش موقف محايد لكن في اليمن واجهتنا نفس المشكلة التي يخاف منها حتى الآن الرئيس عبد ربه منصور ، وما لم تفكفك القوات المسلحة وتسلم الجبال المحيطة بصنعاء ، والشباب لم يدركوا هذا الجانب وممكن أقول لك أن معظم الشباب منهم الذي نزلوا للساحات في البداية هم شباب التنظيم والمستقلين وشباب الحزب الاشتراكي للوضوح أقول هذا . كان للمشترك برنامج أخر وهو الهبات الشعبية ومشروع ووثيقة الإنقاذ الوطني لكن الخروج كان لقواعد الأحزاب وخاصة الشباب ولأنها أكثر تضرراً وبالنسبة للتنظيم من 78 وهم مقصيين وكذلك الاشتراكي نفس القضية مع المستقلين الذين ما لهمش أي ولاء لا حزبي ولا متنفذ ولا وساطة ، كان خروج لهم وما يقولون من سرقة هي ليست سرقة ، لكن كان من المفترض أن يكون هناك تفهم . الآن فيه مخاوف كثيرة على الثورة ، دخلها حتى الانتهازيين قد بدأوا يتسلقوا على الثورة وهذه المشكلة التي لم يفهمها شبابنا . من تقصد بالانتهازيين؟ والله أصوات كثيرة وأنا لا أعتقد أن واحد وقع لبقاء علي صالح إلى 2014 سيكون ثائر وواحد يظل في مكان ما ويقول أنه ثوري ، ولأن الثورية هي سلوك ، فالكثير من لم يدخلوا الساحات ،وأقول على سبيل المثال الأكاديميين الذين ينضرون للثورة ولكن مع احترامي نصف الأكاديميين كانوا بعيدين عن الساحات بل أنهم كانوا يمروا و الشباب يضربوا في أبواب الجامعات و لا ينضرون لهم باستثناء مجموعة قله وفي مقدمتهم الدكتور محمد الظاهري والذي لا أنكر أنه مميز عن أكاديميينا ومن ينضرون داخل الجامعات . يشكو شباب التنظيم الوحدوي من تهميش دورهم ويتهمون قيادات الحزب بالدكتاتورية ، فهل أنت معهم في ذلك ؟ أنا أقول أن هذا الكلام فيه مبالغة لأنا كنا نعرف ونتابع قضاياهم ولم نمنعهم كبقية الأحزاب من الخروج للشارع وممارسة أي دور ، ولم نكن في يوم عقبة أمام أي طموح يريدون أن يحققوه ، لكن الشباب بعد ثورة تونس بدأ النظر إليهم بمنظار أخر ، وكان دفع للسلطة عندما قالت تريد تكوين أحزاب شبابية وحتى مش السلطة للعلم كذلك الإتحاد الأوربي مع احترامي يقول كونوا أحزاب شبابية عمره ما كانت الأحزاب على أساس الفئات العمرية ، ففيها الكهول والشباب وهذا كان جزء من محاولات تقسيم الساحة وضرب الوحدة الموجودة داخل الساحة . ومن حقهم أن يقولوا هذا الكلام لكن يجب أن يكون له أسسه، لأنه الواقع نفسه وأنا لم أمنع هم من ممارسة حقه ولم أفرض عليه وهناك تجديد وانتخابات داخل الحزب ، ويظل هذا رأيهم ومقبول ولا نعترض عليه ، ولكن أريدهم أن يفهموا الواقع ونحن يهمنا سلامة الثورة فقط ، وسلامة التضحيات التي قدمت من أجل هذه الثورة . برروا أتهامكم بعدم وجود آلية للتشاور معهم و إشراكهم في اتخاذ القرارات وأخذ مقترحاتهم ولوا بالطرق الأسهل عبر صفحات التواصل الاجتماعي وتقنية تبادل المعلومات الحديثة ؟ فهل لديكم عقده من إشراك الشباب والاستماع إليهم ؟ أولاً الفس بوك والتواصل الاجتماعي ليس أداة لأخذ الآراء ، وهو مفتوح لكل من لدية رأي ، لكن هناك آليات موجودة ومؤسسات لأخذ الآراء ، ونحن لدينا مكونات داخل الساحة وهذه المكونات لديها قيادات منتخبه منها ولم نتدخل في انتخابها ، ولذلك التفاهم مع هذه القيادة وحين يريد كل واحد أن يصبح زعيم فهذه مشكلة . وفيه معهم داخل الساحة حركات ثم ائتلافات ثم مجلس تنسيقي والحوار يحدث في اجتماعات وهم يمارسون اجتماعاتهم حتى هنا في مقر التنظيم ، ويطرحوا أرائهم ولم نقف أمامهم عندما أعلنوا رفضهم للمبادرة ولم نقول لهم لا وقلنا لهم الحق ومعهم ملاحظات ونحن نستجيب لها .
هل أنتم كقيادة في التنظيم الوحدوي الناصري مستعدين للرحيل في حال طالبتكم قواعد و شباب التنظيم ؟ مستعدين . ما الآلية التي اتخذتموها لذلك ؟ لدينا مؤتمرات تقام . في ظل الربيع ألا يوجد استثناء ؟ لن يكون أي استثناء لأنه معي آلية ونظام داخلي يحكمنا ونقيم من القاعدة إلى القمة في دورة انتخابية كاملة ، ونريدهم أن يأتوا ليمارسوا حقهم داخل هذه المؤتمرات وينتخبوا ويطرحوا ارائهم ولا نمارس عليهم أي حاجة ، لكن بشكل (جمعلي) لا تخدم العملية الديمقراطية ونحن خرجنا على النظام مدركين ان خروجنا بسبب استبداده ،وكذلك الشباب يخرجوا علينا إذا ما رأوا هذا الاستبداد ، لكن لا يمكن أن يكون خروج عن آلية تنظم هذا العمل . في مقابلة أجريت معك دعوت الأحزاب السياسية لمراجعة إدلوجيتها وفتح المجال للشباب ليقودوا العملية السياسية هل هناك آلية عملية للدعوة التي أطلقتها ؟ لا أن دعوتي بشكل واضح أن على الأحزاب أن تقف أمام مسيرتها وتنتقدها وكما قلت لك هناك أخطاء في السابق وأنا لا أنظر لمصلحتي كحزب بعيد عن المصلحة الوطنية أولاً ، ولذالك أقول أن تمديد عمر علي صالح بسبب الخلافات السياسية والنكبات منذ 64خلاف القوميين والحركيين والذي استغلته القوى الرجعية إلى 67 و5 نوفمبر نفس القضية واستبعاد القوى إلى التآمر على تجربة الشهيد إبراهيم الحمدي والذي هو مؤسس الدولة المدنية وكانت قوى اليسار تعقد مؤتمرها وشكلت الجبهة الوطنية في76 وما معنا 76 وهو يدعوهم للمشاركة في الحكم . الصراع الذي في الجنوب بين جناح عبد الفتاح وجناح سالم ربيعي هو الذي جنئ علينا حيث كان الإتحاد السوفيتي جزء من المنظومة التي تآمرت على تصفية الشهد إبراهيم الحمدي . واتفاقية الكويت إنقاذ لعلي صالح ، وكل هذه أزمات ، وتشكيل الجبهة الإسلامية في عام 80 وكل هذه الأحداث توجب علينا أن نقف في كل الأحزاب أمام هذه النكبات ، ونضع حتى التاريخ فالتاريخ اليمني غير موجود من بعد الثورة ،ولهذا يمكن أن تكون مطالبتنا بالعدالة الانتقالية أن تكون من عام 62 الآن المسألة فيها توصلنا إلى تاريخ يمن صحيح ، حيث ستعترف الناس بأخطائهم ونستفيد وتستفيد منها الأجيال في كتابة التاريخ وفي عدم تكرار مثل هذه النكبات وهذا أول ما يجب أن نقف أمامها . الأيدلوجيات اعتقد أنها متغيره وليست كتاب ثابت وهي اجتهادات بشرية وكل حزب في مؤتمراته يجب أن يقف أمام هذه إلادلوجيات بما يحقق طموح الشعب والوطن وطموحات الأمة وشبابها .
هل تعتقد أن التنظيم الوحدوي الناصري وبالإطار والهيكلية التنظيمية الحالية يواكب ربيع الثورات ويتناسب مع ديناميكية التغيير التي ينتهجها الشباب؟ أم تحتاجون لمراجعة أيدلوجيتكم ؟خصوصاً مع شكوى شباب التنظيم من عدم وجود آلية متسارعة لحشد الجماهير حول التنظيم ؟
والله قد يكون معهم حق خصوصا بعد الوحدة لأن التنظيم لم يطرح ما لديه من تجربة ، لكن مع العلم أن التنظيم محارب من 78 بشكل واضح وإن كان محارب من قبل هذا التاريخ من القوى الرجعية وغيرها وأقول لك أن النظام بكل مكوناته كان يقف ضد التنظيم لأن علي صالح كان يرى التنظيم حاول تصفيته ، مع أني أقولها كان من السهل أن نصفي علي صالح لشخصه لأننا كنا حوله في القوات المسلحة في تلك المرحلة ، لكننا أعدنا للحركة من قبل طلوع علي صالح من ديسمبر 77 يعني تقريباً وعاده الغشمي لأننا كنا نشعر بان ما تم في 11 أكتوبر ليس استهداف لشخصين وإنما انقلاب على المشروع المدني كامل وفي هذه الفترة تم تصفية المشروع من التعاونيات إلى التصحيح وأعيد الفساد وبدل أن كان مالي وأداري تحول إلى فساد أخلاقي وتم تصفية الجيش من كل مكوناته الوطنية وكانت فكرتنا هذه مش فكرة الشخص لك هو ومن حوله أوصلوا وجعلوا العداء مستمر وبسبب الملاحقات جعلت الكثير من أعضاءنا فضلوا أن لا يمارسوا أي نشاط تنظيمي حماية لأنفسهم من الفصل من الوظائف ومن مارس النشاط هم المنتحرين فقط . وأقول قد يكون هناك تقصير في جانب واحد وهو التجربة واعتقد أنهم يستفيدوا من علي عبد المعني ترك القيادة وذهب يطارد الملكيين للحفاظ على الثورة ونفس ذلك إبراهيم الحمدي أراد أن يثبت التجربة ولم يحمي نفسه وكان يردد شعاره أني ملك للشعب هذا وإذا لم يكن الشعب قادر على حمايتي ، وطالما ردد ولست أبالي حين أقتل مسلماً ..على أي جنباً كان في الله مصرعي .
الشعب اليمن وبالأخص الفئات العمالية والعاملة يتساءلون ، أين تنظيم إبراهيم الحمدي الذي كان يهتم بقضايا المجتمع ومعانات الشعب ؟ لا أعتقد ذلك ويمكنك أن تتابع البيانات والمواقف وقلت لك معظم الشباب النشيطين على التواصل الاجتماعي لا يعرفون تاريخ التنظيم وبالأخص الشباب الجديد والذين يرفعون صور الشهيد إبراهيم الحمدي ولكن من يعرف عن تاريخ التنظيم فاعتقد أنهم قله . ولوتلاحظ أن التنظيم يقوم على تحالف قوى الشعب العاملة (طلاب عمال مزارعين تجار جنود مع الإشارة أن القانون يمنع التنظيمات السياسية بين العسكريين لذلك أوقفنا كل العسكريين حقنا بعد الوحدة مباشرة . وكذلك بياناتنا ومواقفنا واضحة وذلك انطلاقا من رويتنا أن المجتمع لا يقوم بشريحة واحدة ونهضة أي مجتمع تقوم على كل شرائحه فاليمن لا يمكن أن تتخلص من مشاكلها بالنفط ، فانا اعتقادي أن الزراعة هي التي تبني اليمن وهذا في صلب مشروعنا ، ونحن اعترضنا على سياسة الخصخصة وربما كان الحزب الوحيد الذي اعترض على التعديلات الدستورية التي نصت على الحرية الاقتصادية ،وقلنا أن السوق المفتوح مشكلة في ظل عدم وجود راس مالية منتجة وكنا الوحيدين الذين اعترضنا وحضر شبابنا إلى مجلس النواب يعترضوا على السوق المفتوحة وأعتقد أن عبدالله احمد غانم المعين مستشار كان من أوائل من هاجم شبابنا وهو وزير الشؤون القانونية الذين حضروا أمام مجلس النواب .
هل رفضكم لقرارات الرئيس هادي أو اعتراضكم حركة تصحيح لمسار الوفاق الوطني ؟ لا ، ونحن لم نعترض على كثير من القرارات التي تمت في السابق وكان لنا منها وجهات نظر بعتبار انها تخص التنظيم ،لكن ملاحظاتنا وما قدمناه ليس فقط على قرارات الرئيس عبد ربه متصور ، لكن على التعامل مع القضية الوطنية بهذا الشكل والخفة . نحن نقول تشاور وطني والقرارات التي تصدر دون التشاور مع الآخرين وهي بقضية تتعلق بمؤتمر وطني وتتعلق بمستقبل اليمن ، ونحن لدينا ملاحظاتنا وقلنا أن هذه الآلية لا نريدها وأن لا تنحصر بين المؤتمر والمشترك ما دام هناك ثلاثة مكونات وهي شباب الساحات والحراك الجنوبي والحوثيين ، والمنظمات والمرأة وكل هذه المكونات علينا أن نأخذ رأي وأن نتشاور في مثل هذه القرارات ، لا يصدرها الرئيس عبد ربه كأوامر مع احترامي لأنه من حقه في الجانب العسكري كرئيس لجنة عسكرية ، ولرئيس الحكومة والحكومة لكن نريد أن تكرس سيادة القانون وأسس بنا الدولة المدنية الحديثة من الآن ، ولا نريد أن يدفع عبد ربه منصور بالمشورة أو ما يخالف هذا الجانب . ونحن ننصح الرئيس عبد ربه أن يتشاور مع الناس ونحن أكثر الناس قرباً لعبد ربه ونعرف تاريخ عبد ربه ، ونعرف أنه يريد أن يخرج باليمن من الوضع الراهن ويدخل التاريخ من بابه ، ولا نريده أن يدخل من خارج التاريخ كما كان علي عبدالله صالح ، ولو لاحظت الصحف التي تناولته أنه ما حصلناش مصلحة أقول لو كنا نريد مصلحة كان عمل هذا الموقف في الوزارات والتعيينات التي تتم الآن لكن ليس هذا ، فاعتراضنا في شأن وطني ورسالتنا ليس لعبد ربه فقط فهي كذلك للأخوة في مكونات المشترك وغير المشترك ولا نريد أن تظل القوى بعيدة فالكل يجب أن يشارك في الحوار وأن يضغط في الإعداد لهذا التحضير للحوار ونطلب كذلك من المؤتمر الشعبي وهو لم يعد حزب حاكم نريد من كل القوى الحريصة على التجربة السياسية والحزبية وحريصة على اليمن أن يكون موقفها مصلحة اليمن فقط وكيفية نخرج اليمن ،فإقليمياً علينا دائرة ودولياً كل واحد يبحث عن مصالحه ، فأين نحن من مصالحنا كيمنيين . لكن في بيانكم لم تشيروا إلى ذلك واعتبرتموه انتقاص للتنظيم وجهوده؟ هي نقطة فنحن قلنا تجاوزنا المصلحة الخاصة لكننا الآن نطلب مصلحة عامة ونحن ذكرنا التنظيم لآنه لا يحق لنا التكلم بدل الآخرين ، لكن نحن في الأول قلنا أن التنظيم تجاوز عن الأشياء الخاصة والتي تخص التنظيم أم هذا فهو يخص الوطن ومصلحة المواطنين ولوا ذكرتها بالحرف فيجب أن اذكر الكل ، و كل واحد يأخذ موقف ، ولذلك ذكرتها بالعمومية لأنها قضية وطنية والتنظيم جزء منها .
تميز الحزب بالعمل الصامت والحرص على إبعاد وسائل اللإعلام عن الخلافات مع القوى الأخرى ، ما الذي تغير اليوم؟ الأعلام اليوم في اليمن تغير فكل صحيفة تريد أن تجمد موقف التنظيم لصالحها فمثلاً بعضها قالت أنه ضد عبد ربه منصور ورفضاً لقراراته ومن حقي الاعتراض و نحن في البيان ذكرنا أننا مع جهود الرئيس ونعرف ما يعانيه وما يواجهه فمش معقول قرارات في مجال عسكري يعلن التمرد عليها ،لكن نحن في هذه المرحلة أردنا أن نوصلها وهو صدور البيان لا أقل ولا أكثر . تناقلت وسائل الإعلام وبالأخص المحسوبة على النظام السابق ،ان رفضكم لقرارات الرئيس الأخيرة هي بداية لتفكك التكتل المشترك الذي صمد في وجه الأزمات وحافظ على وحدة أحزابه ،فهل هذا صحيح ؟ وما تقييمك لتجربة المشترك ؟ نحن حريصين على اللقاء المشترك والآن لم يعد هناك خوف على اللقاء المشترك لأن الجزء الذي كان يلعب لم يعد موجود واعتقد أن اللقاء المشترك لن يستمر أطول من عشر سنوات أو دورتين ولكن هو الآن سيستمر حتى يستقر الوضع ويستوي الملعب السياسي ثم كل حزب يأخذ طريقة لكن للآن نحن حريصين على اللقاء المشترك . وأقول لك أن المشترك كان الأساس في هذه الثورة بالنسبة لليمن وانتخابات 2006 هي التي كسرت حاجز الخوف في الشارع من خلال المهرجانات التي كانت بتلك القوة ومواقف المشترك المتلاحقة مثل موقفة من أحداث صعده وكان الموقف الرافض وكان علي صالح يحاول أن يخرج الإصلاح ولم يتمكن . والمشترك كان ركب قوي وهو الذي زحزح أركان النظام الأسري ولم يأتي كل حزب للمشترك إلا بعد تجربة منفردة . والهم لا يمكن أن يزحزح المشترك وليست فكفكت المشترك سهلة ، سيستمر المشترك وهذا باتفاق بين الأعضاء إلى أن نسوئ الملعب السياسي ويكمل رسالته ويحقق التحويل الديمقراطي الذي لم يتحقق بعد الوحدة وننتقل للعملية الديمقراطية الحقيقية .
مؤتمر الحوار ما هي تحضيراتكم له وهل لديكم رؤية واحدة أم في إطار رؤية المشترك ؟ لدينا رؤية بالنسبة للحزب حول كل الجوانب واعتقد قد فيه رؤية ثابتة قدمنها مع المشترك وهي رؤية الإنقاذ الوطني وشاركنا فيها وكنا من أول من قدم برامج للإصلاح في 2004 في المؤتمر العاشر والتي تبناها المشترك ونفضل الآن أن تكون رؤيتنا مع المشترك والآخرين لأن القضية الوطنية لا تخص طرف واحد ،ومعنا قضيتين والتي ستكون ذات أهمية وهي القضية الجنوبية وصعده والتي سببها هذا النظام والفساد وغياب حقوق المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية وعلى الجميع أن يفهموا أن واقعنا اليوم ليس مثل واقعنا أمس وعلينا أن لا نكرر علي صالح أخر . ما موقع شباب التنظيم من رويتكم للحور الوطني ؟ خصوصاً بعد تمايز التنظيمات السياسية كقطاعات شبابية متواجدة بالساحة ؟ أشتي أطرح لك نقطه ، الشباب يمكن أنهم ما قالوها للتنظيم وهذه أنا أعاتبهم عليها ، ونحن ربما التنظيم الوحيد عندما جاء التمثيل المجلس الوطني حصة التنظيم كلها للشباب ، وقلنا لهم انتخبوا ناس منكم وفعلاً انتخبوا ناس منهم وحتى نحن الموجودين بالساحة لم نحضر انتخاباتهم ولو تلاحظ بعض الأحزاب عينت قيادات منها ونحن لا وعليهم أن يدركون هذا ولهم حق المشاركة ثانينا ما يرفع من الساحات نحن نناقشه ونستوعب الكثير مما يطرحوه من ملاحظات فيما نقدمه في البرامج . هل هذا يعني أن في رؤيتكم وجهات نظر الشريحة الشابة ؟ نعم فمن هو المستقبل غيرهم وهذا مستقبلهم ونحن ماشيين .
تتميزون بعلاقة طيبة مع الإسلاميين وهذا يتناقض مع اعتباركم حزب يساري ؟أليس لديكم مخاوف من سيطرة وتفرد الإسلاميين على السلطة ؟ أولاً هناك مشكلة أن الناس يحصروها على الإسلام وتيارات أسلامية رغم أنها تيارات سياسية ورغم أننا في برامجنا ونظامنا نحن مسلمين ونأخذ بالرؤية ويمكن أن نأخذ بالجانب المتطور بالإسلام ونظرته . ثانينا نحن لا نتخوف من الإسلاميين لكننا نطلب من أن لا تكون متطرف أو تعصب أو التشدد ، ونرفض الصراع المذهبي ونريد سماحة الإسلام بما نزل عليه ولا نريد التخندق الموجود ولا نريد ثقافة الإقصاء . ولو لاحظنا الثورة في ليبيا ما الذي دار حتى الآن لا زال الصراع موجود برغم انتصار الثورة وهذا الذي كنا نتخوف منه والذي أقول لك إننا نتميز في اليمن بثورتنا ولدينا أفضلية رغم أننا ننظر إليها كتسوية سياسية ما عادها ثورة لكننا قي صلب الموضوع أن تتحقق جميع الأهداف وطالما تتحقق جميع الأهداف بأي وسيله ، الوصول والانتصار للأهداف وللقيم - بدماء قليله بدماء كثيرة هنا الفارق ، ويجب علينا أن ننزع ثقافة الإقصاء وان تكون هناك شراكة في هذا الوطن وأن نعزز حقوق المواطنة المتساوية.
فيما يتعلق بمشاركة المعارضة الجنوبية والحراك والحوثيين في الحوار الوطني وبحكم العلاقة الطيبة معهم هل تقومون بجهود في هذا الخصوص؟ لدينا جهود مع جميع الأطراف مع الحوثيين بحكم علاقتنا الجيدة معهم وأعتقد تصريحاتهم الأخيرة بالمشاركة ومع الحراك جزء من نشاطنا ضمن نشاط المشترك واللجنة التحضيرية واعتقد أن عودة محمد علي احمد فرصة من أجل يوحد لأن مشكلة الحراك متداخلة وحين يتوحدوا في أطار قيادة واحدة وأن تكون مشاركتهم في هذا الحوار فاعلة وأن نحافظ على هدف سامي وهو قضية الوحدة اليمنية ولن تكون قوة اليمن إلا بوحدته والدولة المدنية الحديثة الديمقراطية التي تحتكم بالشراكة الوطنية وحقوق الموطنة المتساوية . أستاذي إلى أين يتجه اليمن؟
في الحقيقة حتى لآن لازالت المخاوف موجودة واليمن يحكمه أبناءه إذا ما ارتفعوا عن أرائهم الضيقة وأدركوا للمخاطر التي تحيط بهم ،و أقول المبادرة الخليجية ليست حباً في اليمنيين ، هي وفاءً للنظام السابق ولمصالح هذه الدول فعلينا أن نكون مدركين لهذا ، وكل الأطراف الشباب و الحراك والحوثيين والمشترك والمؤتمر بقياداته الوطنية وليس الحزب الحاكم فنحن مسئولين عن وصول اليمن إلى بر الأمان أو تشظيه وحتى هذه اللحظة لا زالت المخاطر موجودة وعلى الناس أن يرتفعوا عن مصالحهم الضيقة والخاصة ، وأن يستقروا التاريخ وأين كانت نكباتنا ونستفيد منها فضمان الوصول لليمن المنشود الموحد المتقدم الديمقراطي الذي يجمع كل أبناءه ، تكمن في استيعاب الجميع لهذه المخاطر وجعل مصالح الوطن فوق المصالح الخاصة . رسالتك لرئيس الوفاق وحكومة الوفاق ؟ رسالتي لرئيس الوفاق هو كان جزءً من منظومة 13 يوليو ويعرف ما الذي صنع من هذه الفترة القصيرة وحقق لها التقدم ، فعليه أن يسلك نفسها وأن يكرس هذه الأسس وهو ليس بعيد عنها ومن من شاركوا فيها وكان مستشاراً سياسياً ،فعليه أن يستفيد من إيجابيات ومحاسن تلك المرحلة لإخراج اليمن من ما نحن فيه . أما حكومة الوفاق فعلى وزرائها أن يعرفوا أنهم ملكاً للشعب وليس لأحزابهم ، وعليهم أن يعلوا من مصلحة الشعب والوطن في هذه المرحلة وعليهم أن يعرفوا أن هذه المرحلة مرحلة تأسيس ومرحلة فاصلة بين الماضي والمستقبل ، فعليهم أن يحسنوا استخدام وظائفهم في ترسيخ أسس بنا الدولة المدنية . رسالتك للشباب ؟ عليهم أن يوحدوا صفوفهم في الساحات وأن يستوعبوا مسئولياتهم لأنهم سيصنعون مستقبلهم ، وليس مستقبل الموجودين حالياً ، فإذا ما تعاملوا برؤى وطنية وماذا يريد منهم المستقبل وتخلصوا من ما يشوب تفريق صفوفهم لأنهم هم المستقبل وعليهم أن يدخلوه متوحدين وأن يبدأون بصفحة بيضاء موحدة تحكمهم أسس بناء الدولة المدني