أيام ويكون اليمن واليمنيون على موعد مع مرحلة مفصلية ليس فقط في التسوية السياسية والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولكن ايضاً مع انتقاله نوعية تتجاوز بهم عقوداً من الماضي بكل تراكمات حروبه وصراعاته.. أخطائه واخفاقاته.. مفاسده ومظالمه، التي معاناتها شملت كل اليمنيين، في الجنوب والشمال، في الساحل والسهل والجبل، وبصور واشكال متعددة ومتنوعة لا فرق بين منطقة أو محافظة وأخرى، الا في درجة الوعي والاحساس بوطأة هذه المعاناة التي ولد من رحمها قضايا بات مدركاً ومستوعباً طبيعة تعقيدات اشكالياتها المتشابكة الى حد ان تفكيكها يحتاج الى ارادة صادقة ومخلصة من كل اليمنيين وفي صدارتهم القوى السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية وفي طليعة كل هؤلاء الاعلاميون في مختلف الوسائل، المقروءة والمسموعة والمرئية، الرسمية والحزبية والأهلية جميعهم دورهم محوري في عدم تفويت الفرصة الاخيرة امامنا، ونعني مؤتمر الحوار الوطني، الذي فيه سيحدد ابناء اليمن خيار ان يكونوا أو لايكونوا، ان يكون لهم وطن يتسع للجميع، أو يضيق بمشاريعهم الصغيرة، فينفجر تحت ضغط اجندة تلك المشاريع الداخلية والخارجية، ليتشظى ويعم الخراب والدمار والفوضى الناتجة عن صراعات عبثية عدمية لا مصلحة لأحد فيها بمن في ذلك اولئك الذين يتوهمون ان الحوار سيكون على حساب ما يسعون اليه مدفوعين بضغائن احقادهم ومصالحهم التي كانت ومازالت، ويريدونها ان تستمر في المستقبل على حساب وحدة وأمن واستقرار ونهوض وبناء يمن جديد يسوده النظام والقانون والمواطنة المتساوية في ظل نظام سياسي يؤدي الى قيام دولة مدنية ديمقراطية مؤسسية قوية قادرة وعادلة. ان مايفصلنا عن انطلاق مؤتمر الحوار الوطني 72 ساعة، ويفترض ان يكون المشاركون فيه قد تخلوا عن كل الرهانات عدا رهان إنجاحه، لأنه رهان الشعب المدعوم من الاشقاء والاصدقاء والعالم كله، وقل ان تجتمع الارادة الوطنيةمع ارادة المجتمع الدولي الواعي لاهمية ان يكون هذا البلد مستقراً وآمناً ومزدهراً للوضع الاقليمي والمصالح الدولية، وبالتالي فان على من يضعون العراقيل وزرع المعيقات امام مؤتمر الحوار من خلال الاعمال والانشطة التخريبية والارهاب والسعي لاشاعة الفوضى ان يفهموا قبل فوات الأوان ان مثل هذا السلوك سوف يحاسبون عليه طال الأمد أو قصر..ولن ينجوا بافعالهم الاجرامية المشينة من عقاب الله والشعب اليمني والتاريخ. في سياق هذا كله،ينبغي على من مازالوا منقادين لأهوائهم ورغباتهم ومتشبثين بأوهامهم أن يدركواانهم مخطئون بضيق أفقهم هذا وعليكم ان تستوعبوا الواقع الموضوعي في مساراته نحو التغيير الذي هو سنة الله في خلقه وجسدته قوانين التاريخ في مسيرةالانسان وعليهم ان يقتنعوا بحقيقةأن الشعب قدقال كلمته: كفى صراعات.. كفى حروباً.. كفى متاجرة بدماء اليمنيين وكرامتهم المهدرة فالاستمرار في مثل هذه الممارسات حماقة سوف ترتد عليهم المسؤولون عن الوضع الكارثي الذي أوصلوا اليمن اليه، ومن ثم فان مسؤوليتهم أكبر.. إجمالاً نقول لكافة المشاركين في مؤتمر الحوار ان يدخلوا بعقول منفتحة وقلوب صافية وصدور واسعة متمثلين حقيقة ان الأوطان لاتضيق بأهلها ولكن صدور الرجال هي التي تضيق، وهذا مالا ينبغي ان يكون حتى تتمكنوا من صنع تاريخ جديد ليمن جديد. مرة أخرى.. الفرصة امامكم فلاتضيعوها من أجلنا جيل الحاضر والأجيال القادمة.