الاغتيالات لعبة قذرة تزداد عندما يفشل الدمويون في تنفيذ مشاريعهم ومؤامراتهم على رأس الوطن , هناك موجات من الاغتيالات نفذت في اليمن في المراحل المفصلية وكان غالباً ما ينجح القتلة في إزاحة المشروع الوطني عن طريق اغتيال الشخصية أو الشخصيات المحورية التي كانت تحمل المشروع الوطني، كما جرى لكثير من القيادات السياسية والحزبية والتي بدأت باغتيال أبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري وتلتها مجموعة اغتيالات وإعدامات كان أبرزها اغتيال الشهيد (إبراهيم الحمدي) والاغتيالات التي طالت كثيراً من قيادات الحزب الاشتراكي بعد الوحدة وعلى رأسهم ماجد مرشد. ثقافة الاغتيالات تأتي عبر قناعة لدى الانقلابيين أن مشروعهم الخاص سينجح بالتصفية الجسدية لقيادات مناهضة وحاملة للمشروع الوطني وسط غياب الفعل الشعبي وانعدام التفاهمات السياسية بين القوى الوطنية، الأمر الذي ينهي المشروع بتصفية تلك القيادات. الفعل الشعبي وتبني الجماهير للمشروع الوطني يقلل من جدوى اغتيالات القادة بسبب تبني الجماهير ونضوج القوى السياسية كقوى وبرامج لتحقيق المشروع الوطني بغض النظر عن حضور أو غياب الأشخاص القياديين والمؤسسين، كما حصل مع الشهيد جار الله عمر الذي استطاعت أحزاب المشترك أن تمضي بمشروعه وتحوله الى مشروع شعبي ثم ثورة جماهيرية كانت حينها نوعاً من الخيال وأحلام اليقظة وأصبح اغتياله عامل تحفيز للثورة وخسارة للقتلة وهو ما يفسر تراجع عمليات الاغتيالات، حيث تقل جدواها في ظل الحراك الجماهيري واليقظة الشعبية. قبل يومين نجا محافظ عدن (وحيد رشيد) من عملية اغتيال .. (وحيد رشيد) تحول الى شخصية مهمة وأظهر أنه رجل دولة ويمتلك من الشجاعة والخبرة والسمعة الطيبة ما يكفي ليؤهله لقيادة مشروع الثورة والتغيير في مدينة عدن التي هي قلب اليمن وفؤادها. لقد فجع أصحاب المشاريع الصغيرة بوجود شخص مثل وحيد رشيد في قيادة مدينة التحولات والذي مارس عمله كوكيل منذ التسعينيات ونجح كإداري قدير وشخص حافظ على نزاهته و سمعته وسط مستنقع من الفساد. وعندما عين محافظاً في هذه الظروف الصعبة استطاع أن يحافظ على أمن واستقرار المدينة رغم اشتداد الهجمة لتحويل عدن إلى مدينة أشباح بغية ضرب المشروع الوطني الثوري الذي يسعى لبناء دولة المساواة والنظام مع الحفاظ على حلم اليمنيين في الوحدة. إن استهداف (رشيد) اليوم الذي مورس ضده حملة تحريض شنيعة هواستهداف لهذا المشروع اليمني الكبير المكلل بإنجاز الوحدة كثمرة لنضالات أبناء الجنوب قبل الشمال وهي نفس الاهداف ودوافع الاستهداف لمشروع الدولة اليمنية القوية والواحدة الذي أدى لاغتيال الشهيد سالم قطن رحمه الله .