سحبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا موظفي سفارتيهما في اليمن، وحثتا مواطنيهما على مغادرة الأراضي اليمنية بالتزامن مع تصاعد المخاوف من التهديدات الأمنية. وانتقدت الحكومة اليمنية هذه الخطوة قائلة إنها في مصلحة المتطرفين. وجاءت هذه الخطوة بعد الإغلاق المفاجئ لعشرين سفارة وقنصلية أمريكية الأحد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جورج ليتل، إن القوات الجوية الأمريكية نقلت موظفين في السفارة الأمريكية في اليمن، خارج العاصمة صنعاء، بطلب من وزارة الخارجية، في إطار تقليص عدد الموظفين في حالات الطوارئ". ولم يوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع من هم الموظفون الذين ترحيلهم، وإلى أين نقلوا. وتحتفظ الولاياتالمتحدة بقوات عسكرية في اليمن لدعم وزارة الخارجية في حماية مقارها، ولمراقبة الوضع الأمني هناك. من ناحيتها، سحبت الخارجية البريطانية موظفيها من السفارة البريطانية في اليمن بسبب ما وصفته بالقلق الأمني المتصاعد. وقالت الوزارة إن الموظفين "سحبوا مؤقتا إلى المملكة المتحدة". وكانت الخارجية قد أعلنت إغلاق السفارة لحين انتهاء عيد الفطر الذي من المرجح أن يبدأ الخميس. انتقدت الحكومة اليمنية سحب الولاياتالمتحدة وبريطانيا موظفيهما الدبلوماسيين من اليمن.، وقالت السفارة اليمنية في واشنطن إن هذه الخطوة" تخدم مصالح المتطرفين وتقوض التعاون الاستثنائي" بين اليمن والمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب. وقالت السفارة في بيان رسمي إنها تقدر قلق الحكومات الأجنبية على مواطنيها. غير أنه أكد الحكومة اليمنية تتخذ كل الاحتياطات لضما أمن البعثات الدبلوماسية في العاصمة اليمنية. وافادت مصادر في القوات الجوية اليمنية لبي بي سي بسقوط طائرة مروحية مقاتلة في محافظة مأرب شمال شرقي البلاد. وقالت المصادر إن الطائرة "سقطت بعد تعرضها لإطلاق نار من مسلحين". ويقول عبد الله غراب، مراسل بي بي سي في اليمن، بأن هناك اعتقاد بأن مسلحين من تنظيم القاعدة أو مخربين يهاجمون أبراج الكهرباء وراء اسقاط الطائرة. ونشرت اللجنة الأمنية العليا في اليمن قائمة بأسماء خمسة وعشرين شخصا وصفتهم بأنهم من أخطر عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، وقالت إنهم ضالعون في تنفيذ هجمات استهدفت منشآت عسكرية وقوات الجيش اليمني ومصالح وسفارات أجنبية خلال السنوات الماضية. ورصدت اللجنة الأمنية مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن أماكن تواجد أي شخص ممن وردت أسماؤهم في القائمة المعلنة وذكرت في بيان لها أن هؤلاء يخططون لتنفيذ هجمات وعمليات انتحارية في العاصمة صنعاء. تعزيزات أمنية يتزامن ذلك مع تعزيزات أمنية غير مسبوقة تنفذها منذ أيام وزارة الداخلية اليمنية في محيط السفارات الأجنبية والمنشآت العسكرية والقصر الرئاسي بالعاصمة صنعاء، استجابة للتحذيرات التي أطلقت بشأن هجمات محتملة لتنظيم القاعدة. وقال شهود عيان في العاصمة صنعاء إن طائرات أمريكية بدون طيار حلقت بشكل كثيف طوال ليل أمس الاثنين حتى صباح الثلاثاء، ربما لرصد أي تحركات لتنظيم القاعدة، فيما نفى مصدر في القوات الجوية اليمنية لبي بي سي تلك المعلومات وأكد أن طائرات حربية يمنية تحلق بكثافة لرصد تحركات خلايا مشتبه بانتمائها للقاعدة في منطقتي سعوان وذهبان بالعاصمة صنعاء. تسلل عناصر القاعدة وكان مصدر أمني لبي بي سي أن المخابرات اليمنية اكتشفت وصول العشرات من عناصر تنظيم القاعدة خلال الايام القليلة الماضية الى العاصمة صنعاء قادمين من محافظات مأرب وشبوه وحضرموت استعدادا لتنفيذ مخطط كبير للتنظيم وصفه المصدر بالخطير ويشمل تفجيرات وعمليات انتحارية تستهدف سفراء غربيين وسفارات أجنبية في صنعاء بالإضافة الى عمليات تستهدف مقارا للجيش اليمني. وكشف المصدر الأمني اليمني عن خطة استثنائية أعدتها وزارة الداخلية بالتنسيق مع أجهزة المخابرات اليمنية وقوات مكافحة الارهاب ذات التدريب العالي للتعامل مع التهديدات المحتملة لتنظيم القاعدة. وقال المصدر " تشمل تلك الخطة توجيه ضربة استباقية لبعض الخلايا المشتبه بعلاقتها مع تنظيم القاعدة بهدف إفشال أي مخطط هجومي للتنظيم". وكشف المصدر عن تنسيق مكثف وتبادل للمعلومات بشأن تهديدات القاعدة بين المخابرات اليمنية ومخابرات الولاياتالمتحدة ودول خليجية. يتزامن ذلك مع اعلان سفارات كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا في صنعاء تمديد اغلاق مقارها حتى العاشر من أغسطس آب الجاري تحسبا لهجمات ينفذها تنظيم القاعدة.