قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة إن أي تدخل في سوريا ينبغي أن يهدف إلى وضع نهاية لحكم الرئيس بشار الأسد، معتبرا أن الاكتفاء بعملية عسكرية محدودة ضد سوريا دون إسقاط نظامها لن يرضي أنقرة. وشدد في تصريحات للصحفيين أثناء احتفال بيوم النصر في العاصمة أنقرة إنه ينبغي القيام بتدخل كما حصل في كوسوفو "لأن أي عملية محدودة لن ترضينا"، مضيفا أن تدخلا ليوم أو يومين لن يكون كافيا "إذ يجب أن يكون الهدف إجبار النظام على ترك السلطة". وجاءت تصريحات أردوغان على خلفية إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يدرس توجيه ضربة محددة ومحدودة، ردا على الهجوم بالأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي في سوريا. واعتبر أردوغان أنه لا يمكن أن تكون ضربة خاطفة لمدة 24 ساعة كافية، مضيفا أن "ما يهم هو وقف إراقة الدماء، وإضعاف النظام إلى الدرجة التي يستسلم عندها". نتيجة إيجابية واستبعد رئيس الوزراء التركي تحقيق أي نتيجة إيجابية لأي تدخل عسكري دون الكشف عن إستراتيجية سياسية له. وقال إن الضربة إذا كانت تشبه مثال كوسوفو فإن النظام السوري لن يستطع الاستمرار، معلنا أنه سيجري مباحثات ثنائية مع كل من الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين أثناء قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في روسيا الأسبوع المقبل. وكانت تركيا قد قالت في وقت سابق إنها مستعدة للمشاركة في تحرك دولي ضد بشار الأسد حتى بدون قرار من الأممالمتحدة، واضعة قواتها المسلحة في حالة تأهب للتصدي لأي تهديدات تأتي من سوريا. ورأى أردوغان أن موقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري يشير إلى أن الضربة الغربية لسوريا قد تكون قبل قمة ال20 في السادس والسابع من سبتمبر/أيلول المقبل، متهما الأممالمتحدة والجامعة العربية بعدم القيام بما عليهما في ما يتعلق بالهجوم الكيمائي في سوريا. وكانت وكالة الأناضول التركية للأنباء قد نقلت عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله إن كل المعلومات المتوفرة تشير إلى أن المعارضة لا تمتلك مثل هذه الأسلحة المتطورة "ونعتقد أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول من دون شك عن الهجوم الكيميائي". وقال الوزير التركي في وقت سابق إن معلومات المخابرات التي جمعتها أنقرة لم تدع مجالا للشك في أن قوات الأسد مسؤولة عن هجوم الغاز السام الذي وقع قرب دمشق الأسبوع الماضي، مضيفا أن كل المعلومات المتوفرة تشير إلى أن المعارضة لا تمتلك مثل هذه الأسلحة المتطورة. وأضاف أن بعض الأطراف حاولت اتهام تركيا بالدعوة إلى حرب في سوريا "لكن تركيا منذ البداية كانت تدعو المجتمع الدولي لرد فعال"، مردفا "إن المسألة الأساسية بالنسبة إلينا هي الأمن العام التركي".