تحتضن سلطنة عمان خلال الاسبوع الاخير من شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم أشغال الاجتماع الدوري للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب، وذلك بمشاركة الاتحادات والجميعات والروابط الأدبية العربية قصد النظر والتشاور في عدد من القضايا والمسائل والمشاريع المتصلة بالحياة الأدبية العربية. ويعد هذا الاجتماع مهما، بالنظر لراهن الادب العربي من خلال واقع الأدباء والكتاب والحريات والنشر والتوزيع والترجمة والقضية الفلسطينية وغير ذلك من المضامين التي تعودتها الاجتماعات نصف السنوية. وقد كان الاجتماع الأخير بدولة الامارات العربية المتحدة. وتكون أعمال هذا الاجتماع بداية من 22 نوفمبر/تشرين الثاني، وفي ضيافة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء برئاسة الكاتب والمثقف الدكتور محمد العريمي، وستكون مدينة مسقط الجميلة مجالا للقاء والحوار والابداع العربي، فالبرنامج وكما جرت العادة سيتضمن حيزا من الاجتماعات للاتحادات المنضوية تحت خيمة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة الكاتب محمد سلماوي، والى جانب ذلك يكون الموعد مع ندوة وأمسية شعرية بالاضافة الى نشاط ثقافي للاطلاع على الحياة الثقافية والأدبية في عمان وبالخصوص نشاط الجمعية العريقة المعروفة بالجمعية العمانية للكتاب والادباء. هذه المناسبة العربية مجال للاطلاع على خصائص الحيات الأدبية العمانية من خلال دور الجمعية التي كانت عاملا مميزا لجمع شمل الأدباء والكتاب في عمان. ويتميز عمل الجمعية بتعدد الاتفاقيات المشتركة بينها وبين الاتحادات الأدبية بمصر وتونس والأردن واسبانيا وفرنسا التي ينتظر أن يكون رئيس جمعية أدبائها حاضرا في مسقط كضيف على الاجتماع الدوري للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. وقد تم مؤخرا توقيع اتفاقية تعاون ثقافي بين الجمعية العمانية للكتاب والأدباء واتحاد كتاب أسبانيا وأقيمت الأنشطة في عددٍ من المؤسسات المرموقة بأسبانيا ك "البيت العربي" و"جامعة غرناطة" وجامعة قرطبة واتحاد كتاب اسبانيا. ومن الفعاليات نذكر القراءات الشعرية والقصصية والمعارض التشكيلية والندوات، وذلك بمشاركة وفد عماني كبير من الكتاب والمثقفين والمفكرين، وتم الاتفاق على ترجمة الابداعات العمانية في الآداب الى اللغة الاسبانية، كما كانت الاتفاقية الموقعة بين الطرفين العماني والاسباني متناغمة مع طموحات وأحلام الادباء في البلدين. وقد افتَتِح غونزالو دي بنيتو وزير الدولة للشؤون الخارجية الإسباني فعاليات الأيام الثقافية العمانية بمدريد. وضمن التعاون والتبادل الثقافي والأدبي دائما كانت هناك اتفاقية موقعة، ومن خلالها مثَّلَ الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الدكتور محمد العريمي الى جانب رئيس جمعية الكتاب الفرنسيين الأديب جان شيفريييو نصت الإتفاقية على دعم التعاون الثقافي والإبداعي بين الطرفين والتعريف بثقافتي البلدين عبر واللقاءات المشتركة، وتبادل الانتاجات الأدبية المشتركة. هذا وتعمل الجمعية العمانية للأدباء والكتاب على تفعيل الحراك الادبي بالخليج ومد جسور التعاون والتواصل مع المثقفين العرب والأجانب وذلك ضمن ابراز الخصائص الثقافية والفنية والفكرية والأدبية لعمان فضلا عن الدور الريادي ضمن الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب، وتحسب للجمعية غزارة أنشطتها واصدارات أعضائها وحضورها الثقافي العربي والدولي البارز. هكذا اذن تتحول خلال أسابيع مدينة مسقط الى عاصمة للأدباء العرب في سياق من التعاون العربي في الثقافة والآداب والفكر وضمن البحث عن أركان جديدة ومتجددة لكي تزدهر حركة الكتابة والابداع والنشر والترجمة حتى تنهض هذه الامة وتتطور بها حركة الكتابة والترجمة والنشر في هذا العالم المعولم الذي لم يعد فيه مجال لغير التعاون والتواصل بين ألوان الثقافة والابداع بل الوحدة الثقافية بما ييسر في العالمين العربي والاسلامي ويعزز من آفاق المشاريع المشتركة وصولا الى الانتاج الفكري والابداعي الرائد.