نظّم منتدى الدكتور غالب القرشي مساء اليوم الأحد 29 ديسمبر 2013 حلقة نقاشية بعنوان "الوحدة ووثيقة حل القضية الجنوبية"، تحدث فيها كل من الاستاذ يحيى العرشي وزير الوحدة السابق، وعضو مجلس الشورى، والأستاذ سعيد شمسان رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح، والعميد عبد الله الناخبي عضو مؤتمر الحوار الوطني، والاستاذ محمد الصبري الامين العام المساعد للتنظيم الناصري، والاستاذ علي البخيتي الناطق باسم جماعة أنصار الله في مؤتمر الحوار. وقد أشاد الاستاذ يحيى العرشي - أول المتحدثين - بالإنجاز التاريخي الذي تحقق لليمن بإعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، وما تلاه من تعدد سياسي وحصفي حقيقي، مكن بصورة جميلة من احتضان المتغيرات بأسلوب ناجح. وأكد العرشي على حرص اليمنيين بما فيهم الأطراف السياسية على استمرار وحدة اليمن أرضاً وإنساناً، وعلى ضرورة حل الأزمات السياسية والمشاكل العالقة في إطار هذه الوحدة التي لن يفرط بها أحد، حدّ قوله. وشدّد العرشي على ضرورة استمرار اليمن مستقراً في إطار الروابط الاجتماعية التي يعبّر عنها الرابط الجغرافي، وعلى أن توفر الأقاليم الحدّ المناسب من ترابط الأرض والإنسان. وعبر العرشي عن قلقه من العبور إلى المستقبل في ظل الظالم والمظلوم وأضاف: "إن الهدف من الدولة المدنية التي تستظل بالنظام والقانون أن تعطي للعدالة والمساواة مكانتهما وأن تجنب البلاد استمرار مظالم الماضي". وختم حديثه بقوله: "لنكن جميعاً في حالة إيمان دائم بإمكانية تحقيق العدالة والخروج بالبلاد من مشاكلها المزمنة". الاستاذ سعيد شمسان، رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح أكد في مداخلته على حرص جميع الأطراف السياسية على الوحدة اليمنية "والحفاظ على البسمة التي ارتسمت على شفاه جميع اليمنيين بكل فئاتهم في يوم 22 مايو 90" واعتبر شمسان الوحدة قيمة سامية لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تكون سبب المظلومية، "ولا يمكن ليمنيّ أن يرفضها، وكنا نقول للناس أن يعرفوا غريمهم الحقيقي، وهو الذي مارس الأخطاء المتتالية في الجنوب باسم الوحدة". وقال شمسان: "لقد دعونا الجميع إلى الحفاظ على الوحدة وتحمّلنا مع شركائنا في اللقاء المشترك هذا الهم الوطني، الذي انعكس في رؤانا وبرامجنا، كما بدا واضحاً في رؤية الانقاذ التي ناقشناها في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار". وعدد شمسان ضمانات تجنب التقسيم وبقاء الأقاليم في إطار الوحدة التي احتوت عليها الوثيقة من أهمها قرارات مجلس الأمن رقم 2014، 2051، وبيان فبراير 2013، التي أكدت على وحدة اليمن وأمنه وسلامة أراضيه، وكذلك المبادرة الخليجية، بالإضافة إلى مرجعية رئيس الجمهورية. وقال شمسان: "قدمنا نحن في الاصلاح 4 أوراق كملاحظات على الوثيقة، والوثيقة في الحقيقة لا تعبر عن رغبة أي طرف، ومع ذلك قلنا لابد من التوافق للخروج بوثيقة تعبر عن الجميع". وأشار شمان إلى أن جميع الأطراف بدون استثناء كانت مع أقاليم متعددة قبل التوقيع، "وبإمكانكم الرجوع إلى الرؤى المكتوبة التي قدمتها الأطراف، وستجدون هذا الكلام". مضيفاً: "لا يستطيع أي طرف أن يزايد على الأخر بوحدويته، ولم ينطلق أي طرف في رؤاه أو موقفه من نظرة انفصالية". وفي مداخلة للناطق باسم انصار الله في مؤتمر الحوار الوطني الاستاذ علي البخيتي، أكد على أن الخيار الذي تبناه أنصار الله في رؤيتهم، هو الحكم المحلي كامل الصلاحيات، وفيما يخص القضية الجنوبية فإن أنصار الله مع ما يقرره أبناء الجنوب باعتبارهم الأقدر على امتلاك الحلول المناسبة، وقال: "مشكلة شكل الدولة أنها نقلت إلى القضية الجنوبية، ولا يوجد مشاكل داخل الجنوب حتى يقسّم إلى إقليمين، وكذلك لا يوجد مشاكل داخل الشمال حتى يقسّم إلى أقاليم". واعتبر البخيتي أن مخاطر 6 أقاليم أكثر من مخاطر الإقليمين "خصوصاً إذا بقيت مراكز الحكم والنفوذ الحالية، فسيسوء استخدام الأقاليم كما أُسيء استخدام الوحدة، ونحن ضد فرض إقليمي في الجنوب أو أقاليم في الشمال". وشدّد البخيتي على أهمية تمرير الوثيقة عبر فرق وهيئات مؤتمر الحوار الوطني، "ولا يمكن القبول بأي اتفاقات خارج إطار مؤتمر الحوار الوطني". أما العميد عبد الله الناخبي عضو مؤتمر الحوار الوطني فقد عبّر في مداخلته عن استياء شديد للتجاهل الذي يتعرض له أعضاء الحراك الجنوبي في حسم موضوع الجنوب "ولا نسمع عن القضية الجنوبية إلا من كما تسمعوا أنتم". واعتبر موقف الإصلاح من الوثيقة تحالف مع المؤتمر الشعبي العام وتنكُّر لشريكه الحزب الاشتراكي "اللي زعلنا أن ياسين سعيد نعمان الذي يقف مع الوحدة يقدم رؤيته بإقليمين ويقوم الإصلاح يتحالف مع المؤتمر". وأكد الناخبي أن الجنوبيون استطاعوا حلّ مشاكلهم الداخلية ولم يبق إلا مجموعتين، مجموعة علي سالم البيض التي تتبنى خيار فك الارتباط ومجموعة أخرى مع الوحدة ولكن بصيغة جديدة وعقد اجتماعي جديد. وقال الناخبي: "تعرضت الجنوب إلى تدمير ممنهج للدولة والجيش والأمن والخدمات حتى الرواتب، لكن نحن نعلم من الذي ظلمنا، ولا نحمّل الوحدة ما حدث للجنوب". واستغرب الناخبي من هدف التعاطي السلبي مع مطالب الجنوب، في إطار حل القضية الجنوبية، "نحن نقول حلوا مشاكل الجنوب، وهناك من يعمل العكس، ونقول خرجوا الجيش من حضرموت، ويأتوا بجيش جديد" وأضاف: "نحن نتعرض لحرب باردة، ابق عندنا لكن ليس لك رأي". عضو مؤتمر الحوار الوطني والأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري الاستاذ محمد الصبري تساءل في مداخلته: كيف نستطيع الحديث عن تقسيم البلاد إلى عدة أقاليم والواقع بهذا البؤس؟ "جنودنا يقتلون وهم يؤدون الخدمة في الشوارع، والخدمات تستهدف بالتخريب.. إلخ". وقال الصبري: "نزعم نحن في التنظيم الناصري أننا استلهمنا المصلحة العامة والبعد الجماهيري، والنظر إلى المستقبل في موقفنا من الوثيقة، وهناك 3 إلى 4 نصوص في الوثيقة تخرق الثوابت المعروفة". وأكد الصبري على أن اليمنيين يمتلكون مرجعيتين أساسيتين أولهما المعتقدات وثانيهما الرواد المصلحون أصحاب الخبرة والدراية بالأزمات السياسية وحلحلتها. وأضاف: "نستطيع أن نتجاوز العور الموجود في الوثيقة، وأي حل خارج الحوار الوطني ستكون كلفته باهظة لا يستطيع أي طرف احتمالها". الدكتور غالب القرشي رئيس المنتدى، أشار في مداخلته على حساسية الموضوع "ومع ذلك لا خوف على الوحدة والخلافات ليست إلا بين أشخاص". وأكد القرشي على أن الإصلاح لا يمتلك شخصية مزدوجة، وعلى وضوحه في مواقفه، ولا يمكن أن يعقد تحالفات لخداع أي طرف أو لخداع اليمنيين. العديد من المداخلات والنقاشات عبرت عن مخاوفها من المخططات الخارجية لتمزيق البلاد، واستيائها من المحاصصة في المناصب والوظائف العمة التي ضمتها الوثيقة والتي تعبر عن عنصرية مناطقية ، واعتبرت التخلص من الأنانية والعنصرية الطريق الأفضل لحل النزاعات. حضر الفعالية العديد من السياسيين والأكاديميين وقيادات الاحزاب والمنظمات المدنية.