أعلنت قبائل «دهم» في محافظة الجوف شمال اليمن حالة الاستنفار في صفوف القبائل وبدأت في الاستعداد لحشد قواتها وأسلحتها المختلفة، إضافة إلى تجمع أفراد القبيلة لمواجهة تحركات الحوثيين، التي تنوي دخول مناطقهم في محافظة الجوف قادمة من محافظة صعدة وحذرت من «الإقدام على أي خطوة متهورة غير محسوبة العواقب» بعد أن حشدت الجماعة المذهبية المئات من مقاتليها على الحدود بين المحافظتين. وعقد زعماء وعشائر قبائل «دهم» مساء الثلاثاء اجتماعاً موسعاً بحثوا خلاله الأطماع التوسيعة لجماعة الحوثي التي تنامى نفوذها السياسي والجغرافي منذ إطاحة الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، أواخر فبراير 2012، تحت ضغط احتجاجات شعبية طالبت بالديمقراطية. وأكدوا زعماء قبائل «دهم»، في بيان نشرته صحف محلية أمس الأربعاء، أن «مجاميع مسلحة تابعة للحوثي وبرفقتها أسلحة ثقيلة وعتاد عسكري ضخم كالدبابات وغيرها، تحاول الدخول إلى أراضي قبائل دهم من جهة مديرية البقع التابعة لمحافظة صعدة». وقالوا إن «الحوثيين» يخططون للسيطرة على محافظة الجوف «وضمها إلى إقطاعية تابعة لعبد الملك الحوثي» الذي يتزعم الجماعة المذهبية المتمردة على الحكومة المركزية في صنعاء منذ 2004. وأكد البيان رفض قبائل دهم «أي محاولة لعبور مليشيات الحوثي عبر مناطقهم أو جعلها ساحة للصراع والعنف»، مشيراً إلى أن «مشايخ ووجهاء قبائل دهم تداعوا من مختلف المناطق للوقوف على محاولة مليشيات الحوثي المسلحة التقدم نحو أراضيهم». ونقل البيان عن زعماء ومشايخ قبائل «دهم» قولهم: «لم نحشد بطرا أو استعراضا للقوة ولكننا تداعينا من أجل أن نحمي ارضنا وعرضنا. نحن لم نبغ على الحوثي، بل هو من أتى من صعدة وغير صعدة». وتوعدت قبائل دهم بالتصدي للحوثي «الباغي المعتدي»، مستنكرة صمت السلطات الحكومية إزاء «انتهاكات» الجماعة الشيعية التي تخوض منذ أسابيع صراعات مسلحة ضد جماعات دينية وقبلية في الشمال خلفت مئات القتلى والجرحى. ونقلت صحيفة الاتحاد الإماراتية عن مصادر قبلية ، إن الشيخ ناجي الشايف، زعيم قبيلة بكيل، «تدخل بوساطة لمنع اندلاع مواجهات مسلحة بين دهم والحوثيين»، مشيرة إلى أن الشيخ الشايف التزم لزعماء قبائل دهم بإقناع الحوثي بسحب مقاتليه من المناطق الحدودية. وقالت إنه في حال فشل وساطة الشايف «فإن الحرب آتية لا محال»، موضحة أن «الحوثيين» يتفقون فيما يخص العتاد والتسليح، حيث يمتلكون دبابات ومعدات ثقيلة استولوا عليها خلال الحروب الستة التي خاضوها ضد القوات الحكومية خلال الفترة ما بين 2004 و2010