يبدو أن الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية الست التي انطلقت اليوم الثلاثاء في العاصمة النمساوية فيينا ستكون صعبة جدا، خصوصا وقد حددت المهلة بأقل من خمسة أسابيع للتوصل إلى اتفاق نهائي أي بحلول 20 يوليو المقبل. وبدأت إيران القوى العالمية الست بالعمل على بنود محددة للاتفاقية الشاملة حول الملف النووي الإيراني حسبما أعلن السكرتير الصحفي للمفوضة السامية للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي مايكل مان . وقال مان إن جلسة المفاوضات الحالية "ركزت على بنود النص التي يجب أن تكون ضمن الاتفاقية المستقبلية"، مضيفا أن "الخبراء بدأوا بالعمل على عدد من المواضيع"، دون أن يشير إليها. وفيما يفترض أن تنتهي المفاوضات بين إيران والقوى العالمية الست بالتوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني يشير محللون إلى أن التوصل إلى هذا الاتفاق لن يكون سهلا ويحتاج إلى جهود متواصلة لتذليل العقبات التي تعترض المفاوضات بشأن الاتفاق النهائي. وأكد وزير الخارجية الإيران محمد جواد ظريف الاثنين أن الوفد الإيراني سيفعل ما بوسعه للتوصل إلى مشروع اتفاق نهائي مع القوى العالمية الست . وتهدف الجولة الجديدة من المفاوضات إلي صياغة اتفاق نهائي بين الطرفين، اتفقا العام الماضي على التوصل إليه حتى 20 يوليو المقبل. من جهته أعلن مصدر في الخارجية الأمريكية أنه في الوقت الحالي لا تجري بين ايران والقوى العالمية الست مناقشة امكانية تمديد الفترة المحددة التي تنتهي يوم 20 يوليو للتوصل إلى اتفاق نهائي لتسوية الملف النووي الإيراني. وقال المصدر "نحن نركز بشكل تام على التحضير للاتفاق مع حلول 20 يوليو.. على الجميع أن يعرف أن التمديد بشكل تلقائي لن يجري". وعقدت إيران ومجموعة "5+1" حتى الآن أربع جولات من المفاوضات لصياغة الاتفاق النهائي الذي يرى الساسة الإيرانيون أنه سيكون من أكبر الاتفاقيات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويعتقد المحللون أن المفاوضات الثنائية التي جرت الأسبوع الماضي بين إيران وعدد من الدول الأعضاء في مجموعة 5+1وفرت أجواء أكثر شفافية بين الجانبين. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن السبت الماضي أن صياغة الاتفاق النهائي يمكن التوصل إليها في حال يثبت الطرف الآخر حسن نواياه، مضيفا أن هذا الاتفاق سيكون من أكبر الاتفاقيات السياسية أقليميا ودوليا. وتمهيدا لانطلاق أعمال الجولة الخامسة من المفاوضات أجرت إيران مباحثات نووية ثنائية مع ألمانيا الأحد في طهران للبحث والتشاور حول البرنامج النووي الإيراني وجولة المفاوضات النووية الخامسة شارك فيها من الجانب الألماني المدير العام للشؤون السياسية في الخارجية الألمانية وممثل بلاده في مجموعة "5+1"هانس ديتلوكاس ومن الجانب الإيراني كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي. ومن المقرر أن يتم خلال جولة المفاوضات النووية الخامسة بين إيران والسداسية الدولية كتابة نص مسودة الاتفاق النووي الشامل. وخلال الأسبوع الماضي جرت محادثات ثنائية بين إيران ومندوبي أمريكا وفرنسا وروسيا في جنيف وروما، وكما صرح مساعد الخارجية، كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي فإن المحادثات جرت في أجواء إيجابية. وحذرت إيران الأحد من العودة إلى تخصيب اليورانيوم 20% والانسحاب من معاهدة "ان بي تي" في حالة إصرار أمريكا وأوربا على سياستها السابقة بتجميد النشاط النووي الإيراني. وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات وهي الرابعة من نوعها بين إيران ودول مجموعة 5+1 قد انتهت يوم الجمعة السادس عشر من الشهر الماضي في فيينا، دون تحقيق تقدم ملموس. وتريد مجموعة 5+1، من إيران التخلي عن جزء كبير من أنشطتها النووية ما يجعل من بناء قنبلة نووية أمراً مستحيلاً أو يسهل كشفه. وتسعى الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 20 يوليو المقبل، أي مع نهاية مدة الاتفاق المرحلي، الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي، وينص على تجميد إيران بعض أنشطتها العسكرية مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية المفروضة عليها. ومقابل تقديم تنازلات إضافية، تريد طهران،رفعاً كاملاً لعقوبات الأممالمتحدة والدول الغربية التي أضرت بالاقتصاد الإيراني. وتقود القوى العالمية الست ومن بينها الولاياتالمتحدة وروسيا مفاوضات منذ سنوات لاقناع إيران بالتخلي عن أجزاء من برنامجها النووي تخشى القوى الغربية أن يكون الهدف منها هو امتلاك القدرة على التسلح النووي. وتنفي إيران هذا. واستغرق التوصل إلى اتفاق مؤقت بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي زائد ألمانيا يوم 24 نوفمبر قرابة شهرين على مدى ثلاث جولات من المحادثات في جنيف العام الماضي. وبموجب الاتفاق المؤقت الذي تستمر فترة العمل به ستة أشهر قابلة للتجديد وافقت إيران على تعليق معظم انشطتها النووية الأكثر حساسية مقابل تخفيف محدود للعقوبات الغربية التي تضر باقتصادها المعتمد على النفط.