استشهد اليوم الإثنين، أكثر من 16 مواطناً فلسطينياً نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة لليوم ال28 على التوالي.. فيما أصيب عدد من المصلين من الرجال والنساء خلال اقتحام قوات الاحتلال صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة. ووفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة فقد أدى العدوان الصهيوني على غزة حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 1809 مواطناً فلسطينياً منهم 398 طفلا و207 سيدة و74 مسنا، وأكثر من 9370 جريحا منهم 2744 طفلا و 1750 سيدة و343 مسنا. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ أن ستة مواطنين فلسطينيين بينهم شقيقان، استشهدوا فجر اليوم، في قصف للطائرات الحربية الإسرائيلية تم على مرحلتين، استهدف مجموعات من الفلسطينيين في محيط البركة بمنطقة الزرقاء وفي الشارع الأول في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. وأوضحت الوكالة أنه باستشهاد المواطنين الستة، يرتفع عدد من استشهدوا من بعد منتصف الليلة الماضية إلى 11 فلسطينياً.. وأن جثامين الشهداء الستة نقلت إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا. وفي تطور لاحق، أعلنت مصادر طبية في مجمع الشفاء الطبي عن استشهاد مواطنين فلسطينيين من عائلة واحدة متأثرين بجروحهما خلال قصف استهدف منزل عائلتهما الواقع في محيط مسجد التوبة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة. كما استشهد مواطنان فلسطينيان وأصيب آخر بقصف من طائرة استطلاع تابعة للاحتلال الإسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين شرق خان يونس. إلى ذلك، قصفت طائرات الاحتلال منزل مواطن فلسطيني في منطقة القرارة شرق خان يونس جنوب القطاع، دون أن يسفر القصف عن إصابة أحد من المواطنين، علما أن المنزل كان قد تعرض للقصف في وقت سابق. وفي رفح استشهد مواطن فلسطيني، إثر إطلاق طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخا بشكل مباشر نحوه في منطقة مصبح شرق المدينة.. كما تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي شرق مدينة خان يونس. وبهذا تكون التهدئة التي أعلنتها إسرائيل اليوم قد بدأت بالاختراق. وبعد دقائق من سريان الهدنة قصف جيش الاحتلال منزلا في مخيم الشاطئ لعائلة حمودة ومنازل محيطة به، وقد وصلت عدة إصابات في صفوف المواطنين جراء تواصل العدوان على أنحاء القطاع إلى المشافي. ويأتي ذلك فيما تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية استهداف المواقع والمستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ المختلفة وقذائف الهاون مع إتمام العدوان الإسرائيلي واسع النطاق المتواصل على قطاع غزة أسبوعه الرابع. وجاءت ردود المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة /حماس/ بعمليات نوعية وإطلاق صواريخ مختلفة الأنواع على وسط وجنوبفلسطينالمحتلة ردا على المجازر الإسرائيلية المتواصلة في القطاع. وكشفت كتائب القسام عن إحدى مفاجآت الصناعات القسامية، والتي صنعت بأيدي مجاهدي القسام.. وقالت في بلاغها العسكري إن "مجاهديها تمكنوا من صناعة بندقية قنص من عيار 14.5 ملم وذات مدى قاتل يصل 2 كلم". وأطلقت الكتائب على البندقية اسم /غول/، تيمنا بالشهيد القسامي القائد/ عدنان الغول أحد أبرز مهندسي كتائب القسام والذي اغتاله العدو الصهيوني عام 2004م. فيما أكدت الكتائب أن "المقاومة لا تزال تمتلك من الأدوات والقدرات ما يمكّنها من إرغام العدو على الاذعان لمطالب شعبنا العادلة". وقالت في بيان لها: "لن ينعم العدو بالهدوء والأمن والاستقرار طالما لم ينعم شعبنا بمطالبه العادلة وحرّيته وكرامته وأمنه، وعلى العدو أن يدرك أن شعبنا لن يقبل بأقل من ذلك". من جهة ثانية وفي القدسالمحتلة أصيب عدد من المصلين من الرجال والنساء خلال اقتحام قوات الاحتلال صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ومحاولته إفراغ المسجد من المصلين لتأمين اقتحامات المستوطنين. وأوضحت /وفا/ أن العشرات من جنود القوات الخاصة بشرطة الاحتلال حاصرت الجامع القبلي وشرعت بإطلاق وابل من قنابل الصوت الحارقة وقنابل الغاز السامة المسيلة للدموع، وأحرقت أجزاء من سجاد المسجد، وأصابت عددا من المصلين، خاصة من كبار السن، بالاختناقات. وبالتزامن مع ذلك، هاجمت قوات الاحتلال النساء المرابطات في المسجد، والمتواجدات على بواباته الخارجية بعد منعهن من الدخول إلى الأقصى. وكانت قوات الاحتلال أغلقت منذ ساعات فجر اليوم بوابات المسجد الأقصى أمام المسلمين، وسمحت منذ الساعة السابعة والنصف صباحا باقتحامات المستوطنين عبر مجموعات متتالية، يتقدمهم عدد من كبار الحاخامات، في حين اضطر مئات المقدسيين لأداء صلاة الفجر في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات المسجد الأقصى في البلدة القديمة، وسط انتشار كبير لقوات الاحتلال. كما استخدمت هذه القوات الرصاص المعدني المغلف بالمطاط ضد النساء اللواتي تجمعن قرب بوابات المسجد، فضلا عن إلقاء عشرات القنابل الصوتية، وقنابل الغاز السامة على المصلين خلال ملاحقتهم داخل باحات المسجد المبارك. وشمل إغلاق المسجد الأقصى منع موظفي الأوقاف ممن تقل أعمارهم عن ال45 عاما من دخوله والالتحاق بعملهم، في الوقت الذي نجح فيه عشرات الشبان الليلة الماضية بالاعتكاف في المسجد والتصدي للمستوطنين. تجدر الإشارة إلى أن جماعات الهيكل المزعوم دعت أنصارها والمجتمع اليهودي إلى أوسع مشاركة في الاقتحامات اعتبارا من اليوم وحتى يوم غد الثلاثاء، عشية إحياء ما يسمى /خراب الهيكل/، وذلك لإقامة فعاليات تلمودية خاصة في باحاته، وحاولت شرطة الاحتلال الخاصة إفراغ المسجد من المصلين والموظفين، لتوفير الراحة للمستوطنين في اقتحاماتهم. وتسود المسجد الأقصى المبارك ومحيطه في البلدة القديمة أجواء شديدة التوتر وسط تجمهر كبير للمصلين على بواباته، وانتشار واسع لقوات الاحتلال التي نصبت متاريس حديدية بالقرب من بوابات المسجد لمنع المصلين من الدخول إليه. من جهة أخرى، دعا الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى إلى توخي الحيطة والحذر مع بدء تنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني و/العُمري/ في المسجد الأقصى الشريف تزامنا، مع /ذكرى خراب الهيكل/. وقال في تصريح صحفي اليوم، إن هذه الإجراءات التعسفية تأتي استكمالا لما بدأت حكومات الاحتلال المتعاقبة عمله بتقسيم المكان والزمان في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل وتطبيقه قسرا. وأشار إلى أن ما قامت به قوات الاحتلال في أيام العيد من اقتحام المسجد، وتفتيش غرفة عمر بن الخطاب للمرة الأولى، واقتحام المُصلى القبلي صباح هذا اليوم، وإشعال الحريق أمام مُصلى الجنائز، ومنع دخول المسعفين لنقل المصابين، ما هو إلا إعادة لسيناريو شرارة الانتفاضة الثانية.