تداعت مجموعة من الشخصيات الوطنية من مختلف فئات وشرائح الشعب اليمني تؤرقهم من الهموم والمخاوف ما لم يعد يخفى على كل عاقل غيور ،الذين ارتأوا ضرورة الإسراع بتشكيل اصطفاف شعبي واسع يكون مسانداً للدولة في تحمل مسؤوليتها الدستورية والقانونية في الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة الوطنية والنهج الديمقراطي باعتبار أن هذه مكتسبات وطنية استراتيجية لا يمكن المساومة عليها مطلقاٌ . واستشعاراً للمسؤولية الوطنية ،وإدراكاً لمخاطر السكوت على تدهور الأوضاع في مختلف الجوانب الاجتماعية " انعقد اللقاء التأسيسي ل الاصطفاف الشعبي للحفاظ على المكتسبات والهوية الوطنية وإنقاذ الوطن قبل انهياره وسط حضور نخبة من الكوادر الوطنية والثقافية والسياسية. وفي اللقاء الذي انعقد صباح اليوم في مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء تحت شعار " معاً لأجل اليمن" أوضح شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح أن الاصطفاف استجابة وطنية اخلاقية لإنقاذ أبناء اليمن من المخاطر المحدقة بهم وأب الصدع في الصف الوطني مبيناً أن الاصطفاف الشعبي لا ينحاز إلا للوطن ولمصلحته العليا فقط . وأضاف الدكتور المقالح خلال فعالية التدشين أن عواقب الصراع الدموي ستطال الجميع الضالع والبريء وسيكون وقودها الأول من يشعلون نيرانها ويحشدون لها في السر والعلن . وأضاف : علينا انقاذ اليمن وأبناءه مما ينتظرهم من مخاطر تهدد أمنهم بل ويتهدد وجودهم داعياً الجميع الى حماية الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات الحوار الوطني مبيناً أن بلادنا تتعرض لحروب تقوده للانهيار وعلى العقلاء تحديد موقف مما يحصل". وحذر الدكتور المقالح من عواقب التمادي في الصراعات وإثارة الخصومات التي تمزق النسيج الاجتماعي وتفرق بين أبناء العائلة اليمنية الواحدة مبيناً ان ما تشهده بلادنا الآن من انقسام خارج نطاق كل الثوابت الدينية والوطنية والأخلاقية ،وصل الى أن يقتل المواطن اخاه المواطن بدم بارد ودون اعتبار للأخوة والمواطنة القائمة على مبدأ التعايش في وطن هو للجميع ومن حق الجميع . من جانبه,دعا يحيى العرشي,وزير شئون الوحدة السابق وعضو مجلس الشورى الجميع إلى الوقوف إلى جانب الدولة وكل خطواتها لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني" والحفاظ على المكتسبات الوطنية بدلا من الوصول إلى مقاومة شعبية". موضحاً أن الجميع يقف الى جانب الدولة في كل خطواتها الرامية والساعية الى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني من جانبه أوضح اللواء حسين هيثم أن اليمن تمر بمرحلة خطيرة وكبيرة وعلينا التحرك لتغيير الأوضاع الحالية إلى الأفضل" علينا جميعا التحرك والعمل على تغيير الأوضاع الحالية للأفضل والحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة الوطنية ". بدوره قال وكيل وزارة الثقافة عبد الهادي العزعزي أن اليمن على مفترق طرق وشبح الموت اصبح حاكما ومتحكما بالحياة اليومية وصارت لغة التعايش والاختلاف غاية في ذاتها لا وسيلة لاستمرار الحياة مضيفاً بالقول : انصدمنا بواقع مدمر ونفسية لديها القابلية للعنف وتسويق الكراهية وعنف مفتعل وممول سيكون المدني اول ضحاياها ان ظل في توهم الحياد". وبين العزعزي خلال افتتاح الملتقي أن اليمن يقف أمام تحديات تهدم كل ممكنات التعايش القائمة وتجعل الكراهية والعنف ورائحة البارود هي قواسم العيش المشترك" التخوفات لا حدود لها ونقف أمام تحديات وجودنا كأفراد ومجتمع ودولة ، نحن هنا لا نحاكم أحدا بل نعمل على حمايتهم من أنفسهم وحماية انفسنا وحقنا في المستقبل من نزوعهم للعنف والتدمير". وأضاف العزعزي أن اليمن يقف أمام تحديات حقيقية تهدد وجودنا كأفراد ومجتمع ودولة بل ووجود السلطة السياسية بذلتها وأدواتها وفي مقدمتها الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والبنى التحتية الأخرى داعياً الى سرعة العمل على خلق اصطفاف شعبي يحافظ على حق الحياة للجميع ويجرم العنف بكل أشكاله ويجرم التواطئي معه كمبدأ غير قابل للتجزئة ويحافظ على الدولة بكافة الوسائل والطرق غير العنيفة . في ذات السياق قالت الدكتورة جهاد الجفري في كلمة لها نيابة عن المرأة أن اليمن يمر بمرحلة خطيرة ويتجه نحو العنف والتمزق ونحن هنا من أجل اليمن داعياً الجميع الى حماية الوطن قبل أن نلتفت ولا نجد وطناً وإن كنا قد اختلفنا فلا يقتل بعضنا بعضا . وأضافت بالقول : ادعوكم أنا ابنة الجنوب الى الحفاظ على الوحدة والتمسك بالثوابت الوطنية . وتنطلق مبادرة الاصطفاف الشعبي من منطلق حماية المكتسبات الوطنية من واقع الظروف الاستثنائية الحرجة والمنعطفات الخطيرة التي تمر بها بلادنا في الوقت الراهن ، وما آلت إلية الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية من تدهور مخيف يفرض على كل أبناء اليمن التداعي العاجل والسريع للوقوف صفاً واحداً أمام هذه التحديات التي تعصف بالوطن وتهدد وحدته وأمنه واستقراره وتنذر بتقطيع أوصاله وتمزيق نسيجه الاجتماعي . وانتخب اللقاء التأسيسي هيئة رئاسة الاصطفاف مكونة من كل : يحيى حسين العرشي ومحمد غالب أحمد وصلاح التهامي واللواء حمود بيدر ونبيلة الحكيمي وحسين عبده عبدالله ومحمد سعيد باقطني وعبد الهادي العزعزي بالإضافة الى اللجنة التحضيرية .