المظاهرات التي شهدتها وتشهدها عدد من المدن والمحافظات عكست استشعاراً مسئولاً وحساً وطنياً لدى الجماهير وإدراكاً عالياً بأهمية الاصطفاف الوطني، عكست استجابةً شعبية عالية للدعوة التي أطلقتها القوى السياسية الوطنية والقيادة العليا للبلد ممثلة بفخامة الأخ الرئيس الذي دعا إلى بناء اصطفاف وطني واسع لمواجهة التحديات الخطيرة والمغامرات المقلقة التي تقودها جماعة الحوثي وتهدد بانزلاق البلد إلى ما لا يحمد عقباه. والتقت يومية الجمهورية عدداً من المحللين والخبراء والمهتمين بالشئون الاستراتيجية واستطلعت آراءهم وتقييمهم للمخاطر الحالية التي يواجهها الوطن وتتهدد عملية الانتقال السلمي واستكمال عملية التغيير.. وما ضرورة وأهمية الاصطفاف الوطني في المرحلة الحالية لمواجهة تلك التهديدات؟.. وإلى ماذا يمكن أن تقودنا مسيرة العنف والتهور إذا لم تتوقف وتلتزم بما تم التوافق عليه في مخرجات الحوار الوطني؟.. وكانت الحصيلة كالتالي : نية صادقة البداية كانت مع الأستاذ على محمد الذهب المتخصص في دراسة الشئون العسكرية والاستراتيجية والخبير في قضايا الجماعات المسلحة, والذي تحدث عن تقييمه للمخاطر والتهديدات الحالية.. وعن أهمية الاصطفاف الوطني في مواجهة ما يتهدد البلد من مخاطر قائلاً: لا تزال البلاد في موقع تستطيع من خلاله الانتقال إلى حالة الاستقرار الشامل، بشرط أن تتوفر النية الصادقة لدى كل فرقاء العمل السياسي في تخفيف ما يعاني منه المواطن اليمني.. وتبدأ هذه الخطوة بتقبل كل منهم الآخر، وبإيقاف الحملات الإعلامية المضادة، وتحقيق الشراكة الحقيقية لكل المكونات السياسية دون تمييز.. عندها ستكون قضايا العنف والإرهاب مسئولية الجميع، وسيتعاون الجميع في وضع الحلول المناسبة لتجفيف منابع ذلك. وتأتي أهمية الاصطفاف الوطني في الوقت الراهن من حيث كونه امتدادا لثورة الشباب عام 2011م، وتأكيدا للتوافق الذي خرجت به المكونات السياسية والاجتماعية في مؤتمر الحوار الوطني، ودعما لتنفيذ مخرجاته، وتعزيزا لثقة الجماهير بالقيادة السياسية بقيادة الرئيس هادي، وتأييدا لقراراته وتوجهاته، التي تتوخى منها هذه الجماهير أن تكون سدا منيعا أمام أي تدافع قد يجر البلاد إلى ميادين صراعات مسلحة لا فكاك منها. لا للعنف وحول قراءته للاستجابة الجماهيرية الواسعة للدعوة إلى بناء اصطفاف وطني وما إذا كانت الأطراف المعنية ستستوعب وتفهم الرسالة الجماهيرية إليها قال الذهب: يمكن قراءة ذلك، بأن الشعب اليمني لم تعد تنطلي عليه شعارات وأراجيف من يتاجرون بقضاياه العادلة، ومن يتخذون من معاناته ومطالبه مطية للوصول إلى غايتهم الشخصية، التي يسعون إليها منذ زمن بعيد، وأن الاستقرار- وليس إملاء الإرادات بالقوة المسلحة والفوضى- هو ما سيجعلنا - جميعاً- نصل إلى نصبو إليه في هذا البلد، وليس بالدمار واختلاق الأزمات المتتالية ونسف ما تحقق من استقرار سياسي خلال العامين الماضيين. لكن في تقديري أن هذه الجماعة ليس لها من لغة تفهمها سوى لغة السلاح ولغة القوة، كما أن تاريخها يشهد بذلك، ولهذا أجزم أنها لن تفهم هذه الرسالة، لكن الجماهير سوف تفهم أن قضيتها الحقة لا يمكن أن تعبر عنها جماعة تنتهج العنف والتمرد والنهب والقتل وتدمير المدارس والمرافق الحكومية ودور العلم الدينية. مساعٍ سلمية وبشأن ماذا يمكن أن تقود إليه مسيرة العنف والتهور وما هي النصيحة التي يمكن توجيهها لأصحابها؟.. اختتم الذهب حديثة قائلاً: دون شك، ستكون القوة هي الخيار الأخير والمر، سواء قوة الدولة أو قوة أي جماعة أخرى قد تقف في مواجهة مشروع الجماعة الحوثية؛ لكن لا تزال القيادة السياسية تترفق بأولئك، ولا تزال المكونات السياسية الأخرى تنتهج الدبلوماسية والمساعي السلمية معها، فضلا عن مقتضيات الوضع السياسي الآخذ في التعافي، الذي لا يراد خسرانه مع ما يُتربص به من قبل الكثير ممن خسروا السلطة أو منافعها خلال السنوات الماضية. ورسالتي إلى كل من يحمل السلاح في وجه الدولة، أن يجعل أمن واستقرار ورخاء اليمن نصب عينيه، وأن يتأمل ما يجري في الدول العربية التي تخوض فيها الجماعات المسلحة حربا مع دولها، وكيف أنها لم تخرج إلى الطريق المأمول رغم الخسائر البشرية والمادية التي أصبحت لضخامتها مفزعة، وكما قال الرسول الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دما حراما". تصعيد خطير أما الكاتب والمحلل السياسي. ياسين التميمي فقد قيم المخاطر والتهديدات الحالية قائلاً: ليس هناك من شك في أن اليمن: دولة ونظاماً ووحدة سياسية واجتماعية، يمر بأخطر منعطف، ويواجه أكثر التحديات التي تستهدف وجوده خطورةً.. وكان اليمن قد نجح في اجتراح صيغة مثالية للتغيير، تأسست على مشروعية الثورة الشبابية الشعبية المباركة التي اندلعت في 11 فبراير 2011، لكن اعتمدت الوفاق أساساً لإنجاز استحقاقات التغيير، وعلى رأسها الحوار والدستور وبناء الدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة، على ضوء مخرجات الحوار والدستور.. حيث حظيت اليمن برعاية إقليمية ودولية، وقامت عملية الانتقال السياسي على اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.. لكن بدا واضحاً أن أطرافاً في عملية التسوية، أظهرت رغبة أصيلة في إفشال التسوية السياسية وتقويض كل استحقاقاتها.. وقد أظهرت أكثر أدواتها للتأثير في مجريات العملية السياسية تدميراً، النشاط المسلح لتنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية والشرقية، والجماعة الحوثية المسلحة، في شمال غرب البلاد. .بالإضافة إلى دعم والإيعاز لجماعات التخريب لاستهداف الخدمات والمصالح العامة.. ويتشاطر هذان التنظيمان المسلحان القدر نفسه من التطرف والنهج الإقصائي والنموذج المتطرف للدولة والحكم الذي تم استدعاؤه من كهوف مظلمة.. وفي اعتقادي أن الجماعة الحوثية المسلحة تبدو اليوم أكثر خطراً في حجم تأثيرها على حاضر ومستقبل الدولة اليمنية، وفي عملية التسوية السياسية، وقد تجلى هذا في حروبها التي استهدفت بشكل أساسي إخراج مساحة جغرافية واسعة من البلاد من سيطرة الدولة، وخطوتها التصعيدية الخطيرة المتمثلة في الضغط المسلح على العاصمة صنعاء، وهو تعبير عن نزعتها الأصيلة نحو العنف كوسيلة وحيدة لتحقيق أهداف سياسية. إرادة قوية وعن أهمية الاصطفاف الوطني في هذه المرحلة لمواجهة المخاطر المهددة للعملية السياسية قال التميمي: وأمام هذا التصعيد الخطير، لا يكفي أن نعتمد على الدولة وإمكانياتها وصلاحياتها، بل يجب على الشعب اليمني أن يظهر إرادة قوية في رفض هذا النهج الخطير في تمزيق الوطن، على نحو ما رأيناه في المسيرات المليونية الحاشدة في عدد من محافظات الجمهورية، والتي إن أخطأت الجماعة الحوثية المسلحة فهم رسالتها، فإنها تكون قد اختارت المواجهة ليس فقط مع الدولة، وإنما مع الشعب اليمني وغالبيته الساحقة التي ترفض وتستهجن العنف والإقصاء. جريمة فادحة أما الكاتب والناشط. همدان العليي فقد تحدث عن المخاطر المهددة للبلد في هذه المرحلة المفصلية والتي يقف فيها الجميع عند مفترق طرق أساسية وإلى ماذا يمكن أن تقود مسيرة العنف والتهور قائلاً: تحاول الحركات المسلحة جر اليمنيين من مربع الخلافات السياسية والحزبية إلى مربع الخلافات الدينية والعرقية، وهذه جريمة ربما لا يشعر البعض بمدى فداحتها وخطورتها على المجتمع اليمني المتعايش منذ قرون.. وتطرف الحركة الحوثية اليوم واستهداف مقار ومنازل المخالفين لهم يعني صناعة داعش، في المقابل تطرف تنظيم القاعدة واستهداف يمنيين بتهمة أنهم روافض يعني في المقابل تطرف في الجهة الأخرى. ولهذا نؤيد أهمية وضرورة استدعاء مبدأ الاصطفاف الوطني من أجل مواجهة الحركات الدينية المتطرفة مثل القاعدة والحوثيين، فالدولة والقانون يمثلان الملجأ والملاذ الآمن للناس، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني هو الحل الأقل خسارة للحفاظ على اليمن بكل مكوناته.. لأن الحركات المتطرفة في أي مكان هي دائمة مهددة للتعايش.. وغياب التعايش يعني الفوضى والعبثية والتدمير ولدينا شواهد عربية كثيرة على رأسها العراق وسوريا. لا لمشاريع الفتنة وحول أهمية وضرورة الاصطفاف الوطني لمواجهة كل تلك التهديدات وما الذي يمكن قوله للطرف المهدد قال العليي: المجتمع اليمني بكافة أطيافه ومكوناته وفئاته مطالب اليوم بالوقوف بحزم أمام هذه الحركات المتطرفة، ليس بقوة السلاح، لأن السلاح لا يجب أن يُستخدم إلا من قبل الدولة، ولكن بالحرف والكلمة والأعمال السلمية، يجب أن يخرج الناس ليقولوا: لا، للمشاريع الفئوية المثيرة للعرقية والطائفية كي لا نعض أصابع الندم على أطلال الوطن.. وأقول للحوثيين تحديدا باعتبارهم المهدد الأكبر على التعايش.. أنتم مكون من مكونات الشعب اليمني، لكنكم لا تملكون الحق في الحديث باسم اليمنيين والتحكم بمصائرهم.. يجب أن تقبلوا بالتعايش، واحترام رغبات وآراء الآخرين. الوضع لا يحتمل الكاتب والباحث السياسي الدكتور نجيب غلاب رئيس منتدى الجزيرة العربية ومدرس العلوم السياسية في جامعة صنعاء قدم لنا قراءةً أكد فيها أنه لا يجوز إدارة هذه المرحلة بلغة تحجب واقع المشاكل المهددة للبلد.. حيث قال: لم يعد مجدياً الحديث عن المخاطر التي تتجلى أمامنا في اليمن دون اتخاذ قرارات جريئة. نحتاج، ابتداء، إلى فهم واقع التوافق الراهن الذي أسست له المبادرة الخليجية، ولابد من تقديم قراءة جديدة للتسوية في ظل التخبط الذي تعيشه الأطراف المعنية وتعاظم التناقضات المهددة للأمن القومي. واقع الحال يؤكد أن الانتقال يحتاج إلى تطوير المبادرة وإعادة بناء لحمة التوافق بتركيز القوة بالرئاسة، فالصراع الذي سيفجره الحوثي قد يقضي على الأمل الذي بثته المبادرة بعد أن كاد اليمن يختنق بنفسه وهو اليوم تحاك له مشنقة نارية بأيدي اندفاعات الحوثية وطموحات ايران، ولا بد من اتخاذ قرارات قوية وحاسمة لإسناد المرحلة القادمة ومخرجات الحوار وتدعيمها وتدعيم قوتها وحمايتها. مخططات خبيثة وإلى ماذا يمكن أن تقود مسيرة العنف والتهور وما الذي تحتاجه اليمن لتجنب المآلات الصعبة لتلك التهديدات؟ رد غلاب قائلاً: المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار قد تفقد حيويتها في ظل الصراعات التي تنتجها النخبة وعجز القوى الشعبية عن فهم مخططات حركات التمرد ومآلات اندفاع بعض الكتل مع الشعارات الثورجية الكاذبة، ومع اتساع الانقسامات على المستوى السياسي والاجتماعي والتي قد يبلغ مداه في ظل مخططات خبيثة تقود البلد إلى الانهيار وليست اللعبة الحوثية إلا رأس الحربة المسمومة والقنبلة التي قد تفجرها ايران لإغراق اليمن في فتنة دائمة، والملاحظ تطور حالة استقطاب طائفي وجغرافي، والفوضى الأمنية تزحف، والنسيج الاجتماعي في خطر، ولا خيار أمام القيادة السياسية إلا أن تتخذ قرارات جادة؛ حتى يتمكن اليمنيون من تجاوز الواقع الراهن الذي يهدد أمنهم وأمانهم وربما وجودهم .. تحتاج اليمن إلى إكمال خارطة الطريق التي أسست لها المبادرة الخليجية وما أنتجه الحوار الوطني ومن المهم الانتباه إلى ضرورة توحيد إرادة الجيش والمؤسسة الأمنية، باعتبارهما العمود الفقري للدولة، من خلال تشكيل مجلس عسكري برئاسة هادي، وإعادة ترتيب أوضاع الحكومة، وتشكيل كتلة تاريخية بأهداف استراتيجية واضحة، وبناء اصطفاف شعبي مساند للانتقال القادم ودعم الرئيس لإدارة الفوضى التي يراد لها أن تصبح ملتهبة ومدمرة.. ولابد من وضع استراتيجية متكاملة للمصالحة الوطنية، ومحاصرة قوى التمرد، وملاحقة شبكات الإجرام والتخريب. استغلال إلى ذلك تحدث الأخ عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عن تقييمه للمخاطر الحالية التي يواجهها الوطن قائلاً: اليمن يمر بحالة انتقال خطرة واكثر من يهددها جماعات العنف المسلحة، وأعتقد أن هذه الجماعات بالذات الحوثيين في الشمال وتنظيم القاعدة في الجنوب بدأوا يستغلون هذه المرحلة وزادوا من توسعاتهم على الأرض وبسط نفوذهم بقوة السلاح، وكلما تتوسع حركة مسلحة تدفع الحركة المسلحة في النقيض للقيام بأعمال عنف وتوسع على الأرض، وتتبادل جماعات العنف الأدوار في اتجاه تحقيق هدفهم الكبير وهو إسقاط الدولة والتوسع في الفراغ والفوضى والعنف الذي سيتركه غيابها.. لأن استمرار عنف جماعة الحوثي المسلحة في مسيرتهم المتهورة سيؤدي إلى خلط الأوراق وظهور جماعات عنف ويقود البلاد إلى حرب أهلية ذات سمات مناطقية ومذهبية، مالم تسيطر الدولة على الوضع الآن وتتعامل بكل مسئولية! تدابير وحول ما يجب اتخاذه من تدابير في ظل ما شهدناه من أحداث سابقة وما نشاهده من تهديدات ناسفة الآن أضاف عبد السلام: كلما تتأخر الدولة في اتخاذ تدابير لحمايتها وحماية عاصمتها كل ما تقل فرص السلام في البلد، فالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بإشراف الدول العشر قد أصبحت ضمن مقررات مجلس الأمن وأكدت عليها قراراته بالذات القرار الأخير القاضي بفرض عقوبات على معرقلي الانتقال السلمي، الذي تضمن أيضا دعوة واضحة لتطبيق مخرجات الحوار الوطني، ولكن للأسف حين ذهب الحوثيون إلى مهاجمة المعسكرات وأسقطوا محافظة عمران بعد أن أصبحت مخرجات الحوار الوطني جزءاً من وثائق بناء الدولة المستقبلية وشارك الحوثيون في صياغتها، والفرص الآن المتاحة هو تحرك شعبي لإجبار الحوثي على التخلي عن عنجهيته بالتوازي مع استعدادات عسكرية للقيام بما يلزم. استفزاز وأختتم رئيس مركز أبعاد حديثه بقراءته لتفاعل أبناء الشعب اليمني وتأكيد اصطفافهم لرفض الابتزازات والتهديدات الانتهازية وتأكيد اصطفافهم الوطني قائلاً: اليمنيون بطبيعتهم يشعرون بمخاطر كبيرة على الجمهورية ويستفزهم عناد الحوثيين وغرورهم وهم يسقطون منطقة وراء منطقة، وخروج اليمنيين في المحافظات في مظاهرات كبيرة ضد العنف يدلل أن الشعب اليمني لا زال يقظا، ولكني لا أعتقد أن غرور الحوثيين سيجعلهم يستفيدون من هذه الرسالة بل سيتجهون لمعاقبة اليمنيين بمزيد من خلط الأوراق وتفجير الأوضاع. إضعاف ممنهج أما الأخ. طارق غالب القرشي ناشط إعلامي ومدير منتدى القرشي الثقافي فيقول عن التهديدات القائمة وأهمية الاصطفاف الوطني لمواجهتها: ربما لم يمر على اليمن في التاريخ الحديث ظرفٌ هو أخطر مما تمرُّ به البلد الآن من حيث حالة التشظي الحاد وإضعاف ممنهج لأداء بعض أجهزة الدولة الحساسة والذي وفر لجماعات الإرهاب المسلح بيئاتٍ خصبة للتمدد والتخريب والعبث بمصالح البلد وأمنه واستقراره لدرجة إسقاط بعض المدن الهامة ومحاصرة العاصمة السيادية للجمهورية.. وإذا نظرنا للاصطفاف الوطني الذي دعا له فخامة الأخ الرئيس في سياق المعالجات الملحة ففي اعتقادي أن هذه الدعوة كان يفترض بمؤتمر الحوار أن يشهد الحلقة الأولى منها ولكن وللأسف ما إن انتهى المؤتمر حتى شاهدنا تخلي بعض الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار عما تم التوافق والتوقيع عليه من قبل ممثليها في المؤتمر، تفويض مؤكداً أن خروج الجماهير لتأكيد اصطفافها الوطني هو تفويض ومساندة لقيادة الدولة فيما تتخذه من قرارات.. حيث قال: خروج الجماهير لتأييد دعوة الاصطفاف الوطني تفويضٌ جديد لفخامة الرئيس وعلى الرئيس بالمقابل أن يلتقط هذا الإسناد الشعبي لتأكيد وجود الدولة وبسط نفوذها ومنع الإخلال بالأمن والسلم الاجتماعيين واللذين تقوضهما الآن جماعة الحوثي بل وتقوض المنظومة الوطنية برمتها، جماعة الحوثي لا يهمها أي حراكٍ شعبي ولا ترى فيه إلا خصومة سياسية ، وهي ذاهبة لارتكاب حماقتها بحق الوطن والشعب، الرئيس شخصياً ومعه الحكومة أمام استحقاقٍ تاريخي هام للغاية وعليهما سرعة التعاطي الجاد مع التهديدات الحوثية والدعوة للتعبئة العامة في حال عجزهما، ولن يغفر لهما التاريخ والشعب إذا ما تعرضت مصالح البلاد للأخطار أكثر مما هي عليه الآن.. وعلى جماعات العنف المسلحة أن تعي حالة الحصار الدولي والمجتمعي الرافضان لما تقومان به من أعمالٍ عدائية إرهابية وتخريبية، وعليها أن تدرك أن الدولة والقوى المجتمعية الوطنية لن تطيل الصمت إزاء ممارساتها، كما أدعو تلك الجماعات الإرهابية إلى التخلي الفوري عن العنف والعودة إلى المشروع الوطني الجامع وتسخير جهودها في بناء الوطن والتراجع عن التآمر وتنفيذ أجندة قوى خارجية هدفها تمزيق النسيج المجتمعي اليمني وتدمير المكتسبات الوطنية والتحولات التاريخية التي جاءت بها الثورات الوطنية.