أدانت قوى يمنية ودولية التفجيرين اللذين استهدفا تجمعا لأنصار جماعة الحوثي في العاصمة اليمنيةصنعاء, ونقطة عسكرية في حضرموت شرقي اليمن، مما أدى إلى مقتل نحو سبعين شخصا وإصابة العشرات. فقد أدان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التفجير الذي استهدف تجمعا للحوثيين في صنعاء ووصفه "بالعمل الإرهابي الجبان", وذلك أثناء استقباله سفراء الدول العشر الراعية لعملية الانتقال السياسي في اليمن. كما أدانت الحكومة اليمنية وحزب الإصلاح اليمني التفجير الذي استهدف أنصار جماعة الحوثي الذين كانوا يستعدون -بناء على دعوة عبد الملك الحوثي- للتظاهر في صنعاء، احتجاجا على تكليف أحمد عوض بن مبارك برئاسة الوزراء رغم اعتذاره عن قبول التكليف في وقت متأخر الليلة الماضية. من جانبه أدان السفير الأميركي في صنعاء ماثيو تولر التفجير في بيان نشر عبر موقع الفيسبوك, ودعا "جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف والعودة إلى التعبير السلمي عن المعارضة، والعمل من خلال الوسائل الديمقراطية لجعل أصواتهم مسموعة".
تفجير صنعاء وكان مصدر مسؤول بوزارة الصحة العامة اليمنية قد أعلن مقتل 47 شخصا وجرح أكثر من سبعين آخرين في التفجير الذي استهدف تجمعاً لجماعة الحوثي بمنطقة التحرير وسط العاصمة صنعاء صباح الخميس.
وتحدثت وسائل إعلام يمنية في معلومات أولية أن شخصا كان يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه بين العشرات من عناصر جماعة الحوثي الذين كانوا يتجمعون قرب ميدان التحرير.
وقال مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت إن التفجير وقع وسط حشود من الحوثيين الذين تجمعوا في ميدان التحرير الذي يخضع لسيطرة كاملة من عناصر الجماعة، حيث إن مداخله ومخارجه محروسة من قبلهم ولا توجد أي قوة أمنية أخرى في المكان. وقد اتهم علي القحوم عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (جماعة الحوثي) جهات خارجية بتنفيذ الهجوم, وقال في اتصال مع الجزيرة من صعدة إن "هناك قوة إجرامية خارجية واستخبارات خارجية تحاول فرض المشهد العراقي في اليمن"، مشيرا إلى أن ما دعاهم إلى الخروج إلى الميادين هو "محاولة الخارج فرض تشكيلة الحكومة الجديدة".
حضرموت وفي الجنوب الشرقي للبلاد، قالت مصادر عسكرية وطبية إن نحو عشرين جنديا قتلوا في هجوم استهدف نقطة للجيش اليمني بمنطقة الغَبْر في ضواحي مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري قوله إن "سيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم القاعدة انفجرت عند نقطة تفتيش للجيش في منطقة الغبر بلدة بروم على المدخل الغربي لمدينة المكلا، مما أدى إلى مقتل عشرة جنود بالإضافة إلى تدمير دبابة وعربتين".
وفي وقت لاحق، أكدت مصادر طبية العثور على جثث أربعة جنود آخرين في مكان الانفجار بينما توفي ستة جنود متأثرين بجروحهم، لترتفع بذلك حصيلة الهجوم إلى عشرين قتيلا إضافة إلى منفذ الهجوم. وتأتي هذه التطورات في وقت يعيش فيه اليمن على وقع مأزق سياسي كامل، حيث قبل الرئيس استقالة رئيس الوزراء المعين لتوه بضغط من الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء. وكان عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي -التي تسمي نفسها جماعة أنصار الله- قال إن قرار تعيين بن مبارك يقوّض اتفاق "السلم والشراكة" الوطنية، ولم يكن هناك توافق على تعيينه، وإن قرار تعيينه صدر مباشرة بعد لقاء السفير الأميركي والرئيس هادي.