أفاد مراسلو الجزيرة بأن إقبال الناخبين التونسيين على مراكز الاقتراع بالانتخابات الرئاسية جيد بعد نحو ساعتين من فتح أبوابها، مؤكدين أن العملية تسير في ظروف جيدة وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لوقوع "عمليات إرهابية". ففي مركز اقتراع نهج مرسيليا في قلب العاصمة تونس، قالت مراسلة الجزيرة ميساء الفطناسي إن الإقبال جيد لكنه يبقى متوسطا مقارنة بالانتخابات التشريعة في هذا المركز بالذات، مشيرة إلى عزوف لدى الشباب في التصويت. كما نقلت عن مدير المركز توقعاته بأن يرتفع عدد المصوتين في الساعات القادمة. ومن مدينة سوسة الساحلية (وسط) قال مراسل الجزيرة محمد البقالي إن عدد الناخبين جيد وإن حالة من الارتياح تسود المشهد العام بين ناخبين ومترشحين وسائر مكونات المجتمع التونسي على اعتبار أنهم يعيشون لحظة فارقة ستنهي مرحلة انتقالية عسيرة دامت نحو ثلاث سنوات، كما أنها المرة الأولى التي ينتخبون فيها بحرية وبشكل مباشر رئيسا للبلاد. ومن مدينة مدنين (جنوب) تحدث مراسل الجزيرة محمود حسين عن ظروف جيدة تشهدها عملية الاقتراع وسط إقبال متوسط للناخبين الذين اصطفوا في طوابير منظمة للإدلاء بأصواتهم. وقال إن مكاتب الاقتراع شهدت حضور مراقبين محليين ودوليين. وبدأ نحو 5.3 ملايين تونسي التوافد على مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها منذ الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (7.00 ت غ)، علما أن التونسيين في الخارج بدؤوا التصويت منذ يوم الجمعة الماضي ويواصلون بدورهم الاقتراع اليوم.
تونسيون يستعدون للدخول لأحد مراكز الاقتراع بالعاصمة تونس (الجزيرة) 27 مرشحا ويتنافس في الرئاسيات 27 مرشحا بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي ورئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي واليساري البارز حمة الهمامي ورجل الأعمال الثري سليم رياحي والقاضية كلثوم كنو -المرأة الوحيدة المترشحة- إضافة إلى وزراء من عهد بن علي. وقد انسحب خمسة من المرشحين ال27 من السباق لكن أسماءهم ما زالت مدرجة على بطاقات الاقتراع. وتشير توقعات مراقبين إلى أن السباق سينحصر بين المرزوقي وقائد السبسي (87 عاما) زعيم حزب حركة نداء تونس الذي فاز بأغلبية مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية التي أجريت في ال26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي متقدما على حركة النهضة. وستجرى دورة ثانية في نهاية ديسمبر/كانون الأول إذا لم يحصل أي من المرشحين على الأغلبية المطلقة لدى إعلان النتائج في أجل أقصاه ال26 من الشهر الحالي. وسيتولى الفائز رئاسة تونس لولاية مدتها خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. إجراءات أمنية وفي تصريحات للصحفيين لدى الإدلاء بصوته في مركز اقتراع بضاحية قرطاج بالعاصمة، قال رئيس الحكومة مهدي جمعة (مستقل) إن "الحكومة اتخذت إجراءات أمنية مشددة لحماية الانتخابات كما كان الحال في الانتخابات التشريعية" وأضاف أن "وحدات الجيش والأمن منتشرة لتامين المسار الانتخابي". وأشار رئيس الحكومة المؤقتة -في تصريح للأناضول- إلى أن "خلية متابعة الشأن الانتخابي التي تضم ستة وزراء، من بينهم وزيرا الدفاع والداخلية، ستنعقد اليوم في قصر الحكومة بالقصبة (بتونس العاصمة) للإشراف على سير الانتخابات والتدخل لدى الضرورة". ونشرت السلطات حوالي تسعين ألف عنصر من الجيش والشرطة لتأمين سير عملية التصويت وبالأخص حول مراكز الاقتراع التي يقدر عددها بنحو أربعة آلاف. وتأتي الاستعدادات الأمنية المشددة بسبب تهديدات وصفتها وزارة الداخلية بالإرهابية، حيث قالت إنها تلقت تحذيرات من وقوعها بهدف إفشال الانتخابات.
السبسي أدلى بصوته في مكتب اقتراع بمحافظة أريانة (غيتي) الغنوشي والسبسي من جهته، قال رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي أثناء قيامه بعملية الاقتراع في أحد المكاتب بمحافظة بن عروس (جنوب العاصمة تونس) اليوم "إنه لا خوف من عودة الاستبداد والظلم والعتو والشعب التونسي يصنع مصيره بيده وهو متحضر وينتخب رؤساءه ويراقبهم ويعزلهم متى يشاء". بدوره قال قائد السبسي، عقب إدلائه بصوته في مكتب اقتراع بمحافظة أريانة (شمالي العاصمة) "لنا ثقة في الشعب، وننتظر قراره، وسأحترم قرار الشعب" بشأن نتائج الانتخابات مضيفا "ستواصل تونس مشوار الانتقال الديمقراطي، وأنا أنتخب كأي مواطن تونسي وأدعو ليكون الإقبال كبيرا". وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تأخير توقيت فتح مكاتب الاقتراع، إلى الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (7.00 ت غ) بدلا من السابعة مثلما حدث في الانتخابات التشريعية، على أن تغلق في السادسة مساء ( 17.00 تغ)، باستثناء نحو خمسين مركزا بمحافظات جندوبة والقصرين والكاف (غرب)، ستفتح من العاشرة صباحا (9.00 ت غ) إلى الثالثة مساء (2.00 ت غ)، لدواع أمنية. المصدر : الجزيرة + وكالات