بقلم: صحيفة ديلي تيليغراف - دامين مكلوري - كريس وودز- وايما سليتر ترجمة مهدي الحسني صعدت امريكا من "حربها السرية" في اليمن بشكل كبير، من خلال اصدارها عشرات الاوامر بشن غارات بطائرات بدون طيار على نقاط ساخنة للقاعدة ،والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين و بمباركة الحكومة الهشة في اليمن ،قام باراك أوباما بإصدار أوامره بشأن المزيد من الغارات بطائرات بدون طيار منذ شهر مايو الماضي ،بلغ عددها 26 غارة. و يبدو ان عدد الهجمات في ازدياد مستمر ،حيث شنت 9 غارات منذ مطلع هذا العام ،منها ما لا يقل عن 5 غارات هذا الشهر ،وتشمل غارة الأسبوع الماضي بالقرب من زنجبار وأكثر من 30 مسلحا قتلوا في ثلاثة هجمات صاروخية على المدينة كما قال بعض الشهود. و على الصعيد الوطني فان بإمكاننا مقارنة تلك الأرقام بمثيلاتها في باكستان ،حيث شنت أمريكا 10 غارات هذا العام ،بالرغم من ردة الفعل الشعبية العنيفة. البحث الذي أجرته دائرة صحافة التحقيق في جامعة سيتي بمدينة لندن ،كشف عن مقتل نحو 516 شخصا في الهجمات التي شنت في اليمن ،معظمهم من العناصر المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الموالي لتنظيم القاعدة. و يشمل ذلك العدد 104 من المدنيين. إن معظم الهجمات قامت بتنفيذها وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) أو قيادة القوات الخاصة الأمريكية من قاعدة جوية في جيبوتي ،لكن المسئولين الأمريكيين يرفضون تأكيد تلك التفاصيل. لقد كان الرئيس أوباما واضحا في تصميمه على تعقب تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ،حيث وصف التنظيم ب "شبكة العنف والإرهاب" ،وقد اجتذب التنظيم عدد من المواطنين الامريكيين من بينهم رجل الدين المتشدد أنور العولقي. و في سبتمبر الماضي قتل العولقي وسمير خان ،محرر مجلة انسباير التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ،والصادرة باللغة الانجليزية ،التي يعتقد أنها المسئولة عن تجنيد الشباب الذين نشأوا في الغرب. بعدها بأيام كان هناك هجوم آخر أسفر عن مقتل بعض المسلحين ،كما قتل في الهجوم نجل العولقي البالغ من العمر 16 عاما و ابن اخيه / اخته البالغ من العمر 17 عاما، وبذلك تم تعطيل قدرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على التخاطب مع الجمهور الناطق بالانجليزية. تقول اليزابيث قوينتادا ،المحللة في معهد الخدمات المتحدة الملكي ،إن أمريكا أمنت الموافقة الضمنية للقيادة اليمنية ،لكنها تخاطر بالتورط في الاضطرابات الداخلية في اليمن. و تضيف قوينتادا :"إن الغارات التي تشن في اليمن ،تتم بموافقة الحكومة اليمنية ،إن لم تكن برعاية يمنية، وهي طريقة فعالة جدا في استهداف معسكرات الارهابيين. لكن لأن هناك ثورة عامة ضد الحكومة اليمنية ،فان هناك قلق من مدى دقة المعلومات الإستخباراتية ،واستخدام بعض الجماعات - السياسية - للقوة الامريكية من أجل أغراضهم الخاصة". إن الارتفاع في عدد الهجمات هذا الشهر يبدو مرتبطا بتنصيب الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي وفي خطابه الذي ألقاه خلال حفل تنصيبه الذي جرى مؤخرا ،دعا الرئيس هادي إلى "الاستمرار في الحرب على القاعدة كواجب ديني و وطني". و بالرغم من عدة تقارير حول العمل العسكري الأمريكي في اليمن ، قلما تعترف الولاياتالمتحدة بحربها السرية ،وسيقول الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية هذا الاسبوع "أحيلكم إلى الحكومة اليمنية للمزيد من المعلومات عن جهودها في مكافحة الارهاب". غير أن ويكيليكس كانت قد نشرت معلومات دبلوماسية تشير إلى المحادثة التي دارت بين الجنرال ديفيد باتريوس ،والذي يشغل الآن منصب مدير وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) ،والرئيس السابق علي عبدالله صالح أثناء النقاش الذي دار بينهما حول الغارة التي نفذتها الولاياتالمتحدة في ديسمبر 2009 و التي راح ضحيتها العديد من المدنيين. و توصلت لجنة من البرلمان اليمني إلى أن 14 من الارهابيين المزعومين قد قتلوا في الهجوم ،بالإضافة إلى 44 من المدنيين ،وبالرغم من الضغوط الشعبية ،إلا أن المسئولين الأمريكيين لم يفتحوا أي تحقيق بهذا الخصوص. و دعا ناشطون الولاياتالمتحدة إلى تحمل المسؤولية عن حربها الخفية ،منظمة العفو الدولية التي أجرت تحقيقا مستقلا في هجوم ديسمبر 2009، قالت هذا الأسبوع إن فشل الولاياتالمتحدة في التحقيق في التقارير الموثوقة التي تحدثت عن مقتل مدنيين، يعد "أمرا مقلقا".