المصدر : موقع بلمبرغ الالكتروني تقرير : نتشولازنيو و والدراد ترجمة خاصة أصبح ما يسمى بالنموذج اليمني لدفع الديكتاتوريين للتخلي عن السلطة في نظر دبلوماسيين دوليين مناسباً لإنهاء العنف الدموي في سوريا. بعد شهرين من استلام مهامه كرئيس للجمهورية يكافح الرئيس عبد ربه منصور هادي من أجل الحفاظ على وحدة البلد الذي تمزقه الفتن والمشكلات حيث يواجه التدخلات أو الضغوطات من قبل صالح ،والذي هدد بسحب وزراء حزبه من الحكومة مؤخراً ،في الوقت نفسه لا تزال هناك اشتباكات بين الجيش المنقسم على طول خطوطه السياسية والقبلية وتعاظم نشاط تنظيم القاعدة والذي احتل مساحات واسعة من الأراضي اليمنية بما فيها عواصم مدن ،وقد أسفر القتال العنيف عن وقوع المئات من الضحايا على مدى الأسابيع الماضية. إيران بدورها أُقحمت في هذه الأحداث حيث اتهم مسئولين في الأممالمتحدة وبعض المسئولين في الخليج طهران بدعم الأقلية الدينية في الشمال والمعروفة باسم الحوثيين وكذلك الحركات الانفصالية في الجنوب. أنهى صالح 33 عاماً من الحكم في فبراير الماضي حيث انتخب مرشح وحيد وهو عبد ربه منصور هادي لم يحدث هناك تحول ديمقراطي كبير إلا أنه تم الترحيب به على نطاق واسع في المنطقة إذ أنه فوت الفرصة لقيام حرب أهلية على نطاق واسع في البلد. المبادرة التي بموجبها سلم السلطة صالح لهادي والتي رآها الأمريكان والأوروبيين منحت صالح الحصانة من الملاحقة القضائية كما سمحت لعائلته بالاحتفاظ بنفوذ كبير في الأجهزة الأمنية وكذلك الحكومة في إطار المصالحة الوطنية. حسن حيدر كتب في عموده في صحيفة الحياة اللندنية المملوكة للسعودية قائلاً :"ويوماً بعد يوم بات من الواضح أن علي عبد الله صالح قد تخلى عن السلطة ،وقد كان من الضروري أن يفعل ذلك ،لأن تخليه عن السلطة قد وضع حداً للفوضى التي تعيشها البلاد على الصعيدين السياسي والأمني ومن شأن ذلك أن يثير الفرصة لبناء الدولة على أسس جديدة". كما ألقى حيدر باللوم على صالح وخصومه ومعارضيه محاولة مفاقمة الأزمة في البلاد وقال بأن المعارضة حتى الآن لم تعطي جمهورها بشكل خاص والمواطنين بشكل عام الانطباع بأنهم قادرون على إعطاء نموذج أفضل من سابقه. وسائل إعلام خليجية أخرى تؤيد ما ذهب إليه حيدر وتقول بأن "تهديد صالح بإسقاط الحكومة غير مفيد وكذلك اتهامات إيران بالمسئولية عن تزايد نمو القاعدة في اليمن" ،وأضاف حيدر بقوله :"يجب علينا معرفة من يمول هذه الجماعة - أي أنصار الشريعة - ودعمها للقيام بهذه العمليات الخطيرة ،ومعرفة ما إذا كانت متحالفة مع الحوثيين أم لا والذي سيظهر بأن هناك دول تريد بأن تكون اليمن دولة تحتضن القاعدة - في إشارة غير مباشرة إلى إيران - والمتهمة بتمويل الحوثيين على حدود المملكة لتقويض أمنها. وسائل إعلام خليجية غير رسمية ترى أن اتفاق المصالحة الذي رعته دول الخليج يشكل جذر المشكلة التي تعيشه اليمن ،زكريا الكمالي كتب لصحيفة "الأخبار" في بيروت حيث قال بأن الحلول التي قدمتها أمريكا وأروبا ومجلس التعاون الخليجي ضمن المبادرة الخليجية قد فشل في إنقاذ البلاد من تداعيات الأزمة التي تمر بها ،سياسيون يمنيون يقولون بأنهم ذاقوا المر من المبادرة الخليجية فنجد أن هدف الثورة هو رحيل صالح أما المبادرة الخليجية لم تسمح لصالح بالبقاء فقط في البلاد بل أعطته حصانة تامة من الملاحقة القانونية". أما عصام الكمالي في "مأرب برس" يرى بأن "هناك اعتقاد واسع لدى معارضي صالح بأنه هو المسئول الأول عن ظهور القاعدة في اليمن وما عزز ذلك تأكيد علي صالح بأنه هو الوحيد القادر على محاربة تنظيم القاعدة والسيطرة عليها" ،ويضيف الكمالي :"أنه ومنذ عودة صالح من الولاياتالمتحدة عندما سافر للعلاج إثر الجروح التي أصيب بها خلال الهجوم على دار الرئاسة أنه جلب معه القاعدة والإرهاب والاغتيالات والفوضى والقتل وأنه لابد أن يرحل هو وباقي نظامه التي تدير أجهزة الأمن وخصوصاً الاستخبارات والتي تقوم من خلالها بتنشيط وتمويل الإرهاب".