أطلق ناشطون يمنيون حملة على موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك ",تهدف لممارسة الضغوط على الرئيس لمحاكمة قتلة الشهيد أنس السعيدي,أصغر شهداء الثورة اليمنية,الذي سقط برصاص قناص في العاصمة صنعاء في 19 سبتمبر الماضي. وأطلق قناص من أتباع الرئيس المخلوع رصاصة من سطح منزل,فأصابت أنس البالغ من العمر 10 أشهر فقط,ودخلت من مؤخرة رأسه وخرجت من جبهته بينما كان في سيارة والده بشارع هائل. ويقول الزميل مراد السعيدي,وهو صحافي وناشط سياسي في الثورة,وصاحب فكرة الحملة,إن الهدف منها هو إحياء مبدأ محاكمة قتلة الشهيد أنس وكل شهداء الثورة السلمية حتى لا ينسوا الناس ذلك بعد إقرار قانون الحصانة لصالح ومعاونيه. ويأمل مراد الذي يتبنى حملات مناصره في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان على شبكة الانترنت,أن يستجيب الرئيس والحكومة في تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في العام الماضي. ويستند مراد في حملته إلى ما ورد في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي نصت في إحدى بنودها على إنصاف الضحايا ومحاكمة المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان,كما شدد مجلس الأمن في قراريه الأخيرين بشأن اليمن وكذلك تقرير مبعوث الأممالمتحده إلى اليمن جمال بن عمر,وأوصت بذلك منظمات حقوقية محلية ودليه. وتحل الذكرى الأولى لاستشهاد الطفل أنس في 19 سبتمبر القادم,واستبق مراد ذلك الموعد بإجراء نقاش واسع بهدف الكشف عن قتلته ومحاكمتهم. ويرى مراد أنه رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا للبلاد في 21 فبراير الماضي,بموجب اتفاق نقل السلطه الذي تنحى صالح بموجبه,إلا أنه لم يصنع شيئا حيال المتورطين في قتل المتظاهرين السلميين. لكن الاتفاق الذي صيغ بجهود خليجية ورعاية أممية وأتى بالرئيس هادي إلى سدة الحكم في تسوية سياسية أنتجتها الثورة الشعبية,قضى بمنح الرئيس المخلوع حصانة من الملاحقة القضائية مع معاونيه مقابل تخليه هن السلطه بعد 33 عاما من الحكم,وهو ما آثار انتقادات واسعة على إعفائه من الإفلات من العقاب والمساءلة. ويتوقع مراد أن تلقى الحملة رواجاً وتفاعلاً كبيراً في صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي,بما ينسحب يترك صدى ميدانيا من خلال عدة ندوات وجلسات نقاش ومسيرات واعتصامات,داعيا جميع نشطاء الثورة إلى التفاعل وتبني الحملة. وبالعودة إلى تفاصيل ما جرى في قصة استشهاد أنس,فعقب انتشار خبر استشهاده في وسائل الإعلام أصيب الشارع اليمني بحالة من الذهول والإستنكار الشديدين خاصة من جهة الثوار،وكان أنس مع والديه وأخاه الأكبر لؤي في السيارة متجهين صوب شارع الرقاص ليشتروا أدواتٍ مدرسية للؤي. وأوقف والد أنس السيارة وخرج هو ووالدة أنس ليشتريا الأغراض، حيث ظل لؤي مع أنس في السيارة. بعد فترة وجيزة من الزمن لاحظ والد أنس لؤي يخرج من السيارة مذعورًا يتشبث بالناس، فلما وصل إليه يسأله عما حصل، رد لؤي صارخًا: قتلوا أخي! قتلوا أخي! فنظر والد أنس إلى السيارة فصدم من الموقف فأخرج أنس من السيارة وسار به في الشارع قائلاً: ولدي! ولدي! وكان الناس مذهولين من الموقف حتى صاح أحدهم وأخبر والد أنس أن يسعفه، فأسعفه بعدها إلى المستشفى الميداني (ساحة التغيير)، حيث توفي بعدها أنس بدقائق معدودة وقد وضع الثوار مجسما له في ساحة التغيير بصنعاء، كما استبدل الثوار اسم شارع الرياض، وهو شارع تجاري يتصل بشارع الرقاص الذي استشهد فيه أنس، بشارع الشهيد أنس السعيدي.