فجرت المذبحة التي نفذتها مجموعة على حاجز أمني مصري في مدينة رفح المصرية، واستشهد فيها 16 عسكرياً، وأصيب 7 آخرون، غضباً عارماً لدى المصريين، ودعوات لمراجعة اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة مع الكيان الصهيوني . وأثارت المذبحة القيادتين السياسية والعسكرية اللتين تعهدتا بملاحقة المنفذين، بالقدر الذي كشف عن هشاشة الاتفاقات المبرمة، وإمكان خلط الأوراق وإعادة الأمور إلى المربع الأول . وفيما أعلنت الرئاسة المصرية الحداد لمدة 3 أيام، ونعى الجيش ضحاياه، موضحاً أنه سيتم تشييعهم اليوم في جنازة عسكرية، وسط تصاعد الدعوات لمراجعة اتفاقية "كامب ديفيد" وترتباتها الأمنية لتمكين الجيش المصري من إعادة بسط سيطرته الكاملة على سيناء . ولقي الهجوم تنديداً فلسطينياً واسعاً، وقوبل بتحرك فوري من حركة "حماس" لملاحقة المتطرفين في قطاع غزة، فيما أغلقت السلطات المصرية معبر رفح حتى إشعار آخر، ولجأت "إسرائيل" كعادتها إلى دق أسافين الفتنة، واتهمت إيران بدعم الهجوم معتبرة أنه يمثل جرس إنذار لمصر . واجتمع الرئيس محمد مرسي بالقيادات الأمنية والسياسية بحضور رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان ومدير المخابرات العامة مراد موافي، وأكد أن قوات الأمن "سوف تفرض سيطرتها الكاملة على سيناء، وستقوم بملاحقة الذين اقترفوا هذا الجرم" . وتابع "الآن صدرت الأوامر واضحة إلى كل قواتنا، القوات المسلحة والشرطة الداخلية، لمطاردة هؤلاء، لإلقاء القبض على من قاموا بهذا الهجوم الغادر على أبنائنا . لن يمر هذا الحادث بسهولة" . ووصل الرئيس مرسي، عصر أمس، إلى مطار العريش للوقوف على تداعيات أحداث مقتل جنود مصريين بنيران مسلحين بالقرب من معبر كرم أبو سالم الحدودي . وكان الجيش المصري توعد في بيان على صفحته الرسمية على الانترنت ب"الانتقام" سريعاً من مرتكبي الهجوم سواء كانوا "داخل مصر او خارجها"، فيما عقد المجلس العسكري اجتماعاً لبحث سبل الرد على الهجوم، من دون أن ترشح أية تفاصيل عن الاجتماع، ولا عن تدابير من المتوقع أن يتخذها المجلس . وكانت طائرة عسكرية من طراز سي 130 قادمة من الإسماعيلية، وصلت إلى مطار العريش؛ لنقل جثامين الشهداء الذين قضوا في المذبحة . وفي الوقت الذي تواصلت ردود الفعل الغاضبة من جميع القوى السياسية التي حملت الرئيس والمجلس العسكري مسؤولية ذلك الهجوم على وحدة تابعة للجيش في سيناء، ومقتل جنودها وضباطها، أدانت أحزاب وحركات سياسية ودينية الهجوم، مطالبة جميع الأجهزة المعنية المسؤولة باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتأمين الحدود، والعمل على ردع مثل تلك العمليات الإرهابية، في الوقت الذي اتهمت جماعة الاخوان المسلمين جهاز "الموساد الإسرائيلي" بالوقوف وراء الهجوم، وقال متحدث باسم خارجية الكيان "حتى من يقول هذا عندما ينظر لنفسه في المرآه لا يصدق الهراء الذي يقوله" . الى ذلك، بحث رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، مع مدير جهاز المخابرات المصرية الهجوم، وقال إنّ غزة ليست متورطة في الهجوم، رافضاً الزج باسمها في هذه الأحداث من دون التحقق ومعرفة المتسبب الأصلي، وقال المتحدث باسم الحركة طاهر النونو إنه يجري اتخاذ خطوات "للكشف عن المتورطين" بالتنسيق مع مصر . واتهم المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة ايهاب الغصين "إسرائيل" بالتورط في المذبحة "سواء مباشرة أو غير مباشرة عن طريق عملاء اخترقوا هذه المجموعات التكفيرية" .