وصف السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين ما حدث من اقتحام للسفارة الأسبوع الماضي بأنه «شيء خطير للغاية» وان الدمار الذي تعرضت له كان كبيراً جداً، مشيرا إلى أن أكثر ما أقلقهم هو «الفشل الأمني الذريع». فيما أعترف أن السفارة رفضت منح الرئيس السابق تأشيرة دخول الولاياتالمتحدة للعلاج. وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الأربعاء «دعوني أكون صريحا معكم فالحكومة اليمنية فشلت في حماية السفارة»، لكنه عاد وأستدرك «إلا أنها ومنذ ذلك اليوم قدمت الحكومة عملاً كبيراً هنا ونحن راضون عنها». وتحدث السفير -بحسب الخبر الذي أورده موقع "المصدر أون لاين"- عن حادث اقتحام السفارة، وقال إن التحقيقات جارية من قبل الحكومة اليمنية في هذا الأمر، مردفاَ «لسنا بوضع يسمح لنا الحديث عن أي شيء في هذا الجانب كون التحقيقات ما تزال جارية»، وأضاف «لقد أبلغنا الحكومة وتحديدا وزير الداخلية أننا سنتقاسم معهم المعلومات التي لدينا بخصوص الحادث أو تلك التي رأيناها بأنفسنا». وبخصوص الجدل حول تواجد قوات من البحرية الأميركية في فندق الشيراتون وتحوله إلى ثكنة أميركية، نفى السفير ذلك، وقال موضحا «الشيراتون يسكنه موظفون من السفارة فقط منذ العام الماضي» وأشار إلى أن الجنود الأميركيين «ينحصر عملهم في إطار السفارة بينما أن تواجدهم في الشيراتون يأتي فقط لحماية موظفينا هناك»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن مهمة الجنود مؤقتة وأنه «بمجرد أن يهدأ الوضع سيغادرون اليمن».. ونفى ما يتردد عن وصول أي عربات مدرعة أميركية إلى اليمن. وردا على سؤال المصدر بشأن اتهامات قيادات مؤتمرية للسفارة الأميركية بترتيب الحادث من أجل إدخال قوات المارينز إلى البلاد بهدف السيطرة الأمنية خلال الفترة القادمة وحديث طارق محمد عبدالله صالح بشأن عدم اتصال السفارة للجهات الأمنية لطلب الحماية، سخر السفير بالقول «هذا كله ليس له معنى» وأضاف «لا يمكنني أن أرد على كل جدل سخيف». وناصح أي شخص يمكنه أن يعتقد أن السفارة سهلت العملية، أن يطلع على اللقطات التي نشرت على «اليوتيوب» بهذا الشأن. ورد السفير على أسئلة الصحفيين المتعلقة بالجوانب السياسية، نفى أن يكون التقى بالرئيس السابق خلال الفترة الماضية. وأما بشأن عدم حضوره فعالية المؤتمر (بمناسبة الذكرى الثلاثين)، أوضح «نعتبرها فعالية داخلية في إطار حزب المؤتمر وليس لها علاقة بتطوير العلاقات بين البلدين». وأعترف أن السفارة أبلغت الرئيس السابق أنها في الوقت الراهن لن تتمكن من منحه تأشيرة لدخول الولاياتالمتحدة للعلاج، منوها «هذا قرار ليس دائماً وربما في المستقبل نمنحه التأشيرة». وقال السفير إن «المبادرة الخليجية لا تطلب من صالح التوقف عن ممارسة العمل السياسي، وهذا ربما خطأ اقترفه معدو المبادرة لسوء الحظ»، لكنه أستدرك موضحاً «الحصانة التي يتمتع بها صالح لا تنطبق إلا على الفترة التي كان فيها رئيساً، وكما نعلم أن فترة رئاسته انتهت رسمياً في 21 فبراير 2012 ولهذا فإنه لم يعد منذ الحين يتمتع بأي نوع من الحصانة». وأمتدح السفير الأميركي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باعتباره ناجحا وعمليا وقراراته التي يتخذها مناسبة لإنقاذ البلاد. وأضاف «الرئيس هادي مركز جدا على إنجاح المرحلة الانتقالية باعتبارها مرحلة تاريخية في حياة اليمنيين.. وهو يسعى جاهداً إلى خدمة اليمن بحيث تكون خلال فترة رئاسته قد وصلت إلى تأسيس وبناء المستقبل المنشود». وحول موضوع قاعدة العند الجوية أكد السفير الأميركي ان وجود قوات أميركية في تلك القاعدة ومهمتها محصورة في تقديم المساعدة للقوات اليمنية في إطار الشراكة بين البلدين في مكافحة الإرهاب. ونفى فيرستاين وصول مدرعات ومعدات عسكرية أميركية إلى ميناء الحديدة تمهيداً لوصولها إلى محيط السفارة الأميركية بصنعاء بحسب ما ذكرته وسائل إعلام في اليمن. السفير الأميركي ذكر للصحفيين أن علاقة بلاده باليمن لن تتغير وستظل الولاياتالمتحدة الأميركية داعمة لليمن في تعزيز الأمن والاستقرار وترسيخ الديمقراطية. وأكد السفير فايرستاين، أن السياسة الأميركية تجاه اليمن، خلال المرحلة الراهنة، تقوم على "ثلاثة عناصر" هي "الجهد المشترك للتغلب على التطرف العنيف"، و"دعم تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية"، و"المساعدة على بناء مؤسسات ديمقراطية قوية". وعبر عن تفاؤله في نجاح مؤتمر "أصدقاء اليمن" المقرر عقده أواخر الشهر الجاري، في ولاية نيويوركبالولاياتالمتحدة، مؤكدا أهمية هذا المؤتمر لحشد الدعم الدولي لليمن وخططه التنموية وبما يسهم في تلبية احتياجات الشعب اليمني وتنفيذ المشاريع التي توفر فرص عمل لامتصاص البطالة. ودعا الحكومة اليمنية إلى مضاعفة الجهود لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، معتبراً ذلك "مدخلاً للاستقرار السياسي".