الغرور نفسه والعنجهية ذاتها والتضليل كما هو, وكأننا نرى نظام صالح ماثلاً أمام أعيننا ! بالأمس كان القيادي الإصلاحي محمد اليدومي على قناة سهيل يتهم بعض قيادات الاشتراكي بأنها سبب حرب صيف94م , يعلم ونعلم أن الحرب بدأت منذ إن تم الانقلاب على دستور الوحدة , ومنذ خطط للانقلاب على شريكهم في الوحدة الحزب الاشتراكي "وراجعوا مذكرات الشيح عبد الله الأحمر" قال: لن نعتذر, لم نخطئ حتى نعتذر ولو إننا أخطأنا لاعتذرنا, على هذا الاشتراكي والناصري والنظام يجب أن يعتذروا للشعب اليمني!هكذا كان رده على مطلب الاعتذار.
قلنا إن هؤلاء أصابهم الغرور ويعتقدون أنهم وصلوا إلى ما يبتغون, نكران ماحدث لن يغير من الواقع شيء ولن يزور ويزيف التاريخ, أصبحنا واعين لكل مادار ويدور. بالأمس الديلمي واليوم اليدومي , والإساءات تتوالى والتضليل مستمر!
قال أيضاً أن الحاجة لبقاء المشترك لاتزال لعشر سنوات قادمة, جميل! لكن مشترك على أي أساس ؟ تحالف قوى وأحزاب أم تبعية ؟ حزب مهيمن ومسيطر وأخرى خاضعة وتابعة؟! بعد تكرار الإساءات من بعض قيادات في الإصلاح وصمت الإصلاح عنها, أصبح من المهم إعادة التفكير بهذا التحالف "اللقاء المشترك" وبقائه على أساس تحالف وليس تبعية , والحزب الاشتراكي رغم كل الضربات التي وجهت إليه بدءا باغتيال قياداته مرورا بنهب أمواله وممتلكاته وانتهاء بحملات التشويه التي طالته وطالت ولاتزال قياداته وأعضاءه ,لايزال حزب قوي بتواجده , بقياداته وقواعده الشرفاء, بالتفاف الناس حوله, بمدنيته , والقوة المالية ليست كل شيء, ومقولة "صاحب المال متحكم" لايجب أن تحضر في هذا التحالف.
لنمر على فتوى الشيخ عبد الوهاب الديلمي,هناك من يعترف بوجودها غير انه يصر انه لايوجد في نصها ما يجيز قتل الأبرياء, وهناك من ينكرها من الأساس, لننظر في هذه الفقرة منها والتي نشر نصها بصحيفة الوثيقة والمؤرخة ب15-8-1995م, ونشر النص , يعني أنها صدرت قبل هذا التاريخ وإلا ماحاجته لإصدار فتوى بعد انتصار قوات الشرعية على قوى الردة والانفصال؟! فالبعض يصر على ألا علاقة لفتوى الديلمي بما حصل ويحصل في الجنوب !لان الفتوى كانت في95م , ياهؤلاء أعيد نشرها في95م , وان افترضنا كانت بعد الحرب فهو يبرر قتل الناس في الجنوب. المهم وطبعا بعد تكفيره للاشتراكي مطلع الفتوى والتحدث عن تاريخه الذي وصفه بالأسود وكأن تاريخ الشمال وصالح وحلفائه ناصع البياض, والحديث عنه بأنه حزب أعلن الردة والإلحاد والبغي والفساد يقول الديلمي في فتواه الشهيرة " وقد أجمع العلماء أنه عند القتال, بأنه إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين, فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المتمترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال, ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض,إذن فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا,فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح" وبعد سنوات من الصمت ومثلها من النكران يصدر الديلمي اليوم بيان يسيء فيه لأبناء الجنوب, وينعتهم بالعبيد إبان الإشتراكي, ويسيء للاشتراكي , يعني "جاء يكحلها عماها" ,كنا ننتظر اعتراف واعتذار, بدلاً من إنكار فتوى لايمكن لغربال البيان والإعلام أن يغطها !
نحن من حقنا إذن أن نتسآءل لماذا لم يكذب الديلمي هذه الفتوى حينها إن كانت لم تصدر عنه؟ ليس من العيب الاعتراف بالخطأ والاعتذار إنما العيب في الاستمرار بمحاولة خداع الناس وتضليلهم, الفتوى معروفة ومشهورة وتحدث عنها واستنكرها علماء الأزهر. سأذكر حادثة قبل رمضان (كنت ذاهبة إلى مقر الحزب الاشتراكي, قلت لسائق التاكسي اذهب بي إلى مقر الحزب الاشتراكي, التقت إلي وسأل باستنكار, أنتِ إشتراكية ؟ قلت له نعم , وأيش المشكلة؟, قال المهم ألا تكوني كافرة! قلت له ومن قال لك إن الاشتراكيين كفار؟ وبدأ يسرد لي ماتناوله الإعلام الرسمي قبل وأثناء وبعد حرب صيف94م , قلت له وهل يعقل أن تصدق مثل هذه الترهات والافتراءات؟ وأضفت حين يحصل زواج بين الدين والسياسة يخلق هذا المولود المعاق والمشوه المسمى(فتوى), أليست هذه نتيجة طبيعية للتعبئة الخاطئة والحاقدة والتي ساهمت فيها جميع القوى الرجعية ضد الاشتراكي, لا احتاج لمشائخ السلطان ليعلموننا ديننا , الدين أتى قبلهم ويبقى بعد فناء كل القوى والأحزاب المتحدثة اليوم بإسم الله, القوى التي تقتل وتجهض بإسم السماء كل مشروع مدني يتعارض مع مصالحها , ومن تآمر على مشروع الدولة الحديثة و قتل الرئيس الحمدي هو نفسه من قتل جار الله عمر, القاتل هو الذي يرى في أي مشروع مدني تهديد لمكانته ووجوده ومصالحه!
الغريب انه كلما تحدثنا عن فتوى الديلمي يتحدثون عن أحداث يناير , الجنوبيون أنفسهم لايذكرون الان غير فتوى الديلمي , وان كانت يناير مجزرة فهي بين القيادات أنفسهم لم توجه الأسلحة إلا إلى صدور بعضهم, وليس إلى النساء والأطفال , ولم يصدر قيادي اشتراكي فتوى بجواز قتل المتمترس بهم من النساء والأطفال. وأصلاً لم يكن نظام الشمال ديمقراطي ورحيم بالشعب لتتحدثوا عن نظام قمعي في الجنوب ومن قٌتل في الشمال بالتقسيط من السياسيين والمعارضين وزج بهم في المعتقلات قبل الوحدة وبينهم نساء أكثر بكثيرممن قتلوا في أحداث يناير,ولوفتح هذا الملف وتم التحقيق فيه, سيعرف اليمنيون حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق رجال ونساء الشمال. ولا اعرف عن أي حقوق وأي أعراض تلك التي انتهكت في عهد الاشتراكي في الجنوب, قبول, وورد الفاتش وغيرهما كثير ,نساء اختطفهن الأمن الوطني في الشمال وعذبن واحرقن حتى الموت بتهمة قرابتهن لشيوعيين ومخربين, وبعض تلك الاعتقالات كانت بيد بعض ضباط بعضهم اليوم ثوار! الجنوبيون أبدا لم يكونوا في عهد الاشتراكي عبيدا,ولم تكن النساء إلا متعلمات ومثقفات وقياديات , ورائدات على مستوى الجزيرة العربية, وكيف هو حال المرأة اليوم بعد دخول الفاتحين على المحافظات الجنوبية؟!
للاشتراكي أخطائه لكن على الأقل بنى دولة نظام وقانون , تعليم وصحة , لا احد ينهب ارض غيره أو بيته, كان التأميم خطأ, لكن تأميم من اجل شعب, أما غيره من المنتصرين , شركاء حرب صيف94م, نهبوا وأمموا كل مؤسسات الجنوب ليس للدولة أو للشعب , إنما لأنفسهم ,للنافذين واللصوص, حاولوا محو هوية ارض وشعب , استبدلوا أسماء الشوارع والمدارس وكل شيء, وكأن كل شارع وكل مدرسة ومؤسسة جنوبية حجارها وأصحاب الأسماء التي تحملها كانت كافرة واستبدل اسمها بعد إسلامها على يد أولئك الفاتحين.
إن أسوأ التحالفات هي حين يتحالف" الدين والعسكر والقبيلة" فكيف حين يجتمع كل هذا في حزب أو جماعة ما؟ إنه يدمر اليمن, ويقضي على ماتبقى من حلم اليمنيين في بناء الدولة المدنية الحديثة, الدولة الديمقراطية , لذا نحن متيقظين ولم نقم بثورة من أجل نسقط الطاغية والديكتاتور صالح لنستبدله بالديكتاتورية الدينية أو القبلية.
وياشيخ عبد الوهاب الجنوبيون أحرار , وحين كان البعض من "شركاء القتل والفيد"يرفضون الاعتراف بقضية الجنوب العادلة إلى وقت ليس ببعيد , كان هؤلاء الذين نعتوا بالعبيد يواجهون آلة القتل والقمع ,وفتحت للآلاف منهم المعتقلات والزنازين والمحاكم! من فمن هو الحر ومن هو العبد؟ انا اعتقد ان العبد هو من أجل السلطان يصدر فتوى تستبيح الأرض وتقتل الإنسان ,وتسفك الدم المعصوم ,العبد من يكيف الدين حسب مصلحته أو ليرضى الحاكم.
الان عليكم انتم أن تعودوا إلى الله ولدينه الحق وانتم محاسبون على كل كلمة تخرج من أفواهكم وكل فعل يصدر منكم,ونحن لم نسمع كلمة حق ولا صوتا في جرائم الاغتصاب ونهب الأراضي , لم نسمع لكم صوتا في أطفال يتاجر بهم بدول مجاورة, في نساء يتسولن في الشوارع ويتم التحرش بهن , من نساء يبعن أعراضهن من أجل سد جوعهن , من مخربي أبراج الكهرباء, من الدم الذي يسفك في عدن, من الفوضى في تعز وقضايا كثيرة تحتاج لفتاويكم !!
وسؤال أخير إلى التجمع اليمني للإصلاح , بالأمس تحدث اليدومي عن الدولة المدنية أنها دولة العدالة "وفق الضوابط الإسلامية" والإصلاح مع المشاركة السياسية للمرأة أيضاَ "وفق الضوابط الإسلامية" وعلى اعتبار إن اليدومي احد قياداته وكان يتحدث بإسمه نريد منه أن يحدد لنا ماهي الضوابط الإسلامية؟ لأنها كلمة فضفاضة وكلٍ سوف يفسر كل قضية حسب هواه ومزاجه وستقمع المرأة, وتنتهك حقوقها "وفق الضوابط الإسلامية" لذا أفتونا أثابكم الله. 1 كتب: almajeedi: تأديبها و(محذوف) مثلها تربية بيت (محذوف) علماينة تتطاول على اسيادها العلماء وماتسواحذاء الشيخ الديلمي لعنة الله عليها وعلى حزبها الرد على التعليق ردود على التعليق 1- كتب معاذ النظاري : سفاله بلا حدود واضح من تعليقك معدنك وتربيتك يا مجيدي .. كل اناء بما فيه ينضح 2- كتب معاذ النظاري : سفاله بلا حدود واضح من تعليقك معدنك وتربيتك يا مجيدي .. كل اناء بما فيه ينضح 2 كتب: صلاح الشرجبي : في الحاجة الى تجاوز تركة الحروب حيال حرب صيف 1994 اعتقد باننا من جيل كان ضحية للحرب ونتائجهاو لم نكن طرفا فيهابحال من الاحوال و الحرب كان لها جانبان في احدهما كان الحزب الاشتراكي و اليوم لا اعتقد بان هذا الجيل معني باعادة اختراع مواقع اطراف الحرب بقدر ما يعنيه حقه في تجاوز اسباب الحروب التي جعلت جيل من السياسيين اليمنيين يعيش و يمارس السياسة في كنف المدافع و الحزب الاشتراكي بقتالاته لم يكن بعيد عن هذا اليوم كيف تتحرر السياسة من سطوة البندقية التي حكمت المجال العام طوال خمسين عام و ما زال لها دورا نافذا اليوم هذا مستوى و في مستوى ثاني تجيئ موضوعة فتوى الديلمي و هو موضوع متدوال منذ 1994 و حتى اليوم و لكن نقاشه يدور في حلقة مفرغة مضمونها الاعتذار عن الفتوى في ظل انكار صاحبها لها و حديثا قال بانه كان حديثا صحفيا و لم يفتي في الامر سيفتح باب السجال حول هل توافر الشروط الشرعية للفتوى في ذلك الحديث من عدمه و هنا ايضا لا تتقدم السياسية لن توسل الفتوى لنقض الفتوى لا يعزز السياسية بقدر ما يؤكد الفتوى كاداة في الحرب و السياسة لم يناقش احد ما الدور الذي لعبته الفتوى او الحديث الصحفي في حرب 1994 ايضا لما لا تتقدم بنا الحياة لنعرف ما موقف هذه الاطراف من الصراع الداخلي (تشير معارك الساحات بان كل اطراف الصراع السياسي في اليمن لم تغادر مواقع صراعها و ان لديها الاستعداد لاستخدام العنف في الخلاف او الاختلاف السياسي ) ربما ان الديلمي و اخرين ينكرون صدور فتاوى عنهم و لكن بالمقابل لم يسئلهم احد عن موقفهم مما حدث و هل ما يزالون يتخذون ذات موقف صيف 1994 ام ان هناك خطاء سياسيا فادحا اقترفته اطراف الحرب مجتمعة في حق البلد و الشعب . اما يناير و هي الابعد عنا هذا الجيل فلست مع ساميه بان بنادق القادة توجهت الى صدورهم مثلت يناير اشد ضربة وجهت للمشروع الوطني اليمني حيث كان الاقتتال بحسب الهوية المناطقية و الحرب عموما نزلت الى الشوارع و صار ضحيتها المواطنون العزل وو هناك خسارة اخرى لا يلتفت اليها احد و هي الكادر المؤهل الذي ذبح في طرفة عين بعد ان اسهمت دول صديقة لليمن و ليس اليمن في تاهيله علميا . في الختام لا اعتقد بان سياسية المن على الناس ان الحزب الاشتراكي بنى دوله و قدم صحة و تعليم ... انها وظيفة و دور كل حزب يكون في السلطة هذا دوره و واجبه ما دام حاكم ربما ان الحزب الاشتراكي كان باستطاعته ان ينتج الخطاب السياسي الذي يقول للناس كيف تحققت الجوانب التي يريد ان يشير الى ايجابيتها ضمن تجربته و حتى دعايته لنفسه و مشروعه السياسي ...لقد عرف اليمن الديمقراطي في عهدالحزب الاشتراكي سيادة للقانون و كذا عرفت الجمهورية العربية اليمنية سيادة القانون في عهدالرئيس الحمدي بمعنى ان التاريخ يقول لنا ان سيادة القانون ممكنة في اليمن و ليست مستحيلة كما يحاول ان يروج البعض ، ان البحث في الشان الاجتماعي في جزء منه محاولة لفهم امكانات التحقق في الواقع الاجتماعي المعاش و كيفيات هذا التحقق و نتائجه و متطلباته ... ان مساواة الجميع امام القانون كان اساس واضح في برنامج الحزب الاشتراكي و خياراته قول و عمل و لم يكن هناك احد فوق القانون ... بمعنى أن سيادة القانون لن تقوم الا على ضد بنية الامتيازات الرسمية و الاجتماعية و منظومتها و على حسابها لينعم شعب اليمن بسيادة القانون علينا أن نناضل ضد كل صيغ التمييز التي تم انتاجها خلال ازيد من ثلاثين عام سواء اعطت امتياز على أساس مناطقي أو اطائفي أو فئوي أو سلالي أو ... الخ . خلاص اليمن الإنسان و الوطن يحتاج إلى جدل عميق في الواقع يتاسس عليه تنظيم سياسي ثوري يعمل على الأرض من اجل تحقيق استقلال قوى الشعب صاحبة الحاجة إلى التغيير الاجتماعي و التي تجد طاقتها الأساسية في الفئات الشعبية المنتجة و التي تمثل اغلب السكان حتى بالمفهوم العددي. الرد على التعليق 3 كتب: ساهر: تافه مقال تافه لايستحق القراءة الاصلاح اشرف منكم ياعلمانيين الرد على التعليق ردود على التعليق 1- كتب ثائر حر : الثورة شبابية مش حزبية كيف الإصلاح شريف ممكن تفسر لنا يا محترم الشرف وين هل في أنه يعتدى على الشباب في الساحات بطريقة تشابه النظام أو من خلال منح القتلة الحصانة كيف يعطي الحصانة لقاتل يا محترم أنت وحزبك المحترم التستر على مجرم مشاركة بالجريمة