ضحايا الأمن السياسي سجون الأمن السياسي تكتظ بالضحايا ممن ليس لهم سند أو عون في وطن العنجهية والخراب.. أغلب نزلاء تلك السجون هم مواطنون من الدرجة التاسعة أو العاشرة.. بعضهم قبره أو غيّبه هذا الأمن في ظلماته الموحشة شهوراً، وبعضهم رزح تحت وطأته وقدره سنين طوال.. والأسوأ أن قضاءنا مقصي وضعيف، لدرجة أنه بات يوصف بأنه في أفضل حال أشبه بأسد مفرشة.. فمن ينصف من سلبه الأمن أمنه ومستقبله؟!! من يعوض من خرج من أقبية الأمن مطحون الحال وخائب الرجاء يجر ذاكرة محتدمة بمشاهد لبشاعة تصارع الجنون؟!! لقد جن البعض ممن استحال على عقولهم وشاعريتهم تحمُّل عبث وبشاعة هذا الأمن الذي تجرد من الإحساس والمشاعر.. كثيرون سحقت أدميتهم ووئدت أحلامهم ونهشت وسائل القهر والتعذيب أجسادهم.. كثيرون هم الذين خرجوا من أقبية وسجون الأمن وقد فُصلوا من أعمالهم أو قُطعت عنهم مصادر أرزاقهم أو أضاع الأمن مستقبلهم ومستقبل أطفالهم.. والأسوأ أن يدفع ضحايا هذا الثمن ليس لجرم اقترفوه ولكن لغطرسة وغرور مسؤول أو لظن أو شبهة أو تهمة بغير دليل.. فمتى نرى العدالة تطال مسؤولاً أو ضابطاً كان سبباً في ضياع وطن ومستقبل شعب.. لا أظن أن الأمر مستحيل بل لعلي أرى شمساً تتلظى واهجة تخرج من قبو سجن، تنذر بقيامة وتمسح عن وجوهنا عبوس زمن كان.. قبح وبشاعة الأمن السياسي الغارق بالسادية والنخيط يمنع نائباً من زيارة سجين رأي.. نعم سجين رأي رفض السماح بانتعال عقله وإلغاء قناعاته.. أعتقله دون وجود أدنى مسوغ أو سند يبرر حتى سؤاله.. اختطفه من حرم الجامعة وأخفاه.. لم يبلغ أحداً من أسرته أو ذويه.. استمر باحتجازه دون وجه حق أو قانون.. ولا زال بعنت صارخ يرفض الإفراج عنه أو إحالته للقضاء.. إنه سلوك يذكر ربما بفعل اشبه بافعال المافيا لا أمن يحمي الوطن ويعمل في إطار سيادة دستور وقانون ومواثيق حقوق الانسان. حاولت أن ألتمس عذرا أو أجد مبرراً واحدا لمنع نائب من زيارة سجين، فلم أجد غير أن هذا النائب نغص شهية الأمن وراحته وقت وليمته ربما أو أن أثار احتفال الأمن العابث كان لا يزال طريا على جسد الضحية، ولا زالت أثار ساديته شاخصةً وشاهدة على مخالب سلطة ممثلة في أمنها السياسي.. افتحوا لنا السجون إن كنتم ترون انكم غير مايقال افتحوا لنا سجون الأمن السرية لتثبتوا للجميع أنكم تراعون ولو ماتيسر من حقوق الانسان وانكم لا تقترفون من الجرم والبشاعة كل يوم ضد الدستور والإنسان وهذا الوطن ما يقال في غير زمان ومكان.
سياسي أجبن من فأر (ممنوع الزيارة) هكذا نقلها ضابط الأمن السياسي يملء الفم لي ولزوجة المعتقل محمد العبدلي التي أرادت أن تزور زوجها بعد عشرين يوما من اختفائه.. كيف تمنعون نائب شعب من أن يزور ضحية فيما تغدون تستحقون الشفقة والرثاء حين نسمع أن غرباء يأتون من خلف البحار ويدخلون إلى غرف التحقيق في الأمن السياسي، وأنتم لا تعرفون عنهم شيئا غير توجيه صارم بالسماح لهم بالاستجواب والتحقيق مع المتهمين.. ترى اصحيح ان المحقق اليمني قد ترك مقعده للخواجة ليباشر هذا الأخير التحقيق، وعندما فرغ منه وغادر الغرفة عاد الضابط اليمني ليسأل المتهم عن هوية وانتماء الشخص الذي كان يحقق معه.. هذا ما كشفه أحد المفرج عنهم من الذين حقق معهم الأمن السياسي بتهمة الانتماء للقاعدة وتهريب الأسلحة للصومال.. إنه حال يفضح ويعري هذه السلطة البائسة وهذا الأمن التابع والمسكين الذي لا يجيد إلا العنظزة والعنترة على مواطنيه، فيما بالخنوع الذليل أمام الغريب، أحقاً أن هذه السلطة المستبدة تغدو أمام الخواجة أجبن من فأر..