من متابعة بسيطة لتطورات العدوان السعودي على اليمن يتبين للمراقب أن العدو وبعد أن فشل في تحقيق أهدافه المعلنة طوال أكثر من تسعين يوما من القصف والحصار فانه لم يعتبر ويتراجع عن هذا العدوان بل تدفعه مكابرته وغروره الى مواصلة العدوان الجهنمي على اليمن باتجاه تمزيقه وتطييفه وادامة الصراع بين ابنائه. و لكن من خلال تطوير في آلة التآمر مع مرتزقته في الداخل و بما يؤدي الى انهاك اليمن شعبا وجيشا بالحصار وادامته وباستمرار القصف وتركيزه على بعض الجبهات لعله يوجد لمرتزقته في الداخل مؤطئ قدم "اَمن" يكون مركزا لما تسمى بالشرعية ولاستمرار الصراع الداخلي وذلك من خلال ما يلي: - تكثيف الضربات بالطيران والبحرية على أبناء الجيش واللجان في مدينة عدن ومحيطها وبما يؤدي إلى قطع خطوط الإمداد للجيش في لحج وأبين بالموازاة مع المجيء بمئات بل وآلالاف من المرتزقة والارهابيين المدربين (في الداخل والخارج) سواء من اليمنيين او من غيرهم وباشراف ضباط سعوديين واردنيين واماراتيين وأجانب وذلك بانزالهم الى جبهة عدن ومحيطها عبر البحر او عبر منفذ الوديعة. - القيام بأعمال ارهابية متواصلة ضد النقاط الأمنية والتجمعات والمساجد والاسواق والمقار الحزبية والحكومية والمعسكرات في المدن والمحافظات الآمنة والتي هي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية بما فيها صنعاء واب ومأرب والبيضاء وذمار وغيرها. -في المناطق والمحافظات التي ليس فيها قتال ولا تواجد كبير لأنصار الله فيها يتم العمل على محاولة السيطرة عليها عسكرية او فتح جبهات فيها لانهاك الجيش والامن وانصار الله في هذه المناطق وتشمل ريمة والمحويت وحتى بعض مناطق الحديدة وحجة فضلا عن البيضاء وغيرها. -استمرار الحصار البحري والبري والجوي وضرب المنشاءات النفطية والكهربائية وناقلات النفط والغاز بهدف التضييق على معيشة الناس في ظل صمت العالم وشراء السعودية لذمم الجميع بالمال. - ابقاء أمل الحوار والوساطة كغطاء لاستمرار المؤامرة وأشعار انصار الله بامكانية وجود حل ولو ببعض التنازلات في حين انهم لن يتوقفوا عن المؤامرة بعد ان يلزموا انصار الله بقيود جديدة تمنع تحركهم او الرد على مؤامرتهم وسواء حصلت هدنة او لم تحصل فان الاقتتال الداخلي والتفجيرات الارهابية لن تتوقف وسيوجدون لها الف مبرر ومبرر. تلك هي المعالم البارزة في المؤامرة والتي ستعتمد عليها السعودية في عدوانها خلال الاسابيع وربما الاشهر القادمة وهذا يعني استمرار المؤامرة والعدوان وعدم مراهنة السعودية على اي مخرج او حل اخر غير استمرار الحرب والاحتراب في اليمن وعلى اليمن حتى تركع او تدمر معتمدة في هذه الاستراتيجية الجهنمية على ثلاثة عوال رئيسية هي: -صمت العالم وعدم ادانته للعدوان والجرائم التي ترتكبها السعودية وعدم وجود اي مؤشرات لرغبة او حاجة امريكية او غربية لوقف الحرب السعودية اما لأن الحرب لا تؤدي الى تضرر مصالحها المباشرة في السعودية او في الخليج او لان هذا العالم يحصل مقابل الصمت على اموال وصفقات سعودية. - عدم تحول الحرب الى حدث سعودي وبقائها رغم العمليات البطولية التي يقوم بها الجيش في الحدود حدثا او ضررا يمنيا اي ان السعودية طالما وهي تعتقد ان الحرب لم تنتقل الى العمق السعودي ولم تتضرر منها بشكل كبير فانها ترى ان ايقاف الحرب سيكون ضرره على الداخل السعودي اخطر من استمرارها. - وجود طرف محلي ممثلا بما يسمى بشرعية هادي ثم بالاصلاح وحلفائه الذين يقومن بتغطية العدوان وشرعنته واعتباره طلبا منهم من ناحية ومشاركة العدو من ناحية اخرى في القتال والاعمال الارهابية ضد شعبهم وفتح جبهات قتالية عديدة في اكثر من محافظة وبما يمثل هولاء "جيش العدو البري" من ناحية اخرى وهو العامل الأخطر الذي يكمل للعدو كل نواقص العجز والفشل خصوصا بعد ان انخرط الاصلاح وحلفائه في المشترك كليا ومتماهيا مع العدو وأهداف العدو تجاه اليمن واعتبار ذلك خيارا وحيدا ونهائيا للعودة الى السلطة ولو كممثل للطائفة المراد صناعتها بعد فشله في السياسة كحزب سياسي. هذه هي العوامل الثلاثة التي جعلت السعودية تواصل عدوانها وتصل فيه حد الجريمة التي لا هدف سياسي لها سوى القتل والتدمير. معتبرة ان ذلك هو الطريق الوحيد للخروج من مأزقها في اليمن اي ان خيارها الوحيد هو مواصلة الحرب والمؤامرة مهما كلفها ذلك من ثمن يمكن دفعه بالمال او بمزيد من القتل والتدمير. و هذا ما ينفي كليا تلك التسريبات التي تدعي ان السعودية تبحث عن مخرج عن طريق روسيا أو عمان اذ لا يوجد اي مؤشر لهذا الاستنتاج بل العكس تماما وهي محاولة شراء موقف روسيا لتمرير قرار مجلس الأمن الذي هو اقرب إلى الإذعان. والسؤال هو ما هو المطلوب من اليمن لمواجه هذه الاستراتيجية العدوانية السعودية؟ اليمن تملك أوراق الحل لا غيرها! من وجهة نظري ان الحل رغم ذلك لا زال بيد اليمن وهو ان يقدم الجيش واللجان على عمل كبير يتمثل باحتلال مدن ومعسكرات كبيرة والدخول مع السعودية في حرب كبيرة يسمع بها العالم وتتلقى فيها السعودية ضربات موجعة حينها سيتدخل العالم لوقف الحرب وسنتخلص من مرتزقة السعودية ونفرض عليها الحل المرضي لليمن وبدون ذلك فان مؤامرة السعودية لن تتوقف سواء توقف عدوانها المباشر او لا وسواء حدثت هدنة او وقف اطلاق نار. و في هذا السياق فان العالم الذي صمت على العدو وجرائمه في اليمن لن يعمل بنا اكثر مما قد عمل بنا طوال صمته وموافقة على كل هذه الجرائم والعكس صحيح. اذ ان العالم يمكن ان يتدخل حينها حرصا على السعودية ومصالحه فيها اما المفاوضات التي تجري تحت الطاولة فلا احد يعول عليها في حل جذري للازمة بل هي غطاء العدو لمواصلة الحرب والحصار و فرصة لضرب جبهتنا الداخلية وفتح ثغرات فيها لمخططهم الاجرامي. لقد صمد شعبنا طوال قرابة الاربعة الاشهر التي مضت من العدوان صمودا اسطوريا وسطر في لحمته الداخلية رغم عظم المؤامرة انموذجا في الوطنية غير مسبوق كما ان البطولات التي يسطرها الجيش واللجان في معظم جبهات الحرب ومنها الجبهة المباشرة مع العدو ما هي الا مثال لما يمكن ان يسطره من بطولات حين يتخذ القرار السياسي بخوض حرب حقيقية ومباشرة مع السعودية وهي السبيل الوحيد لايقاف السعودية عن مواصلة عدوانها ومؤامرتها بعد ان تاكد انها لن توقفهما الا اذا شعرت ان اضرارها عليها اكثر من مكاسبها.