1- امام التحالف وحكومة بحاح معركتين مؤجلتين: معركة تعز ومعركة المكلا. تأجيل حسم المعركتين بسبب الحسابات المعقدة للسعودية والامارات وهادي سيؤدي الى وضع عدن بين فكي كماشة قد تطبق عليها فجأه. قد تكون المفاجاة ان تبدأ القاعدة عملياتها ضد الحكومة والقوات الاماراتية في عدن ،او ان يعود الحوثي-صالح الى لحجوعدن بعد تأمين تعز. 2- الاخبار المتضاربة حول تفجيرات فندق القصر بعدن تكشف حالة الخلاف والتوتر داخل صفوف التحالف العربي وداخل صفوف حكومة بحاح. تشير التسريبات الى تشكل محورين: محور امارتي حول بحاح ومحور سعودي حول هادي وكل دولة من دجول التحالف تسعى لتنفيذ اجندتها من خلال دعم حليفها المحلي. 3- هناك عجز واضح من قبل المقاومة الجنوبية في التعامل مع حقائق ما بعد تحرير عدن بطريقة براغماتية تخدم تحقيق اهدافها في تقرير المصير على المدى الطويل. تسيطر العاطفة على خطاب المقاومة الجنوبية كما يسودها التوجس والخوف من كل الاطراف الداخلية والخارجية. 4- يستفيد تحالف صالح والحوثي من خطاب "الانعزالية الجنوبية" الذي يطرح مبدأ "ما يحدث في الشمال لا يعنيينا". الخطأ الابرز لقادة القضية الجنوبية هو عزلها عن قضايا "التحرر الوطني" من الاستبداد والفساد التي وجهت النضال الوطني طوال الثماني عام الاخيرة. كما أنها عزلت النضال في الشمال عن النضال في الجنوب وهي خسارة مزدوجة للقضايا الوطنية في الجانبين. 5- يتدهور الخطاب السياسي للقضية الجنوبية ليتحول الى خطاب كراهية وعنصرية ضد الشمال. لا يوجد برنامج سياسي لدى المقاومة الجنوبية لتحقيق حلم تقرير المصير وكلما تعقد الواقع حولها لجأت اكثر الى خطاب الكراهية وشيطنة الشمال. الخطر الاكبر على الجنوب ليس الشمال بكل جغرافيته وتنوعه وليس باعة البسطات وعمال المطاعم الشماليين في عدن ولا العائلات الجنوبية من اصول شمالية. الخطر هو القاعدة في المكلا والحوثيين وصالح في تعز ويفترض ان يكون لدى المقاومة استراتيجية واضحة للتعامل مع هذه المخاطر ما دامت تتحكم بالجانب الامني في الجنوب. 6- المفاجاة القادمة قد تأتي من القاعدة. كانت القاعدة قد اعلنت ان معركتها الاساسية هي مع الحوثيين. لكن تأجيل حسم معركة تعز اعاق انتقال القاعدة للقتال في الشمال مما قد يدفعها الى محاولة تحقيق تقدم في الجنوب مستفيدة من التسليح والدعم المالي الضخم الذي امتلكته بعد سيطرتها على المكلا. 7- تأسيس حكومة فعالة في عدن هي النموذج الناجح الذي قد يساعد على تجنيب اليمن سيناريو الفوضى على المدى. وهذا لا يمكن ان يتم دون مشاركة فعالة من فصائل القماومة الجنوبية في اطار تفاهم سياسي على حل القضية الجنوبية في اطار يلبي تطلعات المواطنين في الجنوب ولا يثير مخاوف اللاعبيين الاقليميين والدوليين.