أعلنت (معارضة جنوب اليمن في المهجر)، التي يمثلها المهندس حيدر أبوبكر العطاس أول رئيس وزراء لدولة الوحدة بين الجنوب والشمال، أنها طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، خلال زيارتها إلى صنعاء، بإجراء حوار مع الشمال تحت مظلة دولية يفضي إلى تقرير مصير الجنوب. وقالت معارضة جنوب اليمن، في رسالة موقعة من قبل العطاس، وزعت الخميس عبر البريد الالكتروني، إن معالجة المعضلة الخطيرة القائمة في اليمن يتطلب في الأساس تمثيلا، ومشاركة من كلا الطرفين المعنيين بهذه القضية، وهما الجنوب والشمال ويتطلب مشاركة شاملة وجادة ومباشرة من قبل الأطراف الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضافت الرسالة الموجهة إلى كلينتون إنه من المهم إدراك مدى ما يواجهه وما يتعرض له شعب الجنوب من إجراءات تهميش، وتمييز منهجية ومن إجراءات قمعية وحشية منذ شن نظام الرئيس علي عبد الله صالح الحرب الشاملة في العام 1994. واعتبرت أن تلك الحرب استهدفت اجتياح الجنوب والسيطرة عليه وعلى موارده، وأنهت الوحدة السلمية التي أعلنت بين دولة الجنوب وبين الشمال، وحولت شعب الجنوب من شريك إلى شعب خاضع لاحتلال عسكري. واعتبرت الرسالة أن "كافة الوقائع تشير إلى أن التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية المقررة في شهر ابريل/ نيسان المقبل تم وضعها لتلبي هدفا واحدا ألا وهو تمكين الرئيس صالح من الاستمرار في تسيّد المشهد السياسي، ومن أجل دوام سيطرته، واستئثاره الشخصي بالسلطة". واعتبرت الرسالة أن شعب الجنوب على قناعة تامة أن الانتخابات البرلمانية المقبلة لا تمثل شيئا بالنسبة له ولا لتطلعاته، ولذلك فأنه يعارض، ويرفض هذه المخططات التي تتجاهل مطالبه المشروعة وحقه في تقرير المصير. وخلصت إلى القول "تعبر معارضة الجنوب عن شكرها لموقف الولاياتالمتحدة في التصريح الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية في السابع عشر من يونيو/ حزيران 1994 والذي أكد على معارضة الولاياتالمتحدةالأمريكية لفرض الوحدة بالقوة". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية انهت زيارة قصيرة إلى صنعاء الثلاثاء الماضي التقت خلالها بالرئيس صالح وقيادات المعارضة في الداخل، وحثت الطرفين على إجراء حوار شامل يفضي إلى الاتفاق على انتخابات مقبولة من الشعب اليمني. ومن جهة أخرى، تظاهر أنصار (الحراك الجنوبي) الخميس في عدد من محافظات جنوب اليمن، ونددوا بما أسموه ب(المحتل الشمالي). وقال مصدر يمني مطلع ليونايتد برس انترناشونال إن التظاهرات جرت في محافظات لحج وأبين وشبوة والضالع، لمناسبة ذكرى أحداث 13 يناير/ كانون الثاني 1986 في جنوب اليمن، التي أدت إلى حرب أهلية بين قيادات الجنوب حينها. وأضاف المصدر إن أكثر التظاهرات حشدا نظمت بمدينة الحبيلين بمحافظة لحج برغم محاصرة المدينة من قبل قوات الجيش منذ نحو أسبوع. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بما أسموه (المحتل الشمالي) ونادوا باستمرار (التصالح والتسامح) بين مختلف القوى السياسية في جنوب اليمن. ونددوا بقيام الجيش بحصار ردفان وقطع الاتصالات ومنع دخول المواد التموينية والطبية إليها، كما رفعوا أعلام دولة الجنوب السابقة ورئيسها على سالم البيض. وأقام المتظاهرون مهرجانا جماهيريا بعد أن طافوا بشوارع الحبيلين دعا خلاله السفير السابق قاسم عسكر الذي سبق وان سجن لمدة عامين الى مواصلة التظاهر ضد من أسماهم بالشماليين والتصدي لقوات الجيش التي تمنع التظاهرات. ودعا عسكر المجتمع الدولي الى التأكد مما يدور في الجنوب من قتل وتشريد وتدمير المنازل وضرب القرى المأهولة بالسكان والزج بالمئات من أبناء الجنوب في المعتقلات. القدس العربي