في قاعة المحكمة يقف خلف القضبان (ع . ي . خ) 32 عاماً مزارع من محافظة صنعاء، بتهمة ارتكاب جريمة تناطح بشاعتها عنان السماء. (ع . ي) أب تخلى من كل معاني الرحمة التي أودعها الله في الإنسان وفي الحيوان أيضاً، هذا الأب متهم بتعذيب ابنه عبد الله عذاباً يفوق الوصف وتعجز ألفاظ اللغة في التعبير عنه. جرب الأب كل الوسائل الوحشية القاسية على جسد ابنه فلذة كبده ابتداءً من الضرب والحبس ومروراً بالتقييد والربط بالحبال وانتهاءً بالحرق.. كل هذه وغيرها مجتمعة كان يتناوب على ممارستها (ع . ي) ليل نهار والطفل بدموع غزيرة وجراحات غائرة يتأوه من الصراخ والأب يزداد غطرسة وعتواً.. عبد الله بعد أن فقد حنان أمه عاش بأحزانه الثقيلة غصباً عنه في كنف أبيه وخالته زوجة الأب يغالب القهر ويصطلي بنار أب وزمهرير خالة حتى خارت قواه وتهالك جسده ولم يتبق سوى بقايا طفل خفتت أنفاسه وأراحه الموت من حياة تجرعه سكرات الموت ليل نهار. وكادت الجريمة أن تدفن لولا وصول البحث الجنائي في لحظة التكفين وإماطة اللثام عن جريمة تشيب من هولها الولدان.. الجدير ذكره أن الطفل كان تعرض لكسر في اليد من سابق جراء التعذيب وهرب إلى عند جده لكنه تم إعادته بالقوة بضمانة أحد الوجهاء وكان الابن وأخوه يرفضون العودة خوفاً من بطش الأب وزوجته كما قال الطفلان آنذاك.. جبروت المتهم تواصل أمام المحكمة وعلل أنه كان يقيد ابنه حتى لا يحك العملية التي في رجله أما آثار التعذيب الأخرى فكانت بفعل المشاجرات بينه وبين أخيه الصغير والجيران.
