كانت الشمس تدنو من الغروب في سماء مدينة إب، وكان الشاب حمود عبد الإله درموش نجل الفنان المهاجر عبد الإله البعداني يقود سيارته “نوع صالون" بدون رقم، وعند جولة الصوفي وقف ثلاثة جنود تابعين للنجدة كانوا على متن سيارة “أوبل" وطلبوا منه أوراق السيارة فأوقف سيارته جانباً ونزل منها ليخبرهم أنه ذاهب إلى المنزل لإحضار الوثائق وذهب ماشياً دون أن يعيرهم اهتماماً غير أن الجنود ثاروا غضباً ولحقوا به أمام المركز الثقافي وحاولوا إرجاعه بالقوة واعتدوا عليه، الأمر الذي جعله يدافع عن نفسه ويشتبك معهم إلا أنهم تمكنوا منه وطرحوه أرضاً وانهالوا عليه بالضرب والرفس والركل ولم يكتفوا بهذا بل أخرج أحد الجنود سلاحه وضغط زناده فأنطلقت منه رصاصة اخترقت فخذ الشاب فسقط على الأرض مضرجاً بدمائه، فيما لاذ الجنود بالفرار. وأفاد شهود عيان أنه كان واقفاً مساء يوم السبت الموافق 1 /1 /2011م وشاهد أحد الجنود يطلق النار على درموش حيث ظل ينزف مدة ولم يجرؤ أي أحد على إسعافه حتى جاء سائق دراجة نارية وأسعفه إلى مستشفى النصر الذي ماطل في إسعافه بسبب عدم دفع تكاليف العلاج، وترك دون معاينة لفترة طويلة حتى وصول أحد أقربائه والذي وقع على طلب الطبيب المعني بإجراءات الإسعاف إلا أنه قد فارق الحياة ومات قبل أن يستيقظ ضمير الطبيب. هذه الحادثة لقيت استياء واسعاً من قبل أبناء منطقة المجني عليه وأبناء مدينة إب فخرج العشرات بمظاهرة ليلة الحادثة وقطعوا شارع تعز بإجراق إطارات سيارات..
وفي صباح اليوم التالي توجهوا في مظاهرة كبيرة إلى مبنى المحافظة حاملين لافتات تطالب بإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، الأمر الذي جعل الأمين العام لمحلي المحافظة يخرج إلى المتظاهرين لتهدئة غضبهم ووعدهم بتقديم الجناة للمحكمة وإجراء محاكمة مستعجلة وفي نفس اليوم سلّم الجناة أنفسهم لقائد النجدة والذي بدوره أسرع بتسليمهم إلى البحث الجنائي وبدئت التحقيقات معهم وأحالوهم إلى نيابة الشرق التي ما تزال تحقيقاتها جارية فيما تحفظ على الجناة في سجن إب المركزي ولا تزال جثة المجني عليه في ثلاجة المستشفى.