تعهد محتجون في اليمن يطالبون بالتنحي الفوري للرئيس علي عبد الله صالح بتكثيف احتجاجات الشوارع وقالوا ان لديهم شكوكا بأن الدائرة المحيطة بصالح يمكن أن تجهض خطة خليجية تتضمن استقالته. ويحكم صالح هذا البلد الفقير على مدى نحو 33 عاما ووافق على خطة خليجة تتضمن تنحيه في غضون شهر من توقيع اتفاق مع المعارضة. ولم يصدر اعلان يوضح متى وكيف يتم التوصل الى هذا الاتفاق. ورحب ائتلاف المعارضة الرئيسي بالخطة. وقال انه مازال يتفاوض مع وسطاء خليجيين وأمريكيين بشأن دوره في حكومة انتقالية. لكن الشبان والنشطاء الذين يمثلون قوة الدفع للاحتجاجات المناهضة لصالح تساورهم الشكوك. ويخشى هؤلاء من سعي الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة المشاركة في البرلمان لتحقيق مكاسب سياسية والتضحية برغبات عشرات الالاف من المتظاهرين في الشوارع المطالبين باصلاحات ديمقراطية فضلا عن انهم لا يثقون في نوايا صالح. وقال عبد الحافظ معجب وهو زعيم حركة احتجاجية في ميناء الحديدة المطل على البحر الاحمر لرويترز ان هناك احتقانا شديدا بين الشبان نظرا لموافقة المعارضة على الخطة الخليجية مشيرا الى ان حركته ستواصل تصعيد الاحتجاجات لحين اجبار صالح على التنحي فورا. وفي الساحة التي يعتصم فيها المحتجون منذ أسابيع في صنعاء هتف المحتجون قائلين "لا تفاوض لا حوار.. استقالة أو فرار." ويقول محللون انه حتى بعد الاتفاق على فترة الثلاثين يوما لاستقالة صالح تظل هناك فرصة لوقوع اشتباكات ربما تعرقل خطة نقل السلطة. وقال علي سيف حسن وهو محلل سياسي يمني ان أبناء صالح وهم من القادة العسكريين وكذلك زعماء قبليين سيفقدون السلطة بموجب هذا الاتفاق. وأضاف أنه في حالة عدم اندلاع حرب أهلية فسيكونون الطرف الخاسر لكن في حالة حدوثها فسوف يربحون لانهم سيكونون من يقود القتال. وهذا يثير قلق مسؤولي الولاياتالمتحدة والسعودية الذين يخشون أن يؤدي انزلاق اليمن الى هاوية الفوضى لتقوية شوكة جناح تنظيم القاعدة الذي يتخذ من اليمن مقرا. ويقع هذا البلد على ممر بحري استراتيجي حيث يمر نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا. وقتل عشرات من المحتجين المطالبين باسقاط صالح خلال اشهر من الاضطرابات بين الشبان اليمنيين الذين استلهموا انتفاضات في شمال افريقيا والشرق الاوسط اطاحت بزعيمي تونس ومصر. ويخشى كثيرون من أن اليمن الذي يملك فيه نصف السكان على الاقل سلاحا يمكن أن ينزلق بسهولة الى حمام دم في حالة استمرار الازمة. واندلعت الاشتباكات بين المؤيدين لصالح والمحتجين في مدينة التربة بمحافظة تعز جنوبي العاصمة صنعاء. وقال سكان ان الشرطة فتحت النار لفض الاشتباكات وأصيب ثلاثة محتجين وأحد الموالين لصالح. ومع استمرار الاضطرابات قفزت الاسعار بشكل حاد حتى أن أسعار زيت الطهي زادت أربعة أمثال. وتدنى سعر العملة المحلية الى 243 ريال مقابل الدولار من 214 قبل تسعة أسابيع. وقال جريجوري جونسن الباحث في الشأن اليمني "كلما طال الوضع الحالي كلما ساءت حالة الاقتصاد. ومع استمرار تراجع الاقتصاد سترى نزول المزيد والمزيد من الاشخاص الى الشوارع لكن ليس مؤكدا بعد الى اي جانب سيقفون." وكان عشرات الالاف من أنصار صالح قد نظموا أيضا مسيرات في الشوارع. كما يحتفظ أيضا بتأييد معظم وحدات الجيش التي يقود الكثير منها أقاربه. ويقود ابنه الحرس الجمهوري. وقال سكان لرويترز ان الحرس الجمهوري أطلق النار في بلدة الحد بمحافظة لحج بجنوب البلاد يوم الاحد انتقاما لهجوم تعرضت له قواته في وقت سابق من جانب رجال قبائل مسلحين. وقتل ستة في الاشتباكات ثلاثة منهم جنود. وتساور أعضاء المعارضة بواعث قلق كبيرة رغم ترحيبها رسميا بخطة مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة. وتتضمن الخطة أن يشكل صالح حكومة جديدة يقودها معارض من اختياره هو قبل نقل السلطات الى نائبه خلال 30 يوما. وقالت المعارضة التي تقودها أحزاب اسلامية ويسارية انها لن تنضم الى حكومة صالح الجديدة. وقال أعضاء لرويترز طلبوا عدم ذكر اسمائهم انهم يخشون من ربطهم بالحكومة في حالة عدم استقالة صالح. وقال أحد قادة المعارضة "هناك بواعث قلق من اننا قد نشارك في الحكومة وبعد ذلك قد لا يفي الرئيس بوعده بالاستقالة بعد 30 يوما. الرجل مشهور بعدم الالتزام بما يتم الاتفاق عليه." ونكص صالح مرتين بوعوده بعدم الترشح لاعادة انتخابه. وقال مسؤولون على الجانبين انهم كانوا قريبين للغاية من التوصل لاتفاق بشأن نقل السلطة الشهر الماضي قبل انهياره ربما بسبب مخاوف من عدم منح أسرة صالح حصانة من المحاكمة. وبموجب الخطة سيحصل صالح واسرته ومساعدوه على الحصانة. وقبلت المعارضة ذلك لكنها قد تواجه معركة شرسة لتسويق مثل هذا الاتفاق للمحتجين في الشوارع الذين يريدون محاكمة المسؤولين عن القمع. وقال تيودور كاراسيك المحلل الامني في دبي "ثلاثون يوما فترة طويلة في اليمن اذ يمكن أن يحدث خلالها أي شيء... مازال هناك المزيد من الاحداث المثيرة."