أقبل إلى الصحيفة يقضم شفتيه من شدة القهر والغضب يعقد حاجبيه في غمرة الهدوء والسكينة صرخ عالياً أنا الفنان إسماعيل اليمني جئتكم شاكياً بعد أن لم أجد من ينصفني ، فمنذ أيام قلائل وبينما كنت أقبع إلى جوار داري في حي القاع بالعاصمة وإذا بشخص ليست صورته بالغريبة علي يتقدم نحوي ليسلم علي ودار بيننا حديث انتهى بأن عرض علي إيصالي بسيارته التي كان على متنها شخصان آخران من أصدقائه إلى المطعم.. أسلوب حديثه مؤدب وقوله بأنه ضابط في الأمن دفعني للاطمئنان له والترحيب بعرضه الذي اعتبرته سخياً، وحين وصلنا إلى صالة أعراس في حي البليلي توقف بالسيارة وصعد إلى متنها اثنان آخران وما أن وصلنا إلى السائلة التي كانت تشكو من قلة البشر حتى طلب مني هاتفي السيار ليجري مكالمة هاتفية ، لم أمانع أنا في ذلك وأعطيته الهاتف لأتفاجأ بطلبهم مني إعطاءهم باقي تلفوناتي وحين رفضت ذلك أقدموا على ضربي وأخذ التلفونات ومبالغ مالية كانت بحوزتي مكونة من مائتي دولار أمريكي ومبلغ ثلاثة عشر ألف وثلاثمائة ريال يمني عنوة مني وهم يهددون بقتلي وإلقاء جثتي في السائلة لتكون خاتمة قصتي معهم بالقرب من السوق حيث تمكنت من إمساك مقود السيارة وفتح بابها الذي قفزت منه إلى الشارع، وما أن تمكنت من الإفلات منهم وغادروا المكان حتى سارعت بالسؤال عن قسم الشرطة الذي دلني بعض المارة على مكانه بالقرب من السائلة ولكني اكتشفت عند وصولي إلى قسم الشرطة بأني كمن استجار من الرمضاء بالنار.. فعند وصولي إلى القسم لم أجد سوى عسكري والضابط المستلم الذي لم يكن منه إلا أن قال حين أخبرته عما تعرضت له أنه لا يستطيع عمل شيء لي ولن يخرج لمطاردتهم إلى منازلهم ، عندها انصرفت عائداً صوب داري.. وفي طريق العودة وجدت أحد جيراني طلبت منه هاتفه السيار واتصلت بشرطة النجدة وأخبرتهم بقصتي لكنهم أعادوني إلى قسم الشرطة تلك هي قصة الفنان الذي ضاع حقه دون إنصاف مع اللصوص..