استشهد أربعة مدنيين وأصيب العشرات بينهم طفلة وامرأتين حالة أربعة منهم حرجة في أعنف قصف شهدته مدينة تعز منذ العاشرة من مساء الثلاثاء وحتى الساعات الأولى من فجر الأربعاء في الوقت الذي يصل فيه فريق طبي سعودي للاطمئنان على صحة صالح. وكان كل من حاشد عبد الجليل العامري وعبد الحكيم النور وماجد مكرد سعيد والطفل أحمد قاسم الحبيشي قد لقوا حتفهم في قصف الليلة الذي نفذته القوات الموالية لصالح من ثكنات مستشفى الثورة والمعهد الصحي ومعسكر الأمن المركزي والقصر الجمهوري وجبل جرة ومبنى الأمن السياسي، والتي أمطرت معظم الأحياء السكنية في مدينة تعز بوابل من القذائف في الوقت الذي قامت بإغلاق منافذ المدينة من كل الاتجاهات مع انتشار أمني كثيف في الشوارع ومداخل الحارات، فيما صوب بلاطجة النظام نيران أسلحتهم الخفيفة صوب الثكنات العسكرية من داخل الأحياء السكنية لتبرير القصف عليها. فيما تعرض مسعفون وسائقي دراجات نارية يقومون بإسعاف الجرحى للاختطاف من قبل بلاطجة وقوات تابعة لصالح، في الوقت الذي تعرضت فيه بعض المستشفيات التي استقبلت الجرحى للقصف بهدف عرقلة وصول الجرحى، وكانت منازل بعض الناشطين في الثورة الشبابية هدفا لقصف الليلة. وكان دوي الانفجارات يتردد في أرجاء المدنية جراء استخدام مدافع 130ملم، ومدافع 23 مضاد للطيران ومعدلات 7/12 وقذائف هاون 82 ومدفعية دبابات حسب مصادر عسكرية في قصف أهداف مدنية، في الوقت الذي علا فيه عويل النساء وصرخات الأطفال في الأحياء السكنية وتعالت ألسنة اللهب والأدخنة في أكثر من حي سكني مكملة مسلسل الرعب والخوف الذي عاشته مدينة تعز الليلة. وكان مدنيين قد استشهدا في حي الثورة جراء قصف منزل قاسم الحبيشي وجرح عدد آخرون لم يتمكنوا من إسعافهم أثناء القصف، فيما سقط عشرات الجرحى في حي الشماسي جراء قصف مصفحات من معسكر الأمن المركزي ومدفعية ومضاد طيران من القصر الجمهوري على منازل مواطنين بالقرب من مسجد الحسين في جبل الشماسي ومنازل مقابلة لسور القصر الجمهوري أعلى صالة عدن القريبة من فرزة صنعاء، ولم يتمكن المسعفون من نقل عدد من الجرحى إلى المستشفيات من أحياء الشماسي وجولة المسبح والأحياء المجاورة لساحة الحرية نظرا لضراوة القصف وكثافته واستهداف المسعفين، وكان سائق دراجة نارية قد تعرض للقنصعلى رأسه بطلق ناري أثناء محاولته إسعاف أحد المصابين. وكانت عشر قذائف قد سقطت في التحرير الأسفل نسفت واحدة منها معمل للخياطة جوار التضامن للصرافة وأصابت خمسة من العاملين فيه، وأخرى أصابت خمسة آخرون في لوكندة مجاورة، فيما أصيب ركاب أحدى الحافلات في حي الروضة نتيجة سقوط قذيفة بالقرب منها، فيما سقط عدد من الجرحى في شارع المغتربين. وكانت أحياء الروضة وزيد الموشكي والمسبح وشارع جمال والأربعين ومستشفى الثورة والشماسي وغرب سوق الجملة وجولة القصر وساحة الحرية والأحياء المجاورة لها وشارع الستين ووادي القاضي أهدافا مباشرة للقصف، حيث اشتعلت النيران في المعهد الوطني للعلوم الإدارية المجاور لساحة الحرية من الجهة الغربية نتيجة استهدافه بقذائف دبابات ومدفعية من مستشفى الثورة، وتعرض المستشفى الميداني الواقع شمال الساحة لثلاث قذائف مدفعية، واستهدفت الساحة بعدد من قذائف الهاون أحدثت انفجارا قويا هز المكان، فيما قصفت دبابة متمركزة بمستشفى الثورة مبنى الجامعة الأردنية الواقع جنوب الساحة، فيما حلق الطيران العمودي فوق الساحة عند الواحدة بعد منتصف الليل، كما تصاعد دخان كثيف من منازل بالقرب من مستشفى الثورة، ومنزل أخر بالقرب من مسجد بدر بحي المسبح، وتصاعد الدخان في شارع جمال جراء استهداف المنطقة السكنية هناك، واشتعلت النيران في أربعة منازل في حي الشماسي، كما نشب حريق بالقرب من مستشفى التعاون بحي المسبح نتيجة قصف صالة بلقيس الواقعة في نادي تعز السياسي بقذيفتين. وكانت قذائف قد سقطت بالقرب من مستشفيات التعاون والدقاف بحي المسبح بعد أن أستهدف مستشفى الروضة بعدد من القذائف لعرقلة إسعاف المصابين إليها، فيما تعرض منزل الدكتور صادق الشجاع مدير المستشفى الميداني للقصف، وفي حارة السواني جنوبالمدينة قصف منزل الناشط في الثورة الشبابية يحيى حمود، كما سقطت قذيفتين على جامع السعيد بعصيفرة، وتعرض نادي الرشيد في التحرير الأسفل لست قذائف، كما سقطت أربع قذائف جوار ثلاجة سعيد نعمان المخلافي. وكان مصدر طبي في مدينة تعز قد أعلن تعز منطقة منكوبة، فيما دعا المستشفى الميداني كافة الأطباء والممرضين وبالأخص جراحي العظام بالتوجه للمستشفيات التي يصل إليها الجرحى، كما دعا المواطنين للتوجه للمستشفيات للتبرع بالدم، وكانت سيارات الاسعاف قد هرعت إلى الشوارع بعد هدوء القصف لإسعاف الجرحى الذين ظلوا مرميين في الشوارع بعد أن تعذر اسعافهم أثناء القصف. وكانت اشتباكات عنيفة قد نشبت بين قبائل موالية للثورة وقوات صالح وبلاطجة تابعين للنظام بالقرب من سوق الجملة وشارع جمال والتي توسعت إلى شارع المواصلات وقرب مديرية أمن محافظة تعز أسفل الجحملية ، وكانت قبائل موالية للثورة قد فجرت دبابة في شارع جمال كانت تستهدف الأحياء السكنية، فيما اشتبكت قبائل موالية للثورة مع قوات صالح بالقرب من القصر الجمهوري ومعسكر الأمن المركزي بكلابة، ودارت اشتباكات عنيفة في الأحياء المجاورة للساحة امتدت لساعات بين مسلحين قبليين يقومون بحماية الساحة وبلاطجة حاولوا اقتحام الساحة مسنودين بقصف مدفعي من مستشفى الثورة، وكانت اشتباكات أخرى قد نشبت بالقرب من معسكر الحرس الجمهوري في الجند وشارع الستين تزامنا مع قصف مدفعي عنيف. وكانت الثكنة العسكرية بقلعة القاهرة التاريخية قد قصفت القصر الجمهوري القديم لتبرير قصفها لأحياء السكنية، فيما قام بلاطجة في المدينة القديمة بإطلاق نيران أسلحتهم الكاشفة على القلعة ليتم استهداف منازل المواطنين، وشهدت الأحياء التي تعرضت للقصف انتشار كثيف لمسلحين مدنيين يتبعون النظام يطلقون زخاخات من الرصاص في الأحياء لترويع السكان واستهداف بعض المنازل وتبرير القصف على الأحياء.